التطبيع مع الصهاينة.. “علماء المسلمين” يحذر من خطورته و”المغامسي” يبيح تأشيرته

- ‎فيأخبار

استنكر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، برئاسة الدكتور أحمد الريسوني، عزف النشيد الوطني للكيان الصهيوني في العاصمة القطرية، وذلك ضمن بيان حذر فيه، اليوم الأحد، من “الآثار الخطيرة” للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا رفضه ذلك “تحت أي غطاء كان، ومن أي دولة كانت”.

وقال البيان، إن “الاتحاد” يتابع بألم وقلق شديدين ما يجري حول قضيتنا الأولى القدس وفلسطين المحتلة، والاعتراف بالجولان أرضا للمحتلين، ومن الجلوس مع رئيس الكيان المحتل في وارسو، واستقباله في بعض الدول العربية والخليجية، ثم ما يجري من تطبيع تحت غطاء الرياضة.

وتابع الاتحاد في بيانه: “أمام هذه الهرولة العربية والخليجية ومحاولة التطبيع مع العدو المحتل، يرى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن من واجبه توجيه النصح للجميع، وأن يبين الموقف الشرعي لأي دولة كانت”. مشيرًا إلى أن “الاتحاد” أثنى سابقا على “مواقف قطر المشرفة تجاه القضية الفلسطينية ودعمها لغزة، وتجاه المظلومين في العالم العربي”، لكنه ينكر اليوم أن يحدث هذا التطبيع الرياضي على أرض قطر مع المحتلين الصهاينة.

وذلك بعدما عُزف، أمس السبت، “النشيد الوطني الإسرائيلي” بعد فوز لاعب الجمباز الإسرائيلي، أليكس شاتيلوف، بميدالية ذهبية في كأس العالم للجمباز المقامة في الدوحة.

واستنكرت مجموعة “شباب قطر ضد التطبيع”، في بيان لها، واقعة الرياضي الإسرائيلي، مؤكدة أن “الموقف الشعبي في قطر يرفض أنواع التطبيع كافة مع الكيان المحتل الذي لا يزال يمارس أبشع الممارسات بشكل يومي تجاه أهلنا في فلسطين”.

موقف متجدد

وفي 14 مارس، أصدر الاتحاد بيانًا حمّل فيه “دول التطبيع” مسئولية استهداف الاحتلال للأقصى، متهما دولا عربية “مهرولة للتطبيع” بالمسئولية عن الاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة التي تستهدف المسجد الأقصى، واصفًا إغلاق شرطة الاحتلال للمسجد والاعتداء على المصلين بأنه “تعدٍ صارخ على المقدّسات، وتحدٍّ سافر للأمة يوجب التّحرك”.

وطالب الاتحاد، في بيان له، “الأمة الإسلامية- قادة وشعوبا وحكومات- بنصرة القدس وفتح أبواب الأقصى وإنقاذه، والوقوف مع أهله بكل الوسائل المشروعة”.

ورأى أن “للأنظمة التي تهرول للتّطبيع مع الكيان الصّهيوني مسئوليّة كبيرةً في تجرؤه على عدوانه هذا، وإعطائه الضّوء الأخضر للمزيد، نوعا وعددا”، محذرا الدول الإسلامية من “مغبة الصمت الذي سيئول إلى تكريس التقسيم الزّمانيّ والمكانيّ للمسجد الأقصى المبارك”.

وطالب “علماء المسلمين” منظمة التعاون الإسلامي بـ”التّحرك العاجل لمنع هذا العدوان الخطير، وفي مقدمتها الجمهورية التركية بوصفها رئيسا للمنظمة، والمملكة الأردنيّة الهاشميّة بوصفها راعية الأوقاف والمقدّسات الإسلاميّة في القدس، والمملكة المغربية بوصفها رئيسا للجنة القدس”.

ودعا الاتّحاد إلى أن يكون يوم الجمعة “يوم غضب ونصرة للمسجد الأقصى المبارك، تهتزّ فيه المنابر نصرةً للأقصى وتُحشَد فيه الجماهير في الميادين والسّاحات لفضح ممارسات العدوّ الصّهيونيّ الإجراميّة”.

المغماسي يبيح

من جانب آخر، أباح الداعية السعودي صالح المغامسي، إمام وخطيب مسجد قباء بالمدينة المنورة، زيارة المسجد الأقصى وهو تحت الاحتلال الاسرائيلي، في خطوة رأى ناشطون أنها خطوة جديدة لتبرير تطبيع العلاقات بين الرياض والاحتلال الإسرائيلي .

وقال المغامسي، في برنامج الأبواب المتفرقة على فضائية “mbc”: “لا يوجد دليل شرعي محكم على منع زيارة الأقصى”، واستدل على ذلك بأن الرسول (صلى الله عليه وسلم) بعد إبرام الصلح مع قبيلة قريش قضى بمكة ثلاثة أيام واعتمر وطاف بالبيت، ومكة كلها تحت سيطرة قريش، وهم وثنيون عبّاد للأصنام.

وأوضح أن مسألة أو القول بأنه لا يجوز زيارة المسجد الأقصى لأنه تحت سيطرة الاحتلال “قول غير صحيح”.

وعادة ما تحرّم الكيانات الدينية والدعاة زيارة الأقصى وهو تحت الاحتلال؛ منعًا للتطبيع مع إسرائيل، وكان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قد أصدر فتوى بتحريم زيارة غير الفلسطينيين للقدس في ظل الاحتلال، وقال إن زيارة القدس بتأشيرة إسرائيلية “تطبيع واضح”.

وشدد المغامسي على أن الأمور السياسية لا تُحرم حلالا، ولا تبيح حراما؛ “فلا يمكن لأهل السياسة أيا كان نفوذهم أن يجعلوا الحلال حراما، فلا يملك هذا أحد، فالله بيده التحليل والتحريم، والنبي صلى الله عليه وسلم عليه البلاغ”.

وأضاف: “لكن الحق الذي يملكه السياسيون هو مسألة التأخير والتقديم، هذا الوقت مناسب، هذا الوقت غير ملائم”.

تطبيع و”اعترافات”

ومساء الخميس الماضي، قال ترامب، عبر تويتر، إنه “حان الوقت بعد 52 عاما، أن تعترف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل الكاملة على مرتفعات الجولان، التي تتسم بأهمية استراتيجية وأمنية بالغة لدولة إسرائيل، والاستقرار الإقليمي”.

وكشفت الحكومة الإسرائيلية عن اتصالات سرية مع السعودية، وفي مؤتمر وارسو في فبراير الماضي هاجم عادل الجبير، وزير الشئون الخارجية السعودي، حركة حماس أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مما حدا بمكتب نتنياهو إلى تسريب تصريحات الجبير المؤيدة لوجهة النظر الإسرائيلية ولحشد الدعم لنتنياهو في الانتخابات الاسرائيلية المقبلة، وإظهاره بأنه استطاع بسياساته الحكيمة جعل الأعداء التاريخيين لإسرائيل أصدقاء مطوعين وطائعين.

وظهر دعاة وصحفيون ومسئولون سعوديون مقربون من ولي العهد محمد بن سلمان يدعون علنا إلى التطبيع مع إسرائيل.

كما شهد مؤتمر وارسو لـ”السلام والأمن بالشرق الأوسط”، الشهر الماضي، جلوس نتنياهو إلى جانب وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد، قبل أن يجاوره في جلسة لاحقة وزير الخارجية اليمني خالد اليماني.