أشعلت الضفة وقتلت 5 جنود صهاينة..حماس تُحيي ذكرى انطلاقتها الـ31 على طريقتها الخاصة

- ‎فيعربي ودولي

على الرغم من حجم التنسيق الأمني بين سلطة الرئيس الفلسطيني محمود عباس والاحتلال الصهيوني لمنع المقاومة من العمل بحرية في الضفة الغربية؛ اشتعلت الضفة في الساعات والشهور الأخيرة، ونجحت المقاومة في قتل 5 جنود صهاينة، فيما نشطت انتفاضة الحجارة، حتى إن عدد الاستهدافات الفلسطينية للإسرائيليين، منذ صباح اليوم الخميس، بالحجارة بلغ أكثر من 25 عملية، بحسب موقع “0404” العبري، في القدس والضفة الغربية.

ونجح مقاومان فلسطينيان، اليوم الخميس، في قتل اثنين من جنود الاحتلال وإصابة آخرين بإصابات خطيرة، في عملية إطلاق نار على جنود العدو في مستوطنة “جفعات آساف”، تمكن بعدها المقاومون المنفذون للعملية من الانسحاب.

وتعد هذه العملية حدثًا مختلفًا ومنفصلًا عن حدثي استشهاد المقاومين أشرف نعالوة في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، الذي أرهق الاحتلال طيلة الشهور الثلاث الماضية بعد قتله ثلاثة من جنودهم الصهاينة بالقرب من مستوطنة بركان شمال الضفة الغربية، أما المقاوم صالح البرغوثي فهو كذلك قد استشهد وخاض اشتباكًا مع قوات العدو في مكان مختلف عن المكانين السابقين، حيث كان في جنوب الضفة الغربية في مدينة رام الله.

الجنود الصهاينة

وجاءت عملية إطلاق النار وقتل الجنود الصهاينة، اليوم الخميس، ثأرًا لدماء أشرف نعالوة وصالح البرغوثي، اللذين خاضا اشتباكات مسلحة طوال ليل أمس الأربعاء، ولتؤكد عملية “جفعات آساف” من جديد أن المقاومة الفلسطينية مستمرة حتى دحر هذا العدو عن أرض فلسطين.

ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، عن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي قوله: “إن منفذ عملية إطلاق النار بالقرب من مستوطنة “جفعات يوسف” ترجل من السيارة وتقدم نحو موقف للركاب وأطلق النار عليهم، ولاذ بالفرار من المكان بسرعة”.

وأشارت بعض وسائل الإعلام العبرية، إلى أن قوات الجيش الإسرائيلي لم تنجح في إصابة منفذ العملية، وأن قوات الجيش أطلقت النار نحو مستوطن اعتقادا أنه أحد المنفذين، وأصابته إصابة خطيرة.

فيما أكد موقع “0404” أن هدف الفلسطينيين من عمليات الضرب بالحجارة التي تكررت اليوم الخميس 25 مرة هو “قتل اليهود”، حيث إن الهجمات لم تتوقف منذ الصباح، ناهيك عن عمليات إطلاق النار”، لافتًا إلى أن عمليات الرشق بالحجارة أسفرت عن إلحاق أضرار مادية بمركبات المستوطنين، دون الكشف عن وقوع إصابات.

أيضا أفادت القناة “14 العبرية” بإصابة شرطيين إسرائيليين في عملية طعن وقعت فجر اليوم الخميس في القدس، حين هاجم فلسطيني شرطيين إسرائيليين بآلة حادة، ما أدى إلى إصابتهما بجراح وصفت إحداهما بالمتوسطة والأخرى بالطفيفة بالقدس، وأن قوات الجيش الإسرائيلي أطلقت النار على منفذ العملية، ما أدى إلى استشهاده على الفور.

“القسام” تتوعد

وتوعدت “كتائب القسام”، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، الاحتلال بمزيد من عمليات المقاومة الموجّهة ضد أهداف إسرائيلية في مختلف أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وهددت كتائب القسام، التابعة لحركة حماس، بشن المزيد من الهجمات ضد جيش الاحتلال، وباركت العمليات التي نفذت صباح اليوم، وفي وقت سابق أعلنت الحركة مسئوليتها عن عمليتي بركان وعوفرا.

وقالت الكتائب- في بيان لها اليوم الخميس- إن “المقاومة ستظل حاضرةً على امتداد خارطة الوطن، ولا يزال في جعبتنا الكثير مما يسوء العدو ويربك كل حساباته”، وأن “على العدو ألا يحلم بالأمن والأمان والاستقرار في ضفتنا الباسلة، فجمر الضفة تحت الرماد سيحرق المحتل ويذيقه بأس رجالها الأحرار من حيث لا يحتسب العدو ولا يتوقع”.

وشددت على أن “كل محاولات وأد مقاومتنا وكسر سلاحها في الضفة ستبوء بالفشل، وستندثر كما كل المحاولات اليائسة للغزاة والمحتلين وأذيالهم على مدار التاريخ”.

وجاء في البيان، أن عمليتي إطلاق النار في “بركان” وقرب “عوفرا”، جاءتا ردًا على الاعتداءات اليومية من قوات الاحتلال والمستوطنين الذين يستبيحون الضفة الغربية المحتلة ويعيثون فيها فسادًا، وفق البيان.

وأضاف “حماس تحيي ذكرى انطلاقتها الـ31 على طريقتها الخاصة، وتشفع نصر غزة بنصر آخر يقض مضاجع الإسرائيليين ويشفي صدور قوم مؤمنين”.

الضفة الغربية تنتقم

يقول المحلل العسكري لصحيفة “هآرتس”، عاموس هرائيل: إن “الضفة الغربية تنتقم وتقترب من التصعيد”، وأن “حماس كثفت العمليات بالضفة، خصوصا بعد تصفية الاحتلال للمقاومين “نعالوة والبرغوثي”، وأنها ستضاعف من العمليات الجديدة بالضفة الغربية.

وأشار إلى أن حماس باتت لها اليد العليا في ظل تواطؤ سلطة “عباس” في التنسيق الأمني مع الاحتلال، وأن حماس “تواصل فرض معوقات أمام “إسرائيل” للوصول إلى حالة استقرار أمني بالضفة الغربية، وتعتبر أن نشاطاتها العسكرية والأمنية بالضفة لا تتعارض مع مباحثات وقف إطلاق النار بغزة”.

ووصف المحلل العسكري فشل الاحتلال في ضبط منفذ عملية باركان “أشرف نعالوه” طوال 3 أشهر، بأنه “فشل أمنى واستخباراتي” قبل أن ينجح الصهاينة في قتله عقب مقاومة شرسة منه وتبادله إطلاق النار مع الاحتلال.

وقال “تال ليف رام”، المراسل العسكري لمعاريف، تعليقًا على قتل الجنديين الصهيونيين اليوم الخميس: “أستطيع القول إن عملية إطلاق النار اليوم هي واحدة من أخطر العمليات التي وقعت في السنوات الأخيرة”.

4 عمليات كل شهر

وأشار “عاموس هرائيل” إلى تسجيل تزايد في عمليات المقاومة بالضفة الغربية، بدءًا بعمليات دهس جنود الاحتلال والمستوطنين ومرورا بعمليات طعن، انتهاءً بعمليات إطلاق النار.

وبحسب معطيات المخابرات الداخلية الصهيونية “الشاباك”، يتم تنفيذ 4 عمليات خلال كل شهر بالضفة الغربية في الآونة الأخيرة، ويبدو أن هذه العمليات في تزايد مستمر، وأن قوات الأمن الإسرائيلية غير قادرة على مواجهتها، بل وتزيد من الصعوبات أمام قوات الأمن الإسرائيلية في الحفاظ على حالة الاستقرار الأمني بالضفة.

ويعمل الجيش الصهيوني والشاباك منذ العام 2002 على محاربة نفوذ وعمليات حماس والجهاد الإسلامي بالضفة، وملاحقة عناصرهم كي لا تنتقل الانتفاضة والمقاومة بالسلاح إلى الضفة، ويسهل على الاحتلال ابتلاع أراضيها.

وبسبب دور الأجهزة الأمنية الفلسطينية في دعم الاحتلال والتضييق على حماس والجهاد وأي مقاومة في الضفة، تركزت جهود الشاباك والجيش الصهيوني في ملاحقة منفذي العمليات المنفردين، وعملوا على مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي وزيادة التعاون مع أجهزة أمن السلطة من أجل إحباط المزيد من العمليات.

وتقول صحيفة “هآرتس”، إن الخطورة الكبيرة في الضفة الغربية الآن هي حركة حماس، وأن هناك رعبا صهيونيا من مواصلة الحركة محاولاتها لتنفيذ العمليات بالضفة الغربية.

وكشف الشباك مؤخرا عن اعتقال العديد من الخلايا التابعة لحماس، التي خططت لتنفيذ عمليات بالخليل، ويعتقد الشاباك أن هذه الخلايا يتم إدارتها على يد الذراع العسكرية لحركة حماس بغزة، بواسطة أسرى محريين، تم الإفراج عنهم في صفقة شاليط.

وتشير التقديرات الصهيونية إلى أن حماس لن تتنازل عن جهودها لتنفيذ المزيد من العمليات بالضفة، ويبدو أنها بدأت بتغيير الطرق والوسائل القديمة، وأنها تسعى لتحسين البنية التنظيمية لها بالضفة الغربية، بالتوازي مع محاولات التوصل إلى اتفاقية وقف إطلاق نار مع “إسرائيل” بغزة.

وتهدف طريقة حماس الجديدة بالضفة إلى تكثيف العمليات، من أجل وقف التنسيق الأمني بين “إسرائيل” والسلطة بالضفة؛ لأن ذلك سوف يؤدي إلى زعزعة حكم عباس هناك، ويؤدي إلى نقل الحكم لها مثلما حدث في غزة، خاصة أن الشعب الفلسطيني يدرك عمالة “عباس” وأجهزته الأمنية، حتى إنه اعترف بأنه يعزي نتنياهو في القتلى الصهاينة الذين تقتلهم المقاومة، وانتقد إطلاق الصواريخ على الاحتلال وقتل جنوده!.

خيار المقاومة

وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران: إن حماس تقدم في ذكرى انطلاقتها شهيدين من خيرة أبنائها، المقاوميْن صالح البرغوثي وأشرف نعالوة، ولا خيار أمام شعبنا سوى المقاومة والالتفاف حولها، والضفة تغلي ويتعاظم العمل فيها رغم التحديات والملاحقات.

وأضاف: “غزة عطاؤها ظاهر ومعلوم، والضفة تغلي ويتعاظم العمل فيها يوما بعد يوم رغم التحديات والتعقيدات والملاحقات، ومطلوب في هذا اليوم المشرف رغم الألم أن تظهر جماهير شعبنا، خاصة في الضفة، مدى التفافهم حول خيار المقاومة. وهذا عهدنا بهم دوما”.