حبس ناشر رواية “الملاك” 5 سنوات بتهمة إفشاء أسرار عسكرية.. لا ثقافة ولا سياسة!!

- ‎فيتقارير

قضت محكمة مصرية أصدرت حكمًا بحبس، خالد لطفي، مؤسس مكتبة ودار نشر “تنمية”، لمدة خمس سنوات.
وأضافت الصحيفة، أن الحكم صدر بعد اتهام لطفي بنشر أخبار كاذبة وإفشاء أسرار عسكرية، بعد توزيعه رواية “الملاك” للمؤلف الإسرائيلي “يوري بار جوزيف”.
وترجع وقائع القضية إلى عشرة أشهر، عندما اتفق صاحب دار نشر “تنمية” على نشر طبعة مصرية من الكتاب المثير للجدل بالتعاون مع الناشر الأصلي “الدار العربية للعلوم ناشرون” اللبنانية.

وتم القبض على خالد لطفي ومصادرة الكتاب وتحويله إلى محاكمة عسكرية، والأسبوع الماضي، تم تأييد الحكم نهائيًا بحبسه 5 سنوات.

و”الملاك” رواية إسرائيلية تذهب إلى أن رجل الأعمال المصري، أشرف مروان، والذي كان زوج ابنة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، كان جاسوسًا لإسرائيل، إذ نقل أدق أسرار #مصر إلى #إسرائيل.

يُذكر أن مكتبة ودار نشر “تنمية” قد تأسستا في عام 2011، وأصدرت عددًا من الروايات التي وصلت إلى قوائم “بوكر” العربية، وعددًا آخر كان ختامه رواية “الملاك”.

و”الملاك” رواية إسرائيلية تكشف أن رجل الأعمال المصري، أشرف مروان، والذي كان زوج ابنة الرئيس الراجل جمال عبد الناصر، كان جاسوسًا لإسرائيل، إذ نقل أدق أسرار مصر إلى إسرائيل.

وتقول الرواية أيضًا: إن أشرف مروان قد قدم خطط حرب أكتوبر 1973، وساعة الصفر، ما أنقذ حياة الآلاف من الإسرائيليين، وسميت بهذا الاسم كونه اللقب الذي كان يُطلق على أشرف مروان.

وكشفت مصادر قانونية أن القضية بدأت فى عام 2017، وضمن مشروع طبعات مشتركة المكتبة كانت تتعاون فيه خارج مصر مع أحد دور النشر بسبب رخص الثمن، وذلك حصلت دار نشر تنمية على حقوق نشر الطبعة المصرية، ومن ضمن تلك الكتب التى عملت تنمية عليه كان كتاب “الملاك”.

وأضافت المصادر، أن نسخة الكتاب أرسلت إلى الرقابة، ولم يأتى رد، وذلك يعد موافقة ضمنية متعارف عليها فى مجال النشر، وبعدها تم توزيع الكتاب على المكتبات، ولم يكن هناك أي شىء.
وفي شهر سبتمبر الماضى حضرت لجنة من المصنفات الفنية، وحررت محضر للدار، وتم ضبط أحد العاملين، ولم يكن خالد موجود وقتها، وكان ذلك لعمل إجراءات النيابة وتحرير المحضر، وتم حبس ذلك الشخص، وتجديد الحبس مرتين، وبعدها اخلى سبيله بكفالة مالية.
واستكملت المصادر، تم تجميع الكتاب من المكتبات، وإعدام جميع النسخ ولم يبق لها أي أثر، وفي شهر أبريل من العام الماض، قررت النيابة العسكرية استدعاء خالد لطفى للتحقيق معه، واستمر الحبس والتجديد طوال الفترة الماضية حتى صدر الحكم الأربعاء الماضي من المحكمة العسكرية يقضي بحبس خالد لمدة 5 سنوات.
قمع ثقافي للجميع
وتواجه الساحة الثقافية بسيل من الاجراءات القمعية منذ الانقلاب العسكري، من اغلاق لدور نشر ومصادرة كتب كما دث مؤخرا مع الدكتور عبد الخالق فاروق، الذي تحدث عن ثروات مصر مبينا انها ليست دولة فقيرة، وجرى اعتقاله وتلفيق قضية نشر اخبار كاذبة له،
وفي اغسطي 2017، أصدرت سلطات الانقلاب قرارًا بالتحفظ على الشركة العربية الدولية للتوكيلات التجارية، المالكة لمكتبات “ألف”، الأشهر في مصر، بفروعها السبعة وثلاثين، العابرة لمحافظات ومدن مصر، وأبرزها القاهرة والجيزة وأسيوط والإسماعيلية والسويس والمنوفية والدقهلية والساحل الشمالي. وذلك بعدما هاجمت قوات الشرطة فروع مكتبات “أ” وأغلقتها دون إبداء أسباب، وقالت ما يعرف بلجنة إدارة أموال الإخوان، في بيان، إن ذلك في إطار قرار بالتحفظ على أموال 16 مواطنًا مصريًا متهمون بالإرهاب، والانتماء لجماعة محظورة. والمقصود هنا الخبير الاقتصادي ورجل الأعمال، عمر محمد شريف مصطفى أحمد الشنيطي، الشهير بعمر الشنيطي، مالك سلسلة مكتبات “أ”، ومؤسس مجموعة “مالتبيلز” للاستثمار.
كما تحفظت اللجنة على شركة “بيزنس نيوز للصحافة والطباعة والنشر والتوزيع”، المملوكة لمصطفى مختار صقر، والمالكة لصحيفة “ديلي نيوز إيجبت”…
وعزا بعض المتابعين التحفظ على أموال الشركة المالكة لمكتبات “ألف” إلى عدم دفع مالكها أي مبالغ أو تبرعات لصندوق “تحيا مصر”، الذي أطلقه السيسي لجمع ميزانية موازية بالمليارات من رجال الأعمال المصريين، وشهدت الفترة الماضية تنكيلًا بمن رفض الدفع، كما جرى مع صلاح دياب، مالك صحيفة “المصري اليوم”، الذي تم اقتياده للسجن وتصويره مقيّدًا ونشرت صوره عبر صفحات وزارة الداخلية المصرية.
ولم تكن مكتبة “ألف” نافذة لبيع الكتب وحسب، إنما ساقية ثقافية، كانت تبيع الإصدارات الحديثة، وتقيم فعاليات ثقافية من حفلات توقيع وندوات ومؤتمرات وأمسيات شعرية، فغذَّت الثقافة المصرية في وقتٍ تراجعت فيه جميع القوى الناعمة بالقاهرة، وفي مقدمتها وزارة الثقافة.. فكانت مكتبة “ألف” بمثابة وزارة ثقافة بديلة.
وأشهر الفعاليات هي “اتكلم مع ألف”، وهي جلسة مناقشة حرّة تستضيف الجميع بلا انتقاء، و”الطيارة”، وهي فكرة لعرض سريع لأحد الكتب المثيرة للجدل، بالإضافة إلى ترشيح الكتب باستمرار من جانب مفكرين وكتاب من مصر والعالم العربي، وعرضها على القراء، إلى جانب ورش تعليمية في مجالات مختلفة، مثل الرسم والخط العربي والتصوير.
مكتبات كرامة

وايضا جرى تشميع مكتبات الكرامة، التابعة للناشط الحقوقي جمال عيد، مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان،وكان إغلاق مكتبات الكرامة بالشكل ذاته.. فقد خرجت حملة أمنية استهدفت أفرعها بالأحياء الشعبية والفقيرة، التي كانت تقدم خدماتها بها، كما يجري قمع المثقفين واعتقالهم مع على قخاوي وسط البلد، بمزاعم نشر الاخبار الماذبة …وهو ما يؤكد ان النظام العسكري الحاكم بمص يكره الثقافة وايضا السياسة ولا يرى للمثقفين ولا السياسيين مستقبلا سوى السجون.