القصف بالقصف.. هكذا سجل الغزاويون هدفًا في دوري الهزائم العربي

- ‎فيعربي ودولي

شعب محاصر بلا إمكانات ولا إمدادات فضلاً عن معاناته في أبسط مقومات حياته، يصنع سلاحه في ورش الخراطة تحت جنح الليل، وآلة إعلام عربية تنهش لحمه ليل نهار، لو هُزِم لكفاه شرف المقاومة، فما بالك وهو يحطم أسطورة طالما تغنَّى بها المرجفون العرب، ويسجل النقاط في دوري الهزائم العربي.

على نار هادئة وبتأنٍّ تامّ وجهت المقاومة رسالتها الموجعة باتجاه حافلة الجنود شرق جباليا بمحيط قطاع غزة، الرسالة التي حملت في طياتها الكثير، وأوجعت الكثير منهم ما جعل الكيان يرد بكل هذا الجنون، الخبير العسكري رون بن يشاي قال: “الفلسطينيون افتتحوا هذه الجولة وهم مستعدون جيدًا، افتتحوها ببداية غير تقليدية من خلال صاروخ الكورنيت الذي لم نرَ مثله منذ سنوات طويلة، هذا هجوم خطير وقاسٍ. إن مجرد استخدام الكورنيت يعني أن مستوى الردع الإسرائيلي فقد آثاره تمامًا”.

انتصار رغم الحصار

وعلى الرغم من إدراك “حماس” صهيونية موقف السفيه قائد الانقلاب، عبد الفتاح السيسي، فإنها حافظت على خطاب هادئ وغير مستفز لعصابة السيسي، بحكم الجوار والعلاقات التاريخية، ومراعاةً لديكتاتورية الجغرافيا المتحكمة بغزة تحديدًا، لكن ذلك الحرص على عدم استفزاز عصابة السيسي، كان يتكئ في كثير من الأحيان على قوة تتمتع بها حماس ذاتيًّا على صعيد المقاومة والإمكانات، وموضوعيًّا عبر علاقاتها القوية والمتوازنة مع كل من إيران، وتركيا، وقطر، والسودان.

المتغيّر اليوم هو تطرف أو قسوة موقف عصابة السيسي من غزة المحاصرة منذ نحو أحد عشر عامًا، بإغلاق معبر رفح بشكل شبه تام، وتدمير الأنفاق التي كانت تمثل شريانًا لإسعاف المدنيين، والتعامل مع حماس كامتداد لحركة الإخوان المسلمين وكمكوّن نشط في تيار الإسلام السياسي الذي تعاديه عصابة الانقلاب، معطوفًا على تساوق الأخيرة مع السياسات الأمريكية الساعية لتصفية القضية الفلسطينية باعترافها بالقدس المحتلة عاصمة لكيان العدو الصهيوني.

فيما صرحت إذاعة جيش الاحتلال أن شخصًا قتل بإصابة مباشرة في عسقلان، وثمة إصابتان جراح أحداهما ميئوس منها، وإصابة الأخرى خطيرة نتيجة للقصف الذي جاء ردا على قصف المباني في مدينة غزة على ما يبدو، والمصاب في الحافلة في “سديروت” هو جندي صهيوني ووضعه خطير جدًّا.

وذكر الناطق باسم الجيش أنه تم حشد قوات من المشاة والمدرعات وصنوف أخرى في محيط غلاف غزة، كما استنفر الجيش جنود الاحتياط في القبة الحديدية والجبهة الداخلية، وحسب الجيش فإن الجولة الحالية من الاستهدافات قد انتهت ويستعد الجيش لجولة أوسع وأكثر استخداما للنار، وكان الجيش قد أحصى 400 صاروخ أطلقت على الكيان، فيما نُفذ 50 استهدافًا في القطاع.

رسالة الكورنيت

المختص بالشؤون الصهيونية “صلاح أحمد”، قال إن “المقاومة فاجأت الكيان بضرباتها القوية وبنوعية الصواريخ التي تمتلكها، وأوصلت رسالتها بوضوح تام، وهي أن من يرتكب الحماقات يجب عليه أن يتحمل النتائج”، وأضاف أن الاعتراف من الكيان بأن حماس كان بإمكانها أن تضرب حافلة الجنود وهم بداخلها لكنها أرادت فقط إيصال رسالة شديدة، لذلك أطلقت الصاروخ بعد أن فرغت الحافلة من الجنود، هذه الخطوة بالذات موجهة للمجتمع الصهيوني الذي يعتبر نفسه بأمان من رد المقاومة”.

وبين أن “هذه الرسالة آتت أكلها، فالمتتبع لوسائل التواصل الاجتماعي لاحظ بشدة عمق الخوف والألم الذي سببه فيديو استهداف الحافلة، ما دفع أحدهم للقول لا أستطيع رؤية الفيديو، هذا المشهد قاس للغاية، وآخر يقول حكومة نتنياهو فاشلة”.

ويؤكد “صلاح أحمد” أن القبة الحديدية التي يتباهى بها الكيان أثبتت فشلها من جديد ليضاف هذا الفشل إلى قوائم الفشل السابقة، فقد عملت هذه القبة على اعتراض 100 صاروخ فقط من أصل 400 صاروخ أطلقت من القطاع وهو ما يشير إلى ضعف الأداء وسوء التقدير.

بالمقابل فإن الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة صرح قائلاً: إن دوائر الاستهداف ستتسع، وما كانت عسقلان إلا البداية، وهذا تصريح يشير إلى الجاهزية التي تتمتع بها المقاومة وقدرتها على إدارة تفاصيل هذه الجولة من المواجهة، وانطلقت مسيرات جماهيرية حاشدة عفويًّا، مساء اليوم الثلاثاء، وجابت شوارع قطاع غزة؛ احتفاءً بما حققته المقاومة الفلسطينية من نجاحات في مواجهة العدوان الصهيوني على القطاع.