شاهد| 100 حالة انتحار في مصر خلال 2018

- ‎فيسوشيال

الموت انتحارًا.. هل تحول الأمر إلى ظاهرة في أم الدنيا؟ في الإجابة عن السؤال تقول أحدث إحصائية كشفت عنها الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، في تقريرها “القادم أخطر”، إن أكثر من 100 حالة انتحار شهدتها مصر فقط في العام المنقضي 2018.

ولم يكد العام ينقضي حتى وقع ضمن هذه الظاهرة ما لم يقع، فها هو الطبيب العشريني الدكتور إبراهيم أحمد، طبيب الأمراض النفسية والعصبية في مصر، ألقى بنفسه من الطابق العاشر فسقط مفارقًا الحياة، وتلك فاجعة إنسانية قلّ نظيرها، حين يعجز الطبيب عن تطبيب نفسه.

وحسب تقرير بثته قناة “الجزيرة”، فإن الحالات المائة التي تحدثت الشبكة العربية عنها، وقع جلُّ ضحاياها تحت عجلات المترو، كان أكثرها إثارة للحزن مشهد انتحار فتاة عشرينية هي “أميرة يحيى”، أمام عجلات القطار في محطة مترو مارجرجس.

الظاهرة التي خطفت ريعان شباب وفتيات أرّقت المسئولين في شركة مترو الأنفاق، حتى أصدروا بيانًا يقولون فيه للمنتحرين “ابتعدوا عنا لسنا جهة انتحار”.

لا توجد إحصاءات رسمية تخبر بها السلطات عن عدد حالات الانتحار سنويًّا ولا عن فئاتها العمرية ولا عن أسبابها، وفي أسبابها ثمة كثير يُقال، غير أن كثيرا من قصص الضحايا الذين تخلصوا من حياتهم بأيديهم تشير بوضوح إلى أن الفقر والبطالة وقلة الحيلة وانسداد شرايين الأمل في التغيير هي أكثر الأسباب وراء انتشار الظاهرة.

ووفق الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فإن معدل الفقر في مصر بلغ 30%، أي أن 30 مليون مصري على الأقل يرزحون تحت خط الفقر، ذلك فضلا عما تشير إليه إحصاءات غير رسمية عن ارتفاع عدد العاطلين واليائسين والمهمشين لأسباب سياسية واجتماعية، وذلك منطقي يقول مراقبون، في مناخ انسدت فيه أفق التغيير بعد موجة الهزيمة التي منيت بها الثورة المصرية وغياب آمالها في جلب الحرية وتحقيق العدالة والكرامة الإنسانية.