“السعودية” على أبواب العاصفة.. “الجارديان”: “بن سلمان” يتجه لعزل والده

- ‎فيعربي ودولي

كشفت صحيفة “الجارديان”البريطانية أن الأزمة تتصاعد بين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز ونجله ولي العهد المثير للجدل محمد، ونقلت عن مصدر خاص بالأسرة المالكة أن ثمة إشارات متصاعدة تؤكد أن خلافًا مهدِّدًا للاستقرار يتصاعد بين الملك السعودي وولي عهده، على خلفية أزمات وملفات كثيرة، آخرها تحذير وصل إلى الملك بأن “ابنه يحضّر لعزله”.

وفي تقرير أعدته ستيفاني كيرتشغسنر ونيك هوبكنز، فإن من المعروف أن العلاقة بين الملك ونجله قد شهدت خلال الأسابيع الماضية خلافات كبيرة حول عدد من السياسات المهمة التي انتهجتها المملكة، منها الحرب التي تشنها على اليمن.

واتّسع الخلاف بينهما أكثر منذ جريمة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول مطلع أكتوبر الماضي، على يد فريق اغتيال خاص، وبأسلوب وحشي، قالت “سي آي إيه” الأمريكية إن بن سلمان هو من أمر بتنفيذها.

وتشير “الجارديان” أن التوتر والخلافات بين الملك السعودي وابنه تصاعدت بشكل دراماتيكي نهاية فبرايرالماضي، في أعقب الزيارة التي قام بها الملك سلمان إلى مصر لحضور القمة العربية الأوروبية؛ حيث تم تحذيره هناك من قبل مستشاريه من وجود خطر بقيام نجله بانقلاب عليه، وذلك بحسب ما تحدث المصدر بشكل مفصل.

5 مؤشرات للصدام

تقرير الجارديان يوضح نقلاً عن المصدر السعودي أن مؤشرات الصدام تصاعدت خلال الأسابيع الأخيرة، ومنها:

أولاً: أن المحيطين بالملك سلمان كانوا قلقين للغاية من إمكانية تعرض حكمه إلى خطر، لدرجة أنهم أرسلوا فريقًا أمنيًا جديدًا مؤلفًا من 30 مواليًا اختيروا بدقة من وزارة الداخلية إلى مصر لحماية الملك، واستبدلهم بالفريق الذي كان مرسلاً أساسًا، وقالت الصحيفة البريطانية إن هذا التحرك جاء كجزء من رد سريع، وعكس خشية من أن بعض عناصر الفريق الذي كلف بحماية الملك في مصر قد يكونون موالين لولي العهد.،كما قام مستشارو الملك بإعفاء فريق الأمن المصري المحيط بالملك سلمان، بحسب المصدر.

ثانيًا: بدا التوتر في العلاقة بين الملك السعودي وابنه لافتًا بعد غياب محمد بن سلمان من مراسم استقبال الملك لدى عودته من مصر، وهو ما أكده منشور إعلامي رسمي.

ثالثًا: كان بن سلمان قد أغضب الملك عندما كان العاهل السعودي يشارك بقمة شرم الشيخ بمصر؛ حيث أصدر بن سلمان أوامر وصفت بـ”الملكية”، باسمه، ومذيلة بتوقيعه، تأمر بتعيين شقيقه خالد بن سلمان نائبًا لوزير الدفاع بمرتبة وزير، وتعيين الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان سفيرة للمملكة لدى واشنطن بمرتبة وزيرة، وكرس تعيين خالد مركزية الحكم في السعودية بيد فرع واحد من عائلة آل سعود.

ورغم أن هذه التعيينات تمّ تدوال احتمال إقرارها عبر وسائل إعلام منذ فترة، فإن المصدر أكد أن الإعلان عنها حصل من دون علم الملك، الذي أغضبه خصوصًا تعيين خالد بموقع رفيع يعتبر سلمان أنه لا يزال مبكرًا عليه. وتمّ إقرار التعيينات باسم “نائب الملك”، فيما قال خبراء للصحيفة إن هذا المنصب لم يجر استخدامه في السعودية بهذه الطريقة منذ عقود.

وعلمت “ذا جارديان”، بحسب تقريرها الذي نشرته الثلاثاء، أن الملك وفريقه علموا بالتعيينات من خلال وسائل الإعلام.

رابعًا: المشهد الرابع من مشاهد الصدام هو شكاوى عديدة وصلت إلى بلاط الملك الأسبوع الماضي عندما صعد ولي العهد على سطح الكعبة، واشتكى علماء دين إلى الملك حول ذلك، معتبرين خطوة ولي العهد غير مناسبة.

خامسًا: ثمة خلافات حول جملة من المسائل، من بينها ملف السجناء في اليمن، وموقف السعودية من احتجاجات السودان والجزائر. فبينما يدعم ولي العهد قمع المتظاهرين يرى الملك – رغم أنه ليس مصلحًا – أن تكون التغطية الإعلامية السعودية للأحداث في الجزائر حرة.

وتعليقًا على ذلك، قال بروس ريدل، المحلل السابق في “سي آي إيه” والزميل في معهد بروكينغز: إن “هناك إشارات مهمة بوجود أمر غريب يجري في القصر الملكي.. العائلة الملكية ستراقب عن كثب ماذا يعني ذلك”.

وقال محلل آخر إن هناك إمكانية لسوء تفسير ما حدث.

ويقول نيل قويليام، الزميل في برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بـ”تشاتام هاوس – لندن”: إن قرارات ولي العهد خلال غياب الملك أشارت لرغبة ابن سلمان في الضغط باتجاه التغيير واستعداده لتأكيد سلطته”.

وأضاف: “لقد شاهدنا اختلافا بينهما، خاصة فيما يتعلق بموضوع القدس، وليس من المحتمل أن يدفع “م ب س” بقوة ضد والده، خاصة أنه يعتمد في دعمه عليه وكمرجعية للشرعية”.