السترات الصفراء.. لهذه الأسباب تستفز “ثور” الانقلاب!

- ‎فيتقارير

يبدو أن اللون الأصفر أصبح بمثابة البديل عن القاني الأحمر الذي يستفز “ثور” الانقلاب، فبعدما حظر نظام الانقلاب العسكري بقيادة عبدالفتاح السيسي اللون الأصفر لسنوات عيدة من بعد الانقلاب؛ نظرًا لرمزيته بعلامة رابعة العدوية؛ حيث كان لون لافتات رابعة معروفًا بالأصفر، عاد الانقلاب مجددًا في ظل الانتفاضة الفرنسية لأصحاب السترة الصفراء، وانتابته حالة جديدة من الهيجان اللا شعوري ناحية هذا اللون، وقرر حبس أي مواطن يمتلك سترة صفراء.

وثبت علميًّا من أن اللون الأحمر الذي يلوح به مصارع الثيران، ليس المسئول عن إصابة الثور بحالة الهيجان؛ نظرًا لأن الثور غير قادر على تمييز الألوان، وإصابته بعمى الألوان، فالثيران لا تفرق بين الأحمر والأزرق والأصفر، وما يجعل الثور يهاجم القماش الأحمر أو الأسود هو حركة القماش، فالثيران تثيرها قطعة القماش التي يلوح بها المصارع حتى لو كانت صفراء.

وهو نفس الأمر الذي انطبق على ثور الانقلاب، الذي لم يهاجم رابعة العدوية فقط، بل امتد هجومه على كل أطياف الشعب المصري بمختلف أطيافهم، ومعتقداتهم، وعادى كل من رفع شعارات ثورة يناير وقام باعتقاله، كما عادى كل طوائف الشعب المصري

ووصل هياج ثور الانقلاب لحد ما صرحت به ناشطة حقوقية مصرية بأن النيابة العامة أمرت أمس الثلاثاء بحبس محامٍ 15 يومًا على ذمة التحقيق بعد أن نشر صورة له وهو يرتدي سترة صفراء مماثلة لتلك التي يرتديها المحتجون في فرنسا.

وألقي القبض على المحامي محمد رمضان في مدينة الإسكندرية الساحلية وأحيل إلى النيابة التي أصدرت الأمر بحبسه، بينما قال تجار وباعة معدات أمن صناعي في القاهرة إن السلطات منعتهم من بيع السترات الصفراء، خشية أن يستخدمها مصريون في تقليد الاحتجاجات في فرنسا مع اقتراب ذكرى الانتفاضة المصرية التي اندلعت يوم 25 يناير عام 2011.

وأرغمت احتجاجات السترات الصفراء التي اندلعت يوم 17 نوفمبر واستمرت على مدى العطلات الأسبوعية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على إلغاء زيادات مقررة في ضرائب الوقود ورفع الحد الأدنى للأجور.

وأشار باعة في محلات ببشارع الجمهورية بوسط البلد إلى أن أجهزة الأمن منعت متاجر معدات الأمن الصناعي في المنطقة من بيع السترات الصفراء للزبائن الأفراد.

ونقلت “رويترز” عن تاجر معدات ثقيلة: “جعلونا نوقع على إقرارات إننا ما نبيع السترات الصفراء”، وأضاف “اللي هيبيع سترة هيعمل لنفسه مشكلة كبيرة”.

ورفض التاجر بيع أي سترة من بين عدة سترات معروضة في واجهة المتجر، وقال: “دلوقت كلها للعرض فقط”.

وأقر مصدران في قطاع الأمن الوطني المسئول عن أمن الدولة في وزارة الداخلية بحكومة الانقلاب بأن القطاع منع تجار معدات الأمن الصناعي في القاهرة من بيع السترات الصفراء.

تهديد أم إرهاب؟

فيما صرحت مصادر أمنية بداخلية الانقلاب، في تصريحات صحفية، أن نظام الانقلاب العسكري بقيادة عبدالفتاح السيسي يشعر بقلق خلال الأيام الماضيبة من نجاح أصحاب السترات الصفراء في فرنسا من الضغط على الرئيس إيمانويل ماكرون للتراجع عن ضرائب الوقود.

وقالت المصادر: إن النظام الانقلابي يخشى أن تكون مظاهرات السترات الصفراء في فرنسا مشجعًا على القيام بها في مصر، واستفزاز المصريين للقيام بمظاهرات مماثلة للتخلص من حكم الانقلاب، وهو ما أدى لرعب داخل النظام الانقلابي الذي وجه بالقبض على أي مواطن يرتدي سترة صفراء سواء كانت للتضامن مع المظاهرات الفرنسية، أم كانت لتحريض المصريين على التظاهر.

وأكدت المصادر أنه تم خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة حملة مداهمات أمنية موجهة في مختلف الميادين والطرق والشوارع المصرية، لبث حالة من الخوف، موضحًا أنه تم القبض على عشرات بل مئات المصريين بدون اتهامات واضحة، سوى أنها لبث الرعب في صدور المواطنين من التفكير في أي انتفاضة جديدة.