“الإخوان”: المقاومة الفلسطينية أجبرت القوى العالمية على احترامها بعد إذلال الصهاينة

- ‎فيبيانات وتصريحات

حيّت جماعة الإخوان المسلمين، المقاومة الراشدة في غزة الكرامة على ما قدمته من بطولات مباركة، وما أنزلته من خسائر تجرعها العدو الصهيوني وكل من عاونه من الغرب وبعض حكام العرب المستبدين، وثمّنت دور المقاومة الراشدة في الدعوة إلى الوحدة والتصالح والتسامح مع شركاء الوطن، فكانت النماذج الرائعة من الشعب الفلسطيني في حماية الأقصى، ورفع البوابات الإلكترونية، وغيرها من المواقف الوطنية تجاه المقدسات الإسلامية والمسيحية.

وقالت الجماعة، في رسالة لها نُشرت على الموقع الرسمي “إخوان أون لاين” اليوم الثلاثاء: “لو أدرك المنصفون من الأوروبيين والأمريكيين هذه الحقيقة لما كان كلّ هذا العداء السافر منهم للمقاومة وحاضنتها الشعبية وإلصاق الإرهاب بهما جميعًا، ولَمَا كان التحالف الغربي الصهيوني الذي يُشعل الحروب الطائفية ويغذي النعرات العرقية لتمزيق وإضعاف الأمة الإسلامية، فلم يجنِ الغرب من ذلك إلا موجات هجرة عانت منها أرووبا واستشعرت الخوف على رفاهيتها واستمتاعها بمتعها المادية”.

وأضافت: “أما الإدارة الأمريكية الجديدة فلا ترى في العالم العربي إلا سفهاء يجب الحجر عليهم، والاستحواذ على ثرواتهم، ولا سبيل لذلك إلا باستئصال المقاومة، والتمكين للكيان الصهيوني، وكل الحكام المستبدين، والقضاء على كل الدعوات الإصلاحية؛ إسلامية كانت أو وطنية”.

وأوضحت: “وها هي الأمة العربية والإسلامية تستجيب لنداء العودة والمقاومة، فتخرج المسيرات في داخل فلسطين وخارجها؛ لتعلن للعالم بأسره أننا لا نريد إلا أرضنا وحريتنا وكرامتنا, وأننا لا نعادي إلا من احتل أرضنا، وقتل نساءنا وأطفالنا، وسرق خيرات بلادنا وثرواتها، وتعلن هذه الجماهير أن جيل العودة في الأمة مستعدٌّ لتقديم الشهداء وكل التضحيات؛ حتى تحقق عودتهم إلى أوطانهم في عزة وكرامة.

واختتمت الرسالة قائلة: “أثبتت المقاومة أنها قدوةٌ للجماهير المقبلة عليها، فلم تسرف في الأماني، ولم تقنط أو تيأس من شعبها وأمتها، ولم تغالِ في تقدير نجاحاتها، وكان لها في قصة طالوت وجنوده العبرة والمثل، فصبروا واجتازوا الاختبار تلو الاختبار؛ حتى نزل عليهم نصر الله، وكان من دعائهم (ربنا أفرغ علينا صبرًا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين * فهزموهم بإذن الله).

طالع نص الرسالة

رسالة من الإخوان المسلمين: مقاومة راشدة وبشائر العودة

نحمد الله تعالى على ما وفق المقاومة الفلسطينية في ريادتها لجيل العودة إلى فلسطين، ولو أدرك المنصفون من الأوروبيين والأمريكيين هذه الحقيقة لما كان كلّ هذا العداء السافر منهم للمقاومة وحاضنتها الشعبية وإلصاق الإرهاب بهما جميعًا، ولَمَا كان التحالف الغربي الصهيوني الذي يُشعل الحروب الطائفية ويغذي النعرات العرقية لتمزيق وإضعاف الأمة الإسلامية، فلم يجنِ الغرب من ذلك إلا موجات هجرة عانت منها أرووبا واستشعرت الخوف على رفاهيتها واستمتاعها بمتعها المادية.

أما الإدارة الأمريكية الجديدة فلا ترى في العالم العربي إلا سفهاء يجب الحجر عليهم، والاستحواذ على ثرواتهم، ولا سبيل لذلك إلا باستئصال المقاومة، والتمكين للكيان الصهيوني، وكل الحكام المستبدين، والقضاء على كل الدعوات الإصلاحية؛ إسلامية كانت أو وطنية.

لكن المقاومة الراشدة عندما فجَّرت مسيرات العودة، وصبرت عليها، واستجاب الشعب الفلسطيني، وقدم الشهداء في سبيل عودته إلى أرضه ووطنه، أثبت للأمريكيين والاوروبيين أن المقاومة لا تزاحمهم في أوطانهم ولا تنافسهم متعهم.

والمقاومة الراشدة دعت إلى الوحدة والتصالح والتسامح مع شركاء الوطن، فكانت النماذج الرائعة من الشعب الفلسطيني في حماية الأقصى، ورفع البوابات الإلكترونية، وغيرها من المواقف الوطنية تجاه المقدسات الإسلامية والمسيحية.

هذه المقاومة التي لم تنزلق إلى المهاترات أو المعارك الجانبية، وصبرت على ظلم ذوي القربي، كصبرها على ظلم عدوها، والمقاومة الراشدة قدرت وثمّنت كل جهد يحقق المصالحة أو يسعى لتخفيف المعاناة عن الفلسطينيين ما لم يصطدم بثوابت الأمة.

لم تضيِّع ساعة واحدة من ساعات التهدئة إلا في الإعداد والتطوير والإتقان لوسائل دحر العدو.

لم تغفل المقاومة لحظةً عن عدوها، توقعت خيانته فباغتته، وحسمت جولتها الأخيرة في ساعات، بالجهاد الحق الذي يحقق أعظم النتائج بأقل التضحيات.

أربكت عدوَّها وشغلته بنفسه، فتلاوم الحلفاء، واختلف الشركاء في الحكومة، وعاد رئيسها منكسرًا مخزيًّا ليهدئ من روعات شعبه.

انتزعت احترام القوى العالمية في مجلس الأمن، فهذه القوى التي لا ترى إلا مصالحها وأطماعها ولا تتحرك إلى المنطقة إلا إذا استشعرت خطورة على الكيان الصهيوني الذي تظن أنه يرعى مصالحها.

وها هي الأمة العربية والإسلامية تستجيب لنداء العودة والمقاومة، فتخرج المسيرات في داخل فلسطين وخارجها؛ لتعلن للعالم بأسره أننا لا نريد إلا أرضنا وحريتنا وكرامتنا, وأننا لا نعادي إلا من احتل أرضنا، وقتل نساءنا وأطفالنا، وسرق خيرات بلادنا وثرواتها، وتعلن هذه الجماهير أن جيل العودة في الأمة مستعدٌّ لتقديم الشهداء وكل التضحيات؛ حتى تحقق عودتهم إلى أوطانهم في عزة وكرامة.

أثبتت المقاومة أنها قدوةٌ للجماهير المقبلة عليها، فلم تسرف في الأماني، ولم تقنط أو تيأس من شعبها وأمتها، ولم تغالِ في تقدير نجاحاتها، وكان لها في قصة طالوت وجنوده العبرة والمثل، فصبروا واجتازوا الاختبار تلو الاختبار؛ حتى نزل عليهم نصر الله، وكان من دعائهم (ربنا أفرغ علينا صبرًا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين * فهزموهم بإذن الله).

ومع فرحتنا بما حققته المقاومة من احترام وتقدير من كل المنصفين في الشرق والغرب، فإن علينا أن ندرك أن الأمة مقبلة على اختبارات كانت لكل الأمم قبلنا، وستكون في كل الأجيال من بعدنا.. (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتي يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله)، ثم يبشرنا ربنا تبارك وتعالى (ألا إن نصر الله قريب)؛ فهو قريبٌ من كل من أعدَّ نفسه لاستقباله (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم).

جماعة الإخوان المسلمين

الثلاثاء 12 ربيع أول 1440 هجرية = 20 نوفمبر 2018 ميلادية