صفقة القرن أم كرسي السيسي.. وراء الإطاحة بالقيادات العسكرية؟

- ‎فيتقارير

تأتي الأنباء المتداولة صباح اليوم عن الإطاحة بمدير المخابرات الحربية، اللواء أركان حرب محمد فرج الشحات، وتعيين قائد الجيش الميداني الثاني، اللواء أركان حرب خالد مجاور، بدلا منه….في سياق حراك شديد وصراعات تحدث عنها كثير من المراقبين داخل منظومة النظام السيساوي، في الفترة الأخيرة.

الصراع الدائر عبر عنه تزايد اعتقال الضباط داخل الجيش المصري، والتي كان آخرها اعتقال 27 ضابطا بالفرقة السادسة مدرعة بوادي الملاك بمحافظة الإسماعيلية، ونشر عدد من النشطاء والعسكريين السابقين ، اعتقالات متصاعدة داخل أوساط شرطية وعسكرية، أجرتها الدائرة المقربة من السيسي في  الفترة الأخيرة لتأمين السيسي الذي بدا موقفه يزداد صعوبة ، وسط ترجيحات بإقالة الرئيس الأمريكي وعزله، وهو أحد أكبر داعميه، بعد فضائحه الأخلاقية والقانونية الأخيرة، والاتهامات المتواصلة والإدانات الحقوقية من قبل الحكومات الأوربية والمنظمات الدولية للسيسي الإجرامي في حقوق الإنسان، مع تتزايد تعقد الأزمة الاقتصادية في الداخل، لدرجة تحذير تقديرات مخابراتية من انفلات شعبي بسبب الفقر والضرائب والرسوم المتصاعدة التي تفرضهاحكومة السيسي.

بجانب تنافر العديد من رجال الأعمال والشركات الكبرى التي باتت تنسحب من مصر يوما تلو الآخر متوجهة لدول المغرب أو الأرجنتين، وخروج أكثر من 6 مليار دولار مؤخرا من مصر….

منحى آخر لتفسير الحل الانتقامي داخل نظام السيسي من مؤيديه وأركان نظامه،هو اقتراب تنفيذ صفقة القرن في شهر أكتوبر القادم وفق وعود ترامب، وهو ما يفسر الإقالات والعزل والاعتقال لقيادات عسكرية ، قد تكون غير متشجعة للصفقة التي تعد مصر أكبر الخاسرين فيها… وقد تكون إقالة مدير المخابرات الحربية “المنصب الأهم لدى السيسي والمتحكم في مفاصل الدولة” في هذا الإطار، وسط تقديرات برفض غالبية الشعب المصري لبيع أراض من سيناء لحساب إقامة الدويلة الفلسطينية.

وقال الناشط “عادل العدوي”  مدير المنتدى الاقتصادي الدولي في مصر،  في تغريدة عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، عن أنه حصل على معلومات حصرية تفيد بإقالة الشحات وتعيين مجاور بدلا منه، مشيرًا إلى إنه سوف ينشر تفاصيل الإقالة لاحقًا .

والجدير بالذكر أن اللواء “مجاور” تسلم منصب قيادة الجيش الميداني الثاني ، في مايو 2017، خلفا للواء أركان حرب ناصر عاصي، وكان مجاور قبلها شغل منصب رئيس أركان الجيش الثاني الميداني.

ووفقًا للمعلومات المتداولة فإن “مجاور” قبل توليه منصب رئيس أركان الجيش الثاني الميداني ، كان في الولايات المتحدة لتأدية دورة عسكرية .

وتم تعيين الشحات مديرا للمخابرات الحربية، في  أبريل 2015. وكان قد تدرج في المناصب القيادية بالقوات المسلحة، حيث تولى قيادة اللواء 12 مشاة ميكانيكي، ثم ملحقا للدفاع في المملكة العربية السعودية، فقائدا للفرقة 16 مشاة بالجيش الثاني الميداني، ثم تمت ترقيته إلى رتبة اللواء وعمل مساعدا لمدير إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، فرئيسا لأركان الجيش الثاني الميداني، ثم قائدا له، خلفا للواء أركان حرب أحمد وصفي.

ويبقى تأكيد تلك المعلومات دليلا على عدم استقرار نظام السيسي من الداخل.