بعد فشل الثورات المضادة.. “مركز كارنيجي” يتوقع موجة جديدة للربيع العربي

- ‎فيتقارير

توقعت “دائرة الخداع” التابعة لمركز كارنيجي لدراسات الشرق الأوسط أن “تؤدي الثورات المضادة في المنطقة العربية إلى اندلاع مزيد من الثورات لاحقا” وكتب محرر مدونة “ديوان” ومدير تحرير في مركز كارنيجي مايكل يونج أن قوى الثورة العربية المضادة تتجمع حول مبدأ القضاء على ما تبقى من زخم المعارضة في المنطقة.

الدراسة التي أعدها يونج بعنوان”«ثمة احتمال كبيرٌ جدّاً بأن تؤدّي الثورة العربية المضادّة الراهنة إلى اندلاع مزيد من الثورات لاحقاً». والمنشورة على نافذة المركز على شبكة الإنترنت باللغة العربية؛ تعزو أسباب توقعاته لاندلاع موجة جديدة من الربيع العربي إلى عدة أسباب:

أولا: الأجواء القمعية المفرطة التي تمارسها نظم الثورات المضادة.

ثانيا: فشل هذه الأنظمة في تحقيق أي من المطالب والأهداف التي نادت بها الشعوب.

ثالثا: الاعتماد على “إسرائيل” لحماية الأنظمة.

 

أجواء قمعية

يقول الكاتب: “تلوح في الأفق أجواء قمعية أكثر في عدد كبير من البلدان العربية، حيث لم تحل حتى الآن أي من المشكلات التي أدت إلى اندلاع انتفاضات العام 2011، لا بل إن الدرس الذي تبنته الأنظمة العربية هو أنها لم تمارس ما يكفي من العنف لخنق مجتمعاتها بالكامل، وهكذا قد يتحول لجوء بشار الأسد إلى المجازر الجماعية نموذجا يقتدي به في المستقبل القادة المتمسكون بمناصبهم مهما كان الثمن”.

ويضيف: في منطقةٍ عاجزة أصلاً عن تلبية حاجات مواطنيها اليومية، من الصعب أن نتخيّل نتيجةً أخرى غير المزيد من الخراب. إذ إن الاستبداد، مقرونا بالتدهور الاقتصادي الواسع النطاق وذكرى احتجاجات 2011، لن يجلب الطمأنينة والهدوء. وقد يولّد الاعتماد على إسرائيل، التي سيكون دورها، على نحوٍ أساسي، حماية الأنظمة في معظم البلدان الخليجية من إيران، مشكلات خطيرة على مستوى الشرعية، نظراً إلى أن بقاء هذه الأنظمة سيصبح مرتبطا بتضحيات الفلسطينيين. كما أن مكانة موسكو المعزَّزة ستُشكّل عاملاً مزعزعاً، لأنه ستكون للروس، على الرغم من أنهم يدّعون أنهم يعملون على تثبيت الأوضاع، مصلحة في استغلال الانقسامات بين شركائهم الإقليميين لتعزيز نفوذهم.

احتضان السفاح بشار

ويشير الكاتب إلى ما أسماها عودة النظام السوري إلى “الحضن العربي” مستدلا بإعادة الإمارات والبحرين فتح سفارتيهما في دمشق، وهو القرار الذي “يمكن الافتراض -من دون مجازفة- بأن قرارهما حظي بموافقة الرياض”، لافتا إلى تقرير تحدث عن أن رئيس مكتب الأمن الوطني السوري على المملوك زار المملكة قبل أيام.

وبحسب الدراسة فإن مصر كانت قد أعادت فتح سفارتها في العاصمة السورية في أعقاب الانقلاب العسكري ضد الرئيس محمد مرسي في العام 2013، ومنذ ذلك الوقت، تتحدّث تقارير عن تعاون عسكري مصري مع نظام الأسد. كذلك، ألمحت الكويت إلى أنها قد تحذو حذو شركائها في الخليج عبر إعادة دبلوماسييها إلى سورية.

وتابع الكاتب: “حملت الزيارة التي قام بها مؤخرا الرئيس السوداني عمر البشير إلى دمشق مؤشرا إضافيا على أن الأسد يشق طريقه للعودة إلى الحضن العربي حتى لو أن البشير – الذي أدانته المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب – يقدم صورة وافية عما تعنيه عودة سوريا إلى الحضن العربي”.

ويرى مايكل يونج أن المجهود العربي للتقرب من النظام السوري تكرار لسلوك تجلى قبل سنوات عندما استخدمت الدول العربية المكافآت لمحاولة إبعاد سوريا عن طهران “ومن شأن ذلك أن يتيح لبشار الأسد الحصول مجددا على تنازلات -بما في ذلك تمويل عربي لإعادة إعمار سوريا وربما تجدد النفوذ السوري في لبنان- حتى لو لم يفعل الكثير لتلبية الرغبات العربية”.

تحذير من خداع الأسد

ويضيف الكاتب: “أغلب الظن أن قدرة الأسد على خداع الدول العربية ستؤدي بشكل كبير إلى بقاء الدور الإيراني في سوريا على حاله، وقد تبذل الدول العربية جهودا لتعزيز الحضور الروسي في سوريا بغية إرساء ثقل موازن مقابل الوجود الإيراني، لكن الروس -شأنهم في ذلك شأن الأسد- غير مستعدين لأن يكونوا أداة تستخدمها الأنظمة العربية ضد إيران”.

ويؤكد مايكل يونج أنه “في منطقة عاجزة أصلا عن تلبية حاجات مواطنيها اليومية فإنه من الصعب أن نتخيل نتيجة أخرى غير المزيد من الخراب، إذ إن الاستبداد مقرونا بالتدهور الاقتصادي الواسع النطاق وذكرى احتجاجات 2011 لن يجلب الطمأنينة والهدوء، وقد يولد الاعتماد على إسرائيل -التي سيكون دورها على نحو أساسي حماية الأنظمة في معظم البلدان الخليجية من إيران- مشكلات خطيرة على مستوى الشرعية نظرا إلى أن بقاء هذه الأنظمة سيصبح مرتبطا بتضحيات الفلسطينيين”.

ويخلص الكاتب إلى أنه “في الوقت الراهن يرص الفرقاء في هذه المنظومة صفوفهم للإبقاء على الحكم السلطوي، لكن آلياته تعاني من الانحلال، لذا ترقبوا انتفاضات جديدة، فتوازن الطغاة يعني في معظم الأحيان فقدانا تاما للتوازن”.