الأطفال على أعواد مشانق ابن سلمان والسيسي.. لماذا؟

- ‎فيعربي ودولي

جرائم الانتقام وتصفية الخصوم وإرهاب الشعب بالإعدام تدور على أرض مصر وبأيدي قاض مصري، وفي عصر جنرال صهيوني ظالم لا يعرف معنى الضمير، ولا يحترم إلا من استخدمه، وكان التنفيذ سريعا منافيا لكل الأعراف الدولية والمحلية في كل العصور، حتى إنها لم ترحم الطفل أحمد خالد عبدالمحسن صدومة المعتقل فيما يعرف إعلاميا بقضية “خلية أوسيم”، وانتقل الظلم من محاكم الانقلاب في مصر إلى السعودية، التي تعتزم تعتزم تنفيذ حكم الإعدام بحق الطفل مرتجى قريريص.

هكذا انتقلت أحكام الإعدام التي أصدرها ونفذها جنرال إسرائيل السفيه السيسي، والتي شهد العالم بأسره بظلمها، إلى ابن سلمان في السعودية، وذكرت شبكة “سي أن أن” الأمريكية، أنّ المملكة العربية السعودية تعتزم تنفيذ حكم الإعدام بحق مرتجى قريريص، الذي اعتقل في سن الـ13 عاما، وتجاوز عمره اليوم الـ18 عاما، وأشارت الشبكة الى أنّ قريريص اعتقل قبل 5 سنوات، ووجهت له تهم من قبيل “الإرهاب والتحريض على التمرد”.

وأوضحت أن قريريص شارك باحتجاجات الأقلية الشيعية عندما كان عمره 10 سنوات، واعتقلته السلطات السعودية عندما كان عمره 13 عاما، واستغرق الأمر 4 سنوات بعد اعتقاله لتوجيه اتهامات إليه منها الانضمام لمنظمة إرهابية، والآن أصبح عمره 18 سنة.

أصغر سجين سياسي!

من جهتها دعت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا المجتمع الدولي إلى الضغط على السلطات السعودية لإنقاذ حياة القريريص، وبينت المنظمة أن قريريص اعتقل قبل حوالي 5 سنوات في سبتمبر 2014، عند جسر الملك فهد وكان وقتها في الثالثة عشرة من عمره تقريبا واعتبر في حينها أصغر سجين سياسي في المملكة.

وأوضحت المنظمة أن عملية الاعتقال تلك جاءت بعد مرور ثلاث سنوات على واقعة تنظيم 30 طفلاً مسيرة احتجاجية بالدراجات الهوائية في المنطقة الشرقية في السعودية، طالبوا فيها النظام السعودي باحترام حقوق الإنسان، وهي الجريمة الرئيسية التي اعتقل بسببها قريريص وكان عمره وقتها عشر سنوات.

وأكدت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا أن أحكام الإعدام التي تصدر في حق القصّر أو الأشخاص الذين كانوا قصّرا وقت اعتقالهم تعد باطلة قانونا، واعتبرت المنظمة أن ما يجري في أروقة المحاكم السعودية من محاكمة لأطفال هو عبث ومخالف لمفاهيم ومبادئ القانون الدولي والقوانين المحلية.

وفي مصر ناشدت أسرة الفتى أحمد خالد عبدالمحسن صدومة وقف حكم إعدام نجلهم، الذي أصدره أحد قضاة الانقلاب منذ أكثر من عام ونيف، بالإضافة إلى آخرين فيما يعرف إعلاميا بقضية “خلية أوسيم”، ومنذ ذلك التاريخ والفتى أحمد صدومة يرتدي البدلة الحمراء في زنزانة انفرادية، في عنبر الإعدامات بسجن ليمان طرة بالقاهرة.

السن القانوني

وتفصل محكمة النقض، اليوم السبت، في الطعون المقدمة من المعتقلين البالغ عددهم 30 متهمًا، ضد الأحكام الصادرة بحقهم بالإعدام والمؤبد والمشدد، وقضت محكمة جنايات القاهرة، في 19 فبراير 2018، برئاسة المستشار شعبان الشامي، بإعدام المعتقلين الأربعة على ذمة القضية، والسجن المؤبد على 12 آخرين، والسجن المشدد 15 سنة لـ14.

ويعود تاريخ القضية إلى عام 2015 عندما ألقت ميلشيات الانقلاب القبض على عدد من الأشخاص فيما يسمى بقضية “خلية أوسيم” بزعم أنها تعد إحدى الخلايا النوعية التابعة لجماعة الإخوان المسلمين لتورطهم في عدد من قضايا العنف والتفجيرات، وتضمنت قائمة الاتهامات إدانة المتهمين بوضع عبوة ناسفة أمام منزل المستشار “فتحي البيومي” على خلفية حكم البراءة الذي شارك في إصداره لوزير الداخلية الأسبق “حبيب العادلي”.

وتقول أسرة الشاب أحمد في تصريحات صحفية: “إن أحمد هو ثاني إخوته في القضية، حكم عليه بالإعدام، فيما حكم على شقيقه الأكبر بالسجن المشدد 15 عاما، وقد استنفدنا كل وسائل التواصل مع المسئولين، والترافع والتحاكم أمام المحاكم، وليس أمامنا غير جلسة النطق بالحكم الأخير”.

وأكدت أن “محامي المعتقلين في القضية دفعوا ببطلان إجراءات الضبط والقبض عليهم، فضلا عن بطلان إجراءات المحاكمة، كما دفعوا ببطلان التحقيقات لإجرائها بمعرفة وكلاء نيابة وليس رؤساء نيابة، وببطلان إجراءات المحاكمة لوضع المعتقلين في قفص زجاجي يمنع التواصل مع الدفاع أو المحكمة”، وفيما يتعلق بنجلهم الأصغر أحمد الصادر بحقه حكم الإعدام، أوضحت أسرته أن “الحكم يشوبه عوار دستوري؛ لأن عمر نجلهم وقت القبض عليه في مدينة أوسيم بالجيزة في 2 مارس 2015 كان دون السن القانوني”.

السجان واحد

ومع تنفيذ الجريمة المسماة “الإعدام” في القرن الحادي والعشرين، وقف القاتل في مشهد المنتصر، حيث يصطف بعض من رؤساء حكومات أوروبا في صمت لا حدود له، طمعا في أن يصمد انقلاب السفيه السيسي في وجه الشعب، فتنعم الصهيونية بما اغتصبته وتنعم صناعة السلاح بدراهم وريالات الخليج التي تُنفق لشراء صمت تلك الحكومات.

وعلى الجانب الآخر من المعادلة، وقفت الشعوب العربية تندد بالقاتل الحقيقي السفيه السيسي، وكان المكان الآمن والأكثر تأثيرا هو ملاعب كرة القدم، ففي ملاعب الأردن كان النداء الشهير “الشعب المصري شو أخبارك، عصر السيسي زي مبارك”، مع الأخذ في الاعتبار الفارق بين السفيه السيسي الفاشي العميل ومبارك الفاسد الديكتاتور، إلا أن شعب الأردن أراد أن يرسل رسالة مبسطة تحيةً لشعب مصر ليقول له: “نحن معك”.

ومن ملاعب الأردن إلى المغرب، حيث جمهور الرجاء المغربي الذي أعاد أمجاد أغنيته الشهيرة “في بلادي ظلموني”، برسالة قوية لشعب مصر وشبابه المقتول بأيدي السفاح، فرفع لافته تقول كل شيء في جملة بسيطة: “السجان واحد مع اختلاف الأزمان من يوسف عليه السلام إلى شبان مصر الشجعان”.