الصندوق الأسود يفتح ملف تصفية اللواء البطران بعد رفضه تهريب المساجين خلال ثورة يناير (فيديو)

- ‎فيتقارير

شهدت ساحات التواصل الاجتماعي إعادة بث فيلم يكشف كيف تم قتل اللواء محمد عباس حمزة الشهير باللواء “البطران”.

وانتجت قناة الجزيرة فيلما وثائقيا استقصائيا حاول البحث عن حقيقة مقتل اللواء محمد البطران مدير مباحث قطاع السجون أثناء ثورة 25 يناير ودور ضباط وزارة داخلية الانقلاب في الحادثة متتبعا محاضر التحقيقات والأدلة وتقارير الطب الشرعي بالإضافة إلى أقوال الشهود العيان مستندا إلى الأرشيف والوثائق ومقابلات.

الفيلم قوامه 47 دقيقة، ويعد البحث في حقيقة مقتل اللواء محمد عباس حمزة البطران الذي ولد في 31 ديسمبر 1956 – نزلة البطران، والذي كان يعمل مساعدا لوزير الداخلية ورئيسا لمباحث قطاع السجون.

برز اسم اللواء البطران عندما تصدى بنجاح لمحاولة خروج المساجين من سجن الفيوم يوم جمعة الغضب . ولكنه استشهد في اليوم التالي رميا بالرصاص في ظروف غامضة أثناء محاولة مجهولين فتح أبواب السجن وتهريب المساجين من سجن القطا الواقع على طريق المناشي بالقناطر في فجر ذلك اليوم أثناء موجة الإحتجاجات العارمة وعدم الاستقرار التي حدث أثناءها حالات هروب جماعية للمساجين عندما أفسح القائمون على السجون طريق الهرب لهم مما يشير إلى تورط وزارة الداخلية ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي في هذه الحادثة.

يذكر أن آخر مكالمة هاتفية له كانت بينه وبين أخته منال البطران يوم اغتياله الساعة التاسعة والنصف صباحا عندما ضرخ لها بغضب قائلاً: “العادلي حرق البلد، العادلي حرق البلد، العادلي حرق البلد”.

اغتياله

قتل اللواء البطران إثر رصاصة قاتلة في الصدر، لكن الروايات متضاربة عن اغتياله فبحسب أحد حراس سجن القناطر فإن مقتل اللواء كان نتيجة لمحاولته صد مجهولين أرادوا فتح أبواب السجن وتهريب السجناء خصوصًا بعد مقتل حارسين كانا معه، ولكن المجهولين نجحوا في تصفيته وقتله.

بينما أكد المستشار عمر مروان، مساعد وزير العدل، استخدام لودرات لهدم أسوار السجن، مشيرا إلى أن أفراد الشرطة المتواجدين في أبراج الحراسة أطلقوا النار على البطران وعدد من المساجين؛ ما تسبب في مقتله برصاصتين خطأ، ليس هذا كل التناقض فحسب، فالتحقيقات تظهر أن الكثير من المساجين لم ينووا الهروب أصلا، معللين ذلك بأن السجن كان محاصرا بالألغام وكمين شرطة، وأن الضباط كانوا يضربون بالخرطوش ويلقون الغاز المسيل للدموع كما تظهر الكثير من التضاربات في شهادات الشهود.

ولكن شهادات المساجين وبعض الحراس تفيد أن اللواء البطران صاح في وجه مفتش المباحث عصام البصراطي قائلا “إيه ده إنتوا حصلتوا تضربوا المساجين بالنار جوا العنابر؟! أنا هحولك للمحاكمة وأنا هحقق معاك بنفسي” بعد هذا قام عصام البصراطي بالإشارة إلى ضابط كان فوق برج (تحديدا البرج الثالث) وهو جهاد حلاوة الذي قام بعد ذلك بإطلاق النار على اللواء البطران وسيد جلال وبعض السجناء مما تسبب في مقتل البطران وإصابة سيد جلال وقتل عشرات المساجين.

تواطؤ

كما كان هنالك تواطؤ في التحقيق، فمثلا تم خرق إحد قوانين القضاء الجنائي وهي المادة 112 وتنص على أن القاضي يسمع شهادة كل شاهد على حده، بينما في التخقيقات أستمع القاضي إلى شهادة المتهمين جهاد حلاوة وعضام البصراطي مع بعضهما البعض (و رغم ذلك كانت الشهادتان متناقضتين) وما زالت التحقيقيات حتى الآن جارية حول المتسبب فى مقتل اللواء البطران وتدمير السجن والتسبب في أعمال الشغب ومحاولة تهريب السجناء الذين كان عدد كبير منهم صادر بحقه أحكام تصل إلى الإعدام والسجن المؤبد.

يشار إلى أن اللواء البطران توفي فجر يوم 29 يناير 2011 وتم دفنه صباح الثلاثين من يناير بدون معاينةٍ من النيابة أو تشريحِ للجثمان أو تصريح بالدفن أو إجراء تحقيقٍ في الواقعة من وزارة الداخلية مما يدل على أن ما حصل للواء البطران كانت مؤامرةً لتصفيته جراء مواقفه النبيلة ورفضه تهريب المساجين.