السيسى يُطيح بمدير المخابرات.. الانقلاب مرعوب من مظاهرات السودان وفرنسا

- ‎فيتقارير
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مقر الأمم المتحدة بنيويورك يوم 24 سبتمبر أيلول 2018. تصوير: كارلوس باريا - رويترز

كشف موقع “ميدل إيست مونيتور” الإخباري، عن أن سلطة الانقلاب العسكري تتجهز لإطلاق حملة اعتقالات واسعة بالتزامن مع الذكرى الثامنة لثورة 25 يناير.

جاءت هذه الأنباء بحسب الموقع الإخباري، على لسان مصادر أمنية مصرية، قالت إن الحملة سوف تستهدف أعضاء من “الإخوان المسلمين”، إضافة إلى معارضين ليبراليين ويساريين.

يأتى ذلك الرعب بعد أن قرر المنقلب عبد الفتاح السيسي، أمس السبت، عزل أحد أفراد عصابته وهو مدير المخابرات الحربية اللواء أركان حرب محمد الشحات، بعد أكثر من ثلاثة أعوام من توليه منصبه، مما يُشير إلى “انعدام الأمان” لدى الزعيم الانقلابي، بحسب ما نقلته صحيفة “العربي الجديد” عن مصادر مسئولة.

وقالت المصادر للصحيفة، إن السيسي أصدر القرار الرسمي بسرية تامة، عن طريق المجلس الأعلى للقوات المُسلحة، الذي بات تحت سيطرته الكاملة، بعد عزل القيادات التي شاركت بالانقلاب على الرئيس المختطف د. محمد مرسي، عام 2013.

وأشارت إلى أن السيسي لديه مخاوف بشأن دور الأجهزة السيادية، والمعلوماتية طوال الوقت، لذلك هناك ما يشبه القرار بعدم استمرار أيٍّ من رؤساء تلك الأجهزة في مواقعهم لفترات طويلة، وعدم التجديد لمن تجاوز السن القانونية منهم، على أن تكون أقصى مدة يشغلها رئيس أي من تلك الأجهزة عامين.

خالد مجاور

ولفتت المصادر إلى أن السيسي كلف اللواء أركان حرب خالد مجاور، الذي شغل منصب الملحق العسكري بسفارة مصر في واشنطن، بمنصب المدير الجديد للمخابرات، وهو يحظى بثقة كبيرة من السيسي، والمشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري الأسبق، والذي يعد بمثابة الأب الروحي للسيسى.

وبحسب المصادر، فإن عدد الذين تمت الإطاحة بهم في الأجهزة السيادية وفي مقدمتها المخابرات العامة خلال العام الماضي فقط، تجاوز 130 قياديا، حيث تضاعفت الأعداد خلال عملية إعادة هيكلة جهاز المخابرات العامة بعد تكليف اللواء عباس كامل بالإشراف عليه، وكان في مقدمة مَن تمت الإطاحة بهم اللواء خالد فوزي رئيس الجهاز السابق.

وتولى الشحات الذي تمت الإطاحة به، قيادة “اللواء 12 مشاة ميكانيكي”، ثم أصبح ملحقًا للدفاع في السعودية، ثم قائدًا لـ”الفرقة 16 مشاة” بالجيش الثاني الميداني، ثم تمت ترقيته إلى رتبة اللواء، وعمل مساعدًا لمدير إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، ثم رئيسًا لأركان الجيش الثاني الميداني، ثم قائدًا له خلفًا للواء أركان حرب أحمد وصفي.

حملات مسعورة

وأشار موقع “ميدل إيست مونيتور” إلى أنه من المتوقع أن تُشن الحملة بشكل أساسي، على المحافظات القريبة من القاهرة، خاصة بني سويف والفيوم، حيث يُفترض أن جماعة الإخوان المسلمين تحظى بشعبية، وكذلك محافظة الجيزة، مع التركيز بشكل خاص على الشباب وطلاب الجامعات.

وأضاف الموقع أن السلطات تعتزم أيضا، رفع حالة التأهب ضد “الإرهاب” كردة فعل استباقية لاحتمال اندلاع احتجاجات مستوحاة من مظاهرات حركة “السترات الصفراء” في فرنسا، والذي سوف يشمل تكثيف الرقابة على مواقع التواصل الاجتماعي لمراقبة أي نداءات لمظاهرات.

تصفية الأبرياء

وقبل أيام، قامت داخلية العسكر بتصفية 8 أشخاص واعتقال آخرين بزعم الانتماء لحركة حسم، والتحضير لهجمات في أعياد الميلاد.

يأتى ذلك فى الوقت الذى منعت دولة الرعب متاجر معدات وسترات الأمن الصناعي، في القاهرة والإسكندرية، من بيع كميات كبيرة من السترات التي تميّز بها متظاهرو فرنسا، الذين أجبروا الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون على التراجُع عن فرض زيادات على أسعار المحروقات، بعد مظاهرات واحتجاجات شهدت أحداث شغب كثيرة.

ويبدو أن السيسى وعصابته وعساكره متخوفون من انتقال عدوى احتجاجات فرنسا إلى مصر، لا سيّما أن عدوى التظاهرات انتقلت بالفعل لعدة بلدان تشهد إجراءات اقتصادية شديدة.

السترات الصفراء

وذكرت وسائلُ إعلام أن أفرادا من الشرطة طالبوا أصحاب متاجر لبيع معدات وتجهيزات الأمن الصناعي بشارع الجمهورية، بالإبلاغ فورا عن أي شخص يشتري كميات كبيرة من هذه السترات، فيما يدلّ على خشية السلطات من انتقال عدوى التظاهرات الفرنسية المناوئة لقرارات اقتصادية قاسية إلى مصر، التي يواجه مواطنوها ظروفا اقتصادية أصعب بكثير.

وعمدت وسائل الإعلام خلال الفترة الماضية، إلى إعطاء مساحات واسعة لتغطية احتجاجات السترات الصفراء في فرنسا، محذّرة من عواقب هذه المظاهرات والاحتجاجات، فيما لو حدثت في مصر.

وقارنت وسائلُ الإعلام المظاهرات في فرنسا وأحداث الشغب التي تبعت ثورة 25 يناير 2011، وذلك لتخويف المصريين من أي احتجاجات محتملة في بلدهم الذي لا يوفّر لهم الحد الأدنى من العيش الكريم، مستخدمةً عبارات تتعمد التخويف من تكرار مشاهد الاحتجاج وأثرها السلبي على البلاد، مثل الفوضى والدمار والسلب والتخريب والمواجهات.

السودان على الخط

يأتى تخوف السفاح السيسى كذلك من تجدّد الاحتجاجات في عددٍ من المدن السودانيّة، وذلك لليوم السادس على التوالى؛ غضبًا من تدهور الأوضاع الاقتصاديّة والسياسيّة، مع استمرار تعطيل الجامعات والمدارس في عدد من المدن.

وذكر ناشطون ووكالات أنباء أن ثلاث مدن سودانيّة على الأقل شهدت احتجاجات هي بربر (شمال)، والجزيرة آبا، والرهد (جنوب).

بينما ذكر زعيم حزب الأمّة القومي، الصّادق المهدي، أن عدد القتلى جراء قمع السلطات السودانية للتظاهرات بلغ 20 قتيلًا. وأفاد شهود عيان أن المحتجين في مدينة الرهد أحرقوا مقر حزب “المؤتمر الوطني” الحاكم.