إلحاد في مصر وارتداد فتيات بالسعودية.. السيسي وابن سليمان “إيد واحدة” لمحاربة الإسلام

- ‎فيتقارير

الاستبداد والقمع يفجر القيم والثوابت العقدية الدينية والاجتماعية…وهو ما يعتبره خبراء نتيجة كارثية على المجتمعات العربية والاسلامية، التي يتفشى فيها القمع والكبت ويؤدي لانتشار القيم السلبية ..وهذا هدف استعماري قديم كان يقوم به المستعمر، الذي استبدل بحكام من نفس جنسية الاوطان…وهو ما يؤكده انتشار الالحاد في مصر وارتداد الفتاة السعودية رهف.

“رهف القنون”، التي انضمت إلى قطار السعوديات الهاربات من الجحيم في المملكة، لم تكتف باللجوء السياسي إلى كندا خصم “بن سلمان” ، بل أعلنت أنها ارتدت عن الإسلام لركوب قطار اللجوء من خانة تغيير الديانة.

وبحسب مراقبين يدفع “بن سلمان ” ثمن ملاحقة المعتدلين في التوعية الاسلامية والحقوقية ، حتى باتت سجونه تضم منابر الوعي المعتدل، وتعجز تشريعاته عن إنصاف المرأة التي اتخذها سلما للصعود إلى عروش الغرب ولكنها بدأت تهوى به إلى موقع سحيق…

رهف”….بوصولها إلى مطار تورونتو بكندا مساء “السبت” 12 يناير، والتي اعتنقت المسيحية بعد ارتدادها عن الإسلام أزاحت الفتاة السعودية الهاربة من أسرتها عن كاهلها جحيم قوانين “المملكة ” كما تصفه خاصة مع استغلال كندا الخصم الحالي للنظام السعودي للموقف وقبولها الطلب الذي تقدمت به مفوضية الأمم المتحدة العليا لمنحها حق اللجوء.

قوانين الوصاية والولاية

قوانين الوصاية والولاية في المملكة ، كانت أول الأسباب، وهو ما أخبرت به رهف وكالة (رويترز) للأنباء قائلة :” حياتي على المحك ، عائلتي تهدد بقتلي لأسباب تفاهة” ، وعزز ذلك تصريح فيل روبرتسون وهو نائب مدير “هيومن رايتس ووتش” في آسيا حيث قال نقلا عنها أثناء مفاوضات اللجوء :” لقد قالت بوضوح تام بأنها كانت تعاني من تعسف نفسي وجسدي، وإنها اتخذت قرارا بأن تترك الدين الإسلامي، وأنا أعرف أنها بمجرد تلفظها بهذا فهي كانت قد وضعت نفسها في خطر محدق“.

وفي هذا الإطار أكدت وزيرة الخارجية الكندية ، أن كندا تؤمن بالوقوف إلى جانب حقوق الإنسان في العالم وإنقاذ امرأة واحدة هو رسالة بضرورة الالتفات إلى وضعية النساء في المملكة العربية السعودية.

الكاتبة السعودية سعاد سليمان المقيمة في لندن كشفت هذه الثغرة في وقت سابق ، وقالت في تصريحات صحفية :”للأسف مرّت عليّ حالات كثيرة لسعوديات طلبن اللجوء في دول غربية، بسبب الوضع المزري للنساء في المملكة ، وبعضهن اضطر إلى اعتناق النصرانية شكلياً لتحقيق هذا الهدف”، وهو ما أكده المعارض السعودي عمر بن عبدالعزيز المقيم في كندا لافتاً إلى أنه تعامل مع مثل هذه القضايا على مدى عام ونصف وبشكل شبه يومي”

وسبق رهف فتاة سعودية اسمها سلوى، وشقيقتها، وفي نوفمبر الماضي توقف العالم كذلك عند مقتل الفتاتين السعوديتين، بولاية نيويورك: تالا فارع، 16 سنة، وروتانا فارع، 22 سنة وسط شكوك وقتها بتصفية من عناصر أمنية من المملكة لوقف هروب الفتيات من السعودية الذي يبدو أنه لن يتوقف في وقت قريب وفق ما هو مرصود.

وبحسب مراقبين، فان المناخ السيء في السعودية، والقمع والكبت أبرز اسباب هروب الفتيات والشبان من السعودية، وهو الامر الذي يتكرر في مصر..

الإلحاد في مصر

وبرع ” بن سلمان” في مواجهة دعاة التدين المعتدل ، بشكل لافت منذ سبتمبر 2017 مع حملة اعتقالات وملاحقات استهدفت علماء ومفكرين ودعاة بارزين وأكاديميين وغيرهم، بلغ عددهم أكثر من سبعين شخصًا، بحسب ما أورد موقع المعارضة السعودية على شبكة الإنترنت “مواطنون بلا حدود، منهم الداعية الإسلامي البارز الشيخ سفر الحوالي.

كما قررت حكومة “بن سلمان” ، إلغاء برامج “التوعية الإسلامية” من جميع المدارس الحكومية، ونشرت صحف سعودية، 13 يوليو الماضي تعميمًا صادرًا عن وزارة التعليم يهيب بجميع المدارس بإلغاء برامج “فطن، وحصانة، والتوعية الإسلامية”، وإلغاء جميع اللجان المرتبطة بها، وهو ما اطل باثاره على المجتمع السعودي.

وهذا ما تكرر مع السيسي الذي جرد مصر من الدعاة المعتدلين وكل مظاهر التدين، وحارب الازهر بدعاوى تجديد الخطاب الديني، واعتقل اكثر من 90 ألف من شباب مصر…وهو ما دفع الالاف منهم الى البعد عن التدين والمتدينيين، ولجا بعضهم للالحاد، كطريق خلاص زينه لهم السيسي واعلامه بوسائل غير مباشرة، سواء بالصاق الارهاب والعنف بالاسلام والمتدينيين، او بملاحقة الدعاة والشيوخ..

ومنذ انقلاب السيسي على الرئيس مرسي، سعى لتصدير حربه على الاسلام والقيم المجتمعية التقليدية النابعة من الحضارة الأمريكية، تارة باسم تطوير الخطاب الديني وتارة باسم محاربة الإرهاب، وتارة بتقليص دور المؤسسات الدينية في البلاد، وتارة أخرى بإهانة العلماء وإجبارهم على تصدير صورة كهنوتية للإسلام وحصر دوره بالمساجد التي لم تسلم هي الأخرى من حرب السيسي، بالتضييق على إنشائها وتقليص دورها المجتمعي ومصادرة الكتب الدينية منها وكذا تأميم منابرها إلا من علماء السلطان الذين يعبدون الطريق لظلم واستبداد السيسي.

عبدة الشيطان

سياسات السيسي المعادية للدين اطلقت المزيد من الظواهر السلبية في المجتمع المصري، كانتشار عبدة الشيطان والمثليين الجنسيين والملحدين الذين استضافهم الاعلاميون الموالون للنظام واطلقوا لهم الحرية والخيال المريص كرسالة مستهدفة للوصول للغرب.

في 21 فبراير 2016 أقيم حفل لـ”عبدة الشيطان” في أحد البارات بمنطقة التوفيقية بوسط القاهرة، وسبق ذلك قيام إحدى الفرق وتضم 4 أعضاء بينهم مصري وأمريكي بتنظيم حفلتين بأحد البارات بوسط البلد.

كانت صحيفة الجارديان البريطانية قد نشرت دراسة أمريكية صادرة عن مؤسسة “بورسن مارستلير” بنيويورك، كشفت أن عدد الملحدين في مِصْر وصل إلى 3% من عدد السكان، أي أكثر من مليوني ملحد، وفقًا لاستطلاع أجرته جامعة إيسترن ميتشيجان الأمريكية، وذلك بعد أن كانت مصر تتصدر الدول الأكثر تدينًا في العالم عام 2009، بنسبة 100% وفقًا لاستطلاع معهد جالوب، صارت الآن في مقدمة دول الشرق الأوسط الأكثر إلحادًا، واشارت إلى أن أكبر محافظات مِصْر من حيث عدد الملحدين هي القاهرة، تليها الإسكندرية، وهناك بؤرة إلحادية في الإسماعيلية وأخرى في الشرقية.. بحسب الدراسة.

كما نشر موقع “الحوار المتمدن” – الذي يعتبر المنبر الأكبر للملحدين واللادينيين العرب- أرقامًا مشابهة، نقلا عن دراسة مبنية على استطلاع رأي بين شرائح مختلفة من المِصْريين، أظهرت أن نسبة الذين لا يؤمنون بإله فى مِصْر تصل إلى 3%، وهو ما يعني أنهم لا يقلون عن مليونين ونصف المليون شخص، هذا بخلاف اللادينيين.

وقال الموقع: إن الدراسة مشتركة بين اثنين من الأساتذة الإيرانيين، الأول هو منصور معادل أستاذ الاجتماع بجامعة ميتشجان، والثانى هو تقى أزدار مكى، أستاذ العلوم الاجتماعية بجامعة طهران.

“إيد واحدة”

كما أن السيسي وسلطات الانقلاب لا يرون مشكلة مع الإلحاد، بل الملحدون والسيسي “إيد واحدة”.. يكفرون بثورات الربيع العربى ويعارضونها لأنها جاءت بالإسلاميين إلى الحكم فى انتخابات حرة نزيهة، ويسخرون من «شعوب انتخبت أنظمة شمولية إسلامية كأول خياراتها بعد ما أسمته ثورات” بحسب زعمهم.

ولعل ما قاله السيسي عن الملحدين في مصر، يكشف طبيعة مشروع السيسي لعلمنة وتغريب البلاد؛ حيث قال “قرر عدد من الشباب المصري الإلحاد لأنهم لم يستطيعوا تحمل حجم الفتنة والإساءة العارمة للإسلام والديانات المختلفة التي شهدناها خلال الفترة الأخيرة، أنا مش قلقان.. مش لأني مش غيور على الله لكن لأني عارف أن هذا الأمر سينتهي بإذن الله”.

هكذا لخص قائد الانقلاب العسكرى عبدالفتاح السيسي مشكلة الإلحاد خلال خطابه الذي ألقاه بمناسبة ليلة القدر، في رمضان 2016.

وهو التصريح الذي أسعد الملحدين في مِصْر، ، فقال أحمد حرقان -الشاب الذي يبلغ من العمر 28 عاما-: “تصريحات عبدالفتاح السيسي حول الإلحاد إيجابية جدًا فضلا عن أنها تدعو للتفاؤل”.

وأضاف الحرقان، في حديث صحفي: “على الرغم من اختلافي مع السيسي في فكرة أن الظلم والفساد على الأرض هما السبب الوحيد في الخروج عن الدين، فهناك أسباب عدة ومختلفة للإلحاد إلا أن تصريحات السيسى تهدف إلى السلم المجتمعي”، حسب قوله.