جمهورية خطف أطفال المطلوبين والمطاردين.. مصر سابقاً!

- ‎فيتقارير

لم ترتقِ جمهورية جنرالات العسكر إلى أخلاق وشهامة أشهر كفار قريش “أبو جهل”، الذي منع رجاله من دخول بيت الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، مع انه كان مطلوب اعتقاله والقبض عليه، وذلك حتى لا تعير قبائل العرب قريشاً بأنها روعت وأفزعت بنات النبي الكريم وأهل بيته، إلا أن الأمر اختلف بشكل كبير فلا قبائل تعير السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، بعدما نال الضوء الأخضر من واشنطن وتل أبيب، ولا عرب يقولون له اتق الله.
واعتقلت سلطات الانقلاب صباح اليوم ثالث أيام عيد الأضحى المبارك، السفير ومساعد وزير الخارجية الأسبق واحد أبطال حربي الاستنزاف وأكتوبر معصوم مرزوق، كما اعتقلت الباحث الاقتصادي رائد سلامة ، واعتقلت زوجة وأولاد سامح سعودي بعد اقتحام منزله في عدم وجوده حملة الاعتقالات على خلفية مبادرة نشرها معصوم لإصلاح سياسي اقتصادي في مصر.

هرطقة إلكترونية
وانتقد الناشط محمود كريم تفاجؤ الناس من اعتقال المرزوق: “اعتقال السفير معصوم مرزوق والناس متفاجئة ايه الهبل ده ! كلنا عارفين انه هيعتقل عاجلا ام آجلا فياريت محدش يعمل متفاجئ الاعتقال والاختفاء القسري والقتل والاغتصاب والتحرش والهجوم علي عقيدتنا وغلاء الأسعار بقينا بنستني الاخبار دي عشان نبهرجها ونزعل شوية وننسي هرطقة إلكترونية”.
وكتب الناشط السياسي أسامة رشدي: ” لا كرامة لمصري في بلده تحت حكم تتار العسكر الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد واستطالوا علي الأحرار بالإرهاب والقمع وتكميم الأفواه اعتقال السفير معصوم مرزوق من منزله بسبب ما طرحه من أفكار تمثل مخرجا من أزمة الوطن بحسب وجهة نظره لم يعد هناك متسع لفكر او رأي او مبادرة فاشيون”.

ويطبق الانقلاب في مصر قواعد الإجرام التي أرستها قوات الاحتلال الأمريكي في العراق، عندما كتبت على باب بيت أحد العراقيين المطلوبين لديها في شمال بغداد “إذا كُنتَ رَجُلًا وتريد النساء.. فَسَلِّم نفسك”، وذلك بعد أن اعتقلت مَن فيه من النساء، ويقوم السفيه السيسي حالياً بتدمير البنية التحتية والبشرية في مصر كما فعل بوش الابن في العراق، بحجّة “محاربة الإرهاب”، وكما عبث بوش بقانون الطوارئ العراقي، وشرعن اعتقال النساء للضغط على المطلوبين لديه، بما في ذلك اعتقال أمهات المطلوبين أو زوجاتهم أو أخواتهم أو بناتهم لكي يضطروا إلى تسليم أنفسهم مقابل إطلاق سراح المعتقلات من النساء من ذويهم، يفعل السفيه السيسي بالحرف.

ما الشجر؟
الأصعب ألا تبقى هذه الوسيلة -اعتقال النساء والأطفال تعسّفا وانتقاما أو ضغطا على المطلوبين- حكرًا على المحتل الأجنبي، بل تحولت إلى سلاح يستخدمه السفيه السيسي لإخضاع المصريين، وليس السفيه السيسي فقط، بل في سوريا والإمارات وغيرها من أنظمة القمع العربي.
وفي نافذة على سجون النظام السوري يتحدث المعارض السوري ميشيل كيلو المعتقل السابق بمقابلة تلفزيونية عن تجربته مع فتاة اعتُقلت للضغط على والدها إثر فراره إلى الأردن بتهمة الانتماء إلى الإخوان المسلمين، لم يعد والد الفتاة ونُسيت داخل السجن إلّا من وحوش ينهشونها بين حين وحين حتى حملت ووضعت وليدا داخل السجن، يقول كيلو إنه أتى إلى زنزانتها ليروي للطفل المنسي مع أمه حكاية ما، فبدأ كيلو القصة بقوله: “كان في عصفور…” ليقاطعه الطفل قائلا: ما العصفور؟ فتابع ميشيل: “يطير على الشجرة…” فسأل الطفل: ما الشجر؟ لم يكن لدى الطفل أدنى تصوّر لمدلولات هذه الكلمات، فهو لم يغادر الزنزانة منذ أن وضعته أمه اغتصابا فيها، الأم التي لم تُوجد هنا بجرم ارتكبته إلا أنها امرأة قد تُضعف والدها فيُسلّم نفسه من أجلها.

وبهذا تكون الفتاة السورية المغمورة مثلها كمثل أطفال سامح سعودي، ومثل علا القرضاوي التي اعتقلها السفيه السيسي وزوجها واستُخدمت أداة لمكايدة والدها، كما استُخدمت النساء العراقيات قبلا، وكما عوقبت بنات العبدولي في الإمارات انتقاما من والدهنَّ وضغطا على إخوتهنّ، وكما حُبست بنات السويدي الثلاثة بتهمة التضامن مع أخيهنّ المسجون، وما هن إلا نماذج لضحايا المستبدين على اختلاف أماكنهم.
وتبقى حقيقة واحدة أن الأنظمة القمعية لا تتورّع لحظة بابتكار الأساليب التي تُرضخ بها معارضيها، وتطبيق هذه الأساليب على الشعوب مهما كانت متنافية مع قيم المجتمعات والبلاد، في الوقت الذي إنما وُجدت به أنظمة الحكم لتذود عن شعوبها.