بعدما فشلوا في الترويج له بديلا لـ”المشيخة”.. “الأزهري” يزعم أن “الفتاح” فرع للأزهر!

- ‎فيتقارير

عقب افتتاح مسجد السيسي (الفتاح العليم) بصحراء العاصمة الإدارية، والإنفاق الباذخ عليه وتحويله إلى مسجد الدولة الرسمي والحرص على شد الرحال إليه وحشد الجنود والطلاب كل جمعة له، تساءل مراقبون: إذا ما كانت سلطة الانقلاب تسعى من خلال هذا المسجد الضرار لسحب البساط من الأزهر الشريف وشيخه في ظل رفض علماء الأزهر مطالب للسيسي مخالفه للدين تحت غطاء ما يسمى “تجديد الخطاب الديني”.

ويدعم هذه التكهنات سعي سلطة الانقلاب لإنفاق المليارات على هذا المسجد، وتعيين مستشار السيسي الديني خطيبا له وتحويل أذان الصلاة في المسجد إلى أذان موحد في كافة قنوات سلطة الانقلاب التلفزيونية وإلغاء الأذان بأصوات القراء التاريخيين، وتركيز الأضواء على صلاة الجمعة في هذا المسجد الكائن وسط الصحراء وبالمقابل تجاهل التلفزيون نقل الصلاة من الجامع الأزهر.

وللجمعة الثالثة على التوالي حاولت مخابرات وإعلام السيسي اليوم الجمعة، الدعاية لمسجده الضرار في العاصمة الإدارية، والبحث عن مصلين في الصحراء بخلاف جنود الجيش وطلاب أسر الجامعات الموالين له، بالاستعانة بمستشاره الديني أسامة الأزهري، الذي وقع في فضيحة المقارنة بين مسجد السيسي والأزهر الشريف، والزعم أن مسجد السيسي “هو فرع من الأزهر!

ورغم أن مستشار السيسي الديني حاول نفي ما قيل عن أن هناك مسعي لتحويل مسجد السيسي لبديل للأزهر، إلا أنه أكد ضمنا مؤامرة سعي السيسي لتحويل مسجده بالعاصمة الإدارية لأزهر جديد بنفيه أن يكون “الفتاح العليم” بديلا للأزهر ثم قوله مع هذا أن “مسجد الفتاح العليم فرع من الأزهر ومن غصون شجرته”!!

والأكثر غرابة أن الهيئة الهندسية للجيش التي سابقت الزمن لافتتاح مسجد السيسي “الفتاح العليم” في عيد الفطر، قالت بوضوح – عبر حساب مشاريع مصر على تويتر- إنه أكبر مسجد في العالم وإنه سيكون المسجد الرسمي للدولة!

وكان هدف خطبة “الأزهري” هو الدفاع عما أثير عقب الخطب الثلاثة له من مسجد الفتاح العليم من “حملات شعواء” على مسجد الفتاح العليم من قنوات، تقول: إن “مسجد الفتاح العليم بديلا للأزهر”، لذلك تساءل: “أي عاقل في الدنيا يقول ذلك”.

ولكنه فاجأ المصلين بزعم أن مسجد السيسي “هو فرع من الازهر الشريف”، بدعوي ان هناك مساجد تعتبر فروع للأزهر مثل مسجد إبراهيم باشا بالإسكندرية، والجامع الأحمدي في طنطا والجامع الدسوقي في كفر الشيخ، وغيرها!

وما زاد التكهنات هو حالة الجدل والتضييق التي يتعرض لها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، فضلًا عن الحملات الإعلامية النشطة ضده نتيجة رفضه الموافقة على مطالب تخالف صحيح الدين يطالب بها عبد الفتاح السيسي باسم تطوير الخطاب الديني.

ويبدو ان السيسي لا ينسي لشيخ الازهر الحالي رفضه استكمال الانقلاب معه بعدما احتج بشكل غير مباشر علي مذبحة ميدان رابعة العدوية وتردد انه اعتكف ببلدته لهذا السبب، كما رفض مقترح السيسي باعتبار الطلاق الشفهي حرام، وأكد أنه حلال.

أيضا رفض الشيخ الطيب الضغوط السياسية لتطويع الإسلام باسم تجديد الخطاب الديني، ما دفع السيسي واعلامه للهجوم عليه لمحاولة اجباره على الاستقالة خاصة ان قانون الازهر يمنع إقالته.

الهرم الأكبر إنجاز ديني!!

بل إن مستشار السيسي الديني (أسامة الازهري) واصل تخاريفه في خطبته اليوم حين زعم أن: “الهرم الأكبر نموذج مصري لصناعة إنجاز ديني لخدمة قضية الآخرة”!! كأنه بذلك يمكن القول إن تمثال أبو الهول دليل على التوحيد!!

وفي خطاباته بمسجد السيسي حاول الإيحاء بان مسجد العاصمة الجديدة يحمل على عاتقه “تجديد الخطاب الديني”، بقوله ان “مسجد الفتاح العليم سيكون المنارة للخطاب الجديد”.

وقال: سنطلق خطابا دينيا جديدا “واسع الأفق”!! ما اثار تساؤلات حول هل الهدف تحويل مسجد السيسي لبديل للأزهر فعليا؟ وتحويل مستشاره لبديل لشيخ الازهر الرافض للخطاب الديني للسيسي؟ وأن نفيه ذلك جاء بعد هجوم المصريين على هذا التوجه؟

إسراف لا يحتاجه الفقراء ولا المصلون

وعلى حين لا يجد المصريون العلاج ولا التعليم المناسب، أنفق السيسي 100 مليون دولار (اي ما يعادل مليار و800 مليون جنيه) على بناء المسجد والكنيسة للتفاخر بينما لا توجد خدمات في المستشفيات ومصر بها أكبر عدد من الفقراء هو محور حديث السوشيال ميديا.

وأنفق 20 مليون جنيه لإضاءة مسجد “الفتاح العليم” بالعاصمة الإدارية فقط، الذي تولت شركة «المقاولون العرب» بناؤه لصالح إدارة المهندسين العسكريين التابعة للهيئة الهندسية للقوات المسلحة، بحسب جريدة البورصة بينما مستشفيات مثل مستشفى أبو الريش للأطفال، ليس بها أي إمكانيات وبها اطفال تموت لأن اهاليهم ليس لديهم 50 جنية لشراء علاج.

وكل ما يحدث هو أن السيسي يستخدم المسجد للظهور بمظهر المصلح الإسلامي، ويلعب بورقة حقوق الاقباط سياسيا وإعلاميا بشكل منتظم كمجرد كارت، لمخاطبة ود اليمين الغربي المتطرف الداعم لنظامه الاستبدادي وهي ورقة من أوراق عديدة يستخدمها بوضوح وبشكل متكرر مثل علاقته الحميمة بإسرائيل والنظم العربية الاستبدادية وتأليبه الغرب ضد التيار الديني بل وتودده لليمين المتطرف المعادي للإسلام والمسلمين.

وقد انتقد الدكتورة زينب عبد العزيز استاذة الادب الفرنسي المعروفة بتصديها للتنصير هذا التوجه السيساوي وقالت في مقال بعنوان “مجرد سؤال” أن “الكنيسة تم تصميمها على شكل صليب، والمعنى المقصود من اختيار هذا الشكل واضح، فهناك عشرات النماذج المعمارية لبناء كنيسة، لكن اختيار شكل الصليب تحديدا هو ترسيخ للهوية التزويرية التي يجاهدون لإضفائها على مصر ووصمها شكلا بأنها دولة مسيحية!”، وتصف بناء أكبر كنيسة – لا مسجد -في الشرق الأوسط في دولة إسلامية هي مصر بانه استفزاز للأغلبية وهرولة ممسوخة لإظهار ان مص دولة مسيحية.

وتقول تقارير إعلامية ان شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب واقع حاليا تحت ضغط كبير سياسي وإعلامي، بهدف اجباره على الاستقالة، وهو امر وصل للتلميح المباشر عبر الايعاز للنائب محمد حامد بتقديم مشروع قانون الازهر – كنوع من التخويف او ارسال رسالة تهديد – ينص علي حق السيسي في تعيين شيخ الازهر وعزله بعد وصوله لسن معينة.

وضمن هذه الضغوط بناء مسجد السيسي وشد الرحال اليه وتوجيه وسائل اعلام الانقلاب لتجاهل اخبار الازهر وشيخ الازهر والتركيز على العاصمة الادارية، وضمنها ايضا رفض التجديد لمساعدي شيخ الازهر داخل مشيخة الأزهر خاصة الدكتور عباس شومان كوكيل للمشيخة عامين جديدين، والمستشار محمد عبد السلام المستشار الخاص بشيخ الأزهر.

أيضا يجري تلميع المفتي الدكتور شوقي علام الذي يبصم على كافة اوامر الاعدام التي تصدرها محاكم السيسي ولا يعترض على أي منها والذي ليس له موقف سياسي محدد ويسير في ركاب السيسي، بجانب الشيخ اسامة الازهري ايضا المرشح لمنصب ديني كبير قد يكون شيخ الأزهر أو مفتي الجمهورية.

وسبق أن ألمح إعلامي الانقلاب محمد الباز لتعيين الدكتور شوقي علام شيخا للأزهر الشريف وكتب علي حسابه علي فيس بوك يقول: “الدكتور شوقي علام.. من يدري”!

ويشن هذا الصحفي المقرب من الأجهزة الأمنية محمد الباز ومعه احمد موسي وصحف الوطن والفجر والدستور وغيرها حملات اعلامية شرسة ضد الازهر وعلماؤه ويتهمونهم انهم يدعمون الارهاب وانهم مؤيدون لجماعة الاخوان كنوع من الضغط عليهم للرضوخ لمطالب السيسي.

وكان شيخ الأزهر قد اعتكف في ساحة والده ببلدته في الأقصر، لفترة طويلة بعد الهجوم الشديد عليه من قبل وسائل الإعلام، وقام اهالي بلدته بالتظاهر ضد وسائل الاعلام التي هاجمته وهتفوا ضدها، في حين أعلن مقربون منه أنه يفكر في كثيرا من الأحيان بالاستقالة من المشيخة.