الإخوان المسلمون يدعون لدعم مسيرات العودة الكبرى بفلسطين

- ‎فيبيانات وتصريحات

ثمن القائم بأعمال المرشد العام لجماعة ” الإخوان المسلمون ” أ.د محمود عزت مسيرات العودة الكبرى التي أطلقها المجاهدون الفلسطينيون، تمسكا بحقوقهم المشروعة في العودة لأراضيهم، وإزالة الاحتلال الصهيوني الغاشم من على التراب الفلسطيني.

وطالب القائم بأعمال المرشد بدعم مسيرات العودة الكبرى، كأحد وسائل الردع وإحياء القضية الفلسطينية التي يسعى الصهاينة وأعوانهم من قيادات الثورات المضادة لردمها، عبر وسائلهم الخبيثة.

مشددا على أن تلك المسيرات والدماء الذكية الفلسطينية التي يبذلها الشهداء، أوقفت المخططات الأمريكية والصهيونية التي يشارك فيها عرب فقدوا عروبتهم ووطنيتهم عبر ما يسمى “صفقة القرن”.

وقال عزت في رسالته الصادرة مساء الخميس، : “.. وكما تقذف مسيرات العودة الرعب في نفوس المحتل فهي تحيي الأمل في قلوب الأمة الإسلامية ، خصوصا جماهير الربيع العربي التي ضعف حراكها الوطني من أجل الحرية والكرامة وتحتاج إلى الأمل والثقة في وعد الله ونصره والعودة إليه ، فعودتنا إليه – سبحانه وتعالي – فيها إنقاذ لأوطاننا من الاستبداد والفساد ، وتحرير لمقدساتنا من المحتلين الغاصبين ، نعم .. إنقاذ لأوطاننا من الاستبداد والفساد بدءًا من داخل أنفسنا بالإيمان العميق “.

داعيا جماهير الأمة إلى ” بذل التضحيات تلو التضحيات لتلحق بمسيرة العودة الكبرى ، لتهدئة الصراع بين الطوائف المتناحرة وتخفيف الاحتقان بين الأعراق المختلفة وكبح شهوات ومطامع الحكام المستبدين في أمة أصبحت شيعا يذيق بعضها بأس بعض “..

إلى نص الرسالة:

بسم الله الرحمن الرحيم

زادت نسائم الإسراء الداعين لمسيرات العودة الكبرى في فلسطين عزيمة وإصرارا على المضي بها في ذكري النكبة، ذلك اليوم المشئوم الذي اختاره الحلف الصهيوني الأمريكي موعدا لتنفيذ إعلان القدس عاصمة أبدية للكيان الصهيوني المحتل .

وإن الذين عرجوا إلي ربهم شهداء عند انطلاق هذه المسيرات ، هم – إن شاء الله – أحياء عند ربهم يرزقون ، فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم من المقاومين المرابطين في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس ، الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ، أولئك المرابطون والمقاومون – وإن قل عددهم – أصبحوا مع طلائع مسيرة العودة في غزة قدوة لعموم أهل فلسطين ، في القدس وأرض الـ 48 وغزة والضفة الغربية ،علي اختلاف مواقفهم من المقاومة الشعبية أو المسلحة ، كما صار هؤلاء المرابطون المقاومون ومن يلحق بهم من جماهير العودة حجة علي كل من أراد أن يتخاذل أو يتفاوض أو يستسلم لعدوه .

ومما استقر في وجدان الأمة عامة والشعب الفلسطيني خاصة ، أن علي جماهير الأمة بذل التضحيات تلو التضحيات لتلحق بمسيرة العودة الكبرى ، لتهدئة الصراع بين الطوائف المتناحرة وتخفيف الاحتقان بين الأعراق المختلفة وكبح شهوات ومطامع الحكام المستبدين في امة أصبحت شيعا يذيق بعضها بأس بعض ، فانطلاق العودة الكبرى خفف من الاحتقان الداخلي وأوجد مناخا وبيئة حاضنة ووسائل عملية لتعاون فصائل المقاومة علي أرض فلسطين مع جماهير الشعب الفلسطيني ، وأمضي خطوات في طريق المصالحة ، وزاد من صبر هذه الجماهير وحشد كل الطاقات في مواجهة الحلف الصهيوني الأمريكي .

إن انطلاق العودة الكبرى قد أربك هذا الحلف ، فبعد أن أعد عدته لإبادة غزة وتهجير من بقي علي قيد الحياة من أهلها إلي سيناء ، أصبح اليوم يبني السياج تلو السياج ليحمي جنوده في داخل مدرعاتهم من حجارة المتظاهرين أو سواعدهم العارية ، أما ساسة الاحتلال ومن دان لهم من حكام العرب فيراوغون بإجراءات تخفيف الحصار مقابل وقف المسيرات ، أليس في ذلك تصديق لقول الله عز وجل ” …وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا ۖ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ۚ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ ” ( 2- الحشر ) ، نعم .. الرعب الذي يدرك المحتلين الغاصبين في حصونهم وخلف جدرهم وأسوارهم أو في مستوطناتهم وبروجهم المشيدة .

وكما تقذف مسيرات العودة الرعب في نفوس المحتل فهي تحيي الأمل في قلوب الأمة الإسلامية ، خصوصا جماهير الربيع العربي التي ضعف حراكها الوطني من أجل الحرية والكرامة وتحتاج إلي الأمل والثقة في وعد الله ونصره والعودة إليه ، فعودتنا إليه – سبحانه وتعالي – فيها إنقاذ لأوطاننا من الاستبداد والفساد ، وتحرير لمقدساتنا من المحتلين الغاصبين ، نعم ..إنقاذ لأوطاننا من الاستبداد والفساد بدءا من داخل أنفسنا بالإيمان العميق ” رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا ۚ رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ ” ( 193- آل عمران ) ثم الثقة بوعد الله ونصره للمؤمنين في الدنيا والآخرة ” رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَىٰ رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ ” ( 194 – آل عمران ) ، ثم العمل المتواصل الذي لا يضيعه الله تعالي أبدا ” فاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ ۖ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ۖ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّنْ عِندِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ “( 195 – آل عمران ).

وفي طريقنا هذا يبصرنا ربنا بطبيعته ومشقاته وعظم جزائه ” لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ (196) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۚ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (197) لَٰكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِّنْ عِندِ اللَّهِ ۗ وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ لِّلْأَبْرَارِ ” ( آل عمران – 196- 198) ، ثم يأمرنا ربنا بزاد العودة المتجدد ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ” (200- آل عمران ) ، أما من يتوعد مسيرتنا للعودة ممن بغي علينا من قومنا وحكامنا، فنشكوهم إلي الفتاح العليم ولن يمنعنا أذاهم أو وعيدهم من الصدع بالحق والاستمساك به حتي يأتي نصر الله ولا نقول لكم إلا ما أمرنا الله به ” قُل لَّا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ ، قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ ” (سبأ – 25- 26 ) ” ، ” بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ۚ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ ” ( الأنبياء – 18 ) ، ” الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ” (آل عمران – 173- 174) “

والله أكبر ولله الحمد

أ.د. محمود عزت
القائم بأعمال المرشد العام لجماعة ” الإخوان المسلمون “
الجمعة 4 شعبان 1439ﻫ – 20 أبريل 2018 م