سلوك الإمبراطوريات المستكبرة

- ‎فيمقالات

اشتروا الذمم في بلاد الأغيار.. اصطنعوا الرؤساء والملوك والقادة. ثمة من يحلمون بالرئاسة والزعامة ولدينا من يستقطبونهم ويصطنعونهم على أعيننا.

الشرط هو ألا يكونوا أذكياء أو من المتمسكين الواثقين في عقيدتهم وهويتهم، ولا ممن يقبلون بالدنية فيهما.

سفاراتنا ومراكزنا الثقافية وفروع جامعاتنا ومستثمرونا ومراسلو إعلامنا في بلادهم يضطلعون بدور اسكتشافي مبكر ومستديم في هذا الصدد.

وثمة من يحبون المناصب الوزارية والإدارية العليا، ولدينا من ينصبونهم في بلادهم بأوامرنا.

كل شخص يمكن أن يكون له ثمن يزيد وينقص ويتنوع.> لا تيأسوا من المحاولة حتى مع المؤدلجين أصحاب العقائد.

ثمة من يبيعون شرفهم برحلة أو رحلات إلى عاصمة الإمبراطورية أثناء رحلات استضافتهم نغدق عليهم ترفيهًا بما يقبلون ولا يقبلون لإشباع البطن والفرج.

ثمة من يحبون المال حبًا جمًا ولدينا لهم مال كثير من خزائننا ومن أرصدة النفط العربي في مصارفنا.

ثمة من يحبون الشهادات العلمية، لدينا في جامعاتنا من يمنحون شهادات الدكتوراه بأوامرنا، ولا بأس من قضاء بعض الشهور في مقاعد البحث والدراسة.

ثمة من يحبون المتعة الجنسية مع نساء بلادنا، ولدينا أقسام السيطرة؛ حيث الشقراوات والسمراوات تقدمن المتعة للأجانب خدمة للأمن القومي.

تسيبي ليفني وزيرة الخارجية “الإسرائيلية” السابقة ضربت المثل الأعلى، ولكنها جاهرت بما لم تجرؤ غيرها على الجهر به.

ثمة من يتوقون إلى دورات ومنح دراسية مهنية حقيقية؛ كالتدريبات العسكرية أو القضائية أو الإعلامية والصحفية أو التجارية والاقتصادية والإدارية وهلم جرا.. لدينا فيها كلها معاهد ومدربون بسمعة دولية.

أهلاً بمن يرفعون مستوياتهم المهنية، لكن علينا توريطهم أو تجنيدهم، أو على الأقل شراء ولاءاتهم المهنية، والاستفادة من انبطاحهم الثقافي لقيمنا وأساليب حياتنا.

سينبري القائلون والناصحون بألا نستسلم لنظرية المؤامرة.. لا بأس ولكني أسأل ما وظيفة أقسام التخطيط الاستراتيجي في وزارات خارجية واستخبارات الإمبراطوريات العظمى؟

اسألوا أنفسكم تفسيرًا لمواقف وانحيازات وانبطاحات وكتابات أسماء رموز ونخب وزعامات ضد هوية وثقافة شعوبهم وأممهم.

الأمتان العربية والإسلامية ليستا استثناء من أمم الدنيا.

أمم إفريقيا وآسيا عانوا ولا يزالون من نفس سلوك الإمبراطوريات الإنجليزية والفرنسية والأمريكية مع شعوب أمتنا.

المقالات لا تعبر عن رأي بوابة الحرية والعدالة وإنما تعبر فقط عن آراء كاتبيها