حشود عسكرية بالخليج والحرب التجارية مع الصين.. هل بدأ العالم التمرد على بلطجة أمريكا؟

- ‎فيأخبار

بعيدًا عن الطبل الأجوف العربي من لجان ابن سلمان وابن زايد الإلكترونية الذي يطنّ منذ فترة ضد إيران، والرد المقابل من لجان حزب الله والشيعة العرب، فإن طبول الحرب تقرع في الخليج، والقواعد العسكرية الأمريكية في حالة تأهب وسط أجواء شبيهة بفترة ما قبل حرب العراق، حيث تسربت أنباء عن وصول 120 ألف جندي أمريكي في المنطقة لمواجهة إيران، وهو ما نفاه ترامب لاحقًا.

تلك الحالة يراها الجانب الآخر تحديًا للهيمنة الأمريكية من الفاعلين الآسيويين، مثل روسيا وتركيا، ويراها كذلك آخرون محسوبون على المنطقة، فيكتب الإعلامي أحمد منصور أن “ذلك يعد تحديًا واضحًا للولايات المتحدة.. روسيا تدعو دول العالم إلى عدم التخلي عن شراء الطاقة الإيرانية، والصين ترفض الامتثال للقرار الأمريكي، وتعلن الدخول في الحرب التجارية مع إدارة ترامب، فهل تبدأ دول العالم بقيادة روسيا والصين التمرد علنا على الهيمنة الأمريكية ويمرّغون أنف ترامب فى التراب؟”.

ويضيف “تابعوا الحرب التجارية بين الصين وأمريكا.. كسر العظام بدأ والصين تهدد بمقاطعة ستشمل طائرات بوينغ وسندات الخزينة.. يبدو أن ترامب يرتكب خطأ العمر وسوف يلتهمه التنين الصينى الذى استعد جيدًا لهذه الحرب.. صدقونى سيتراجع ترامب.. أمريكا تئن وتتراجع دوليًّا.. وترامب خبير القمار يغامر ويقامر”.

ضغط متواصل

ويواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضغوطه على الصين وإيران، مراهنًا على خضوعهما للمطالب الأمريكية، ومحذرا من عواقب عدم الامتثال للمطالب الأمريكية.

وبدأت أسواق الأسهم تتأثر بعدما أعلنت الصين رفع التعريفة الجمركية على سلع أمريكية بقيمة 60 مليار دولار، ردا على زيادة التعريفات الجمركية التي فرضها ترامب على سلع صينية بقيمة 200 مليار دولار.

وحذر محللون من ركود عالمي محتمل إذا نفذ ترامب تهديده بتوسيع نطاق زيادة التعريفات الجمركية لتشمل جميع الواردات الصينية.

كما تزيد المخاوف من اندلاع حرب جديدة في الشرق الأوسط بسبب تهديدات ترامب من أن إيران “ستعاني كثيرا” إذا فعلت أي شيء لاستفزاز الولايات المتحدة، وهي تهديدات تكررت أيضا في تصريحات عدوانية صدرت عن كبار المسئولين في الإدارة الأمريكية.

عواقب الحرب

ومن أبرز عواقب الحرب التي حذر منها الإخوان ودعوا الحكماء بالمنطقة لتجنبها، ارتفاع أسعار النفط، وهو ما يسبب ضررا للولايات المتحدة قبل أن تزيد معاناة الشعب الإيراني، وانهيار الاتفاق النووي الذي أبرم بين إيران والقوى الكبرى عام 2015.

ونقلا عن “الجزيرة نت”، قال المحلل جوناثان سوان، من موقع أكسيوس الأمريكي: إن هذه هي سياسة ترامب في التفاوض. وأضاف أنه “يؤمن بالاستعراض الكبير للقوة الشديدة، مثل التهديدات العنيفة بالقوة العسكرية (استخدام تعبيرات “النار والغضب” في تهديد كوريا الشمالية، وإرسال حاملة طائرات إلى الخليج العربي) والتدابير العقابية (التعريفات الجمركية والعقوبات)، أكثر مما يفعل بالأدوات الأكثر هدوءًا في فن الحكم”.

وأوضح أن ترامب “يعتقد أن الطريقة الوحيدة للحصول على ما تريده من بلد آخر هي إجبارهم أولا على أن يكونوا في وضع المتسول. القادة في كل من الصين وإيران متشددون ويعطون أهمية كبرى للحفاظ على الكبرياء الوطني”.

وقال: “البلدان (الصين وإيران) أعلنا أنهما مستعدان للصبر على ترامب، لكن السؤال هو إلى أي حد سينفد صبر ترامب؟ وكيف سيستجيب للآثار الداخلية السلبية لبعض سياساته العقابية؟.

الحلب هو الهدف

غير أن كثيرًا من الإعلاميين والمتخصصين بالشئون الدولية رأوا أن التصعيد لن يتجاوز التهديد بالكلام، فهي ليست “حربا” ولكنها “حلب” كما تقول وسيلة عولمي، وشاركتها زميلتها “خديجة بن قنة” فقالت: “قال ترامب لزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون: “أنا لديّ زرّ نووي أقوى وأكبر من زرك النووي” ملمّحا بنسف كوريا الشمالية من الخارطة.. وبعد بضعة أشهر تعانق الرجلان في مشهد رومانسي لا يخلو من غزلٍ وعناق ومصافحات.. أسقِط هذا المشهد على حالة التسخين والتجييش مع إيران وانتظر بضعة أشهر وسترى”.

وعلى الطرف الآخر، يقول المعمم الشيعي “الشيخ حسن سعيد مُشَيْمِشْ”: إنه “لا حرب بين أميركا وإيران لأن خامنئي سيركع لتقبيل قدمي ترامب وسَيُقْنِعُ الخامنئي شيعته وأنصاره المقلدين له الهمج الرعاع بألف رواية دينية مذهبية من تراثه الديني المذهبي الغني بالخرافات والأساطير، ويقول لهم لقد أمرني بذلك المهدي الغائب منذ 1300 سنة بلقاء خاص جرى بيننا”.

وكتب المحلل اليمني أسعد الشرعي: “ترامب متعاليًا على إيران: إذا تريدون التفاهم فرقم هاتفي موجود في سويسرا. فرد عليه مساعد وزير الخارجية الإيراني: التفاهم ليس بالاتصالات الهاتفية وإذا كان ولا بد فأرقامنا عندك، هكذا الناس يردون.. أما في السعودية يصفع ترامب الملك سلمان في الخد الأيمن فيدير له الخد الأيسر مباشرة”.

ويرى الكاتب وائل قنديل أن تلك المرحلة فانية، وأنه “سينتهي هذا الكابوس، ويُمحى كل هذا القبح، وتُطوى مرحلة الرئيس الأميركي الذي يتم استئجاره بالساعة واليوم، ووقتها سيلتفت العالم حوله فيجد أنظمة عاريةً من كل قيمة تاريخية ومعنى حضاري.. ولن يجد عرب ترامب ما يستر عورتهم أمام شعوبهم”.

وكذلك رأى أ.د. حاكم المطيري، الأكاديمي والسياسي الكويتي أن “التصعيد الأمريكي ضد إيران ليس من أجل حماية الخليج بل لتحقيق مصالح أمريكا وإسرائيل في المنطقة، بعد أن أدى النظام الإيراني دوره الإجرامي لصالح الحملة الصليبية، ومن سيدفع الثمن هي شعوب الخليج من ثرواتها وأمنها، فأمريكا تضغط على إيران بنفط الخليج وتستنزف أموال الخليج بالتصعيد مع إيران!”.

مضيفا “ظلت أمريكا في حالة عداء مع إيران ظاهريا طوال الحرب العراقية الإيرانية ١٩٨٠ – ١٩٨٨، وكانت تظهر في المقابل علاقات جيدة مع العراق في مواجهة إيران، وكانت تقدم له الدعم في حربه عبر دول الخليج ومصر، وانتهى المشهد باحتلال أمريكا للعراق وتقاسمه مع إيران! وقد يتكرر هذا السيناريو في الخليج!”.