أخرج الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، كل ما فى جعبته من حقد دفين على دين الإسلام ومؤسسة الأزهر الشريف وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين والمجتمع المصرى المتحفِّظ، وذلك فى لقاء مطوَّل مع برنامج “رأي عام” على قناة “TeN”.
ومن بين أحقاده التى كشفها، غضبه من خروج أعضاء جماعة الإخوان من المعتقلات فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات، حيث كان يرى أن المعارضين لسياساته هم اليساريون، فتحالف مع أمريكا وأطلق القوى اليمينية، معتبرًا أن السادات ارتكب كارثة بإطلاق سراح الإخوان المسلمين من السجون!.
المادة الثانية
وزعم “عصفور” أن “العقل المصري تدحرج بعد هذا الموقف (إطلاق سراح الإخوان)، حتى التحية تحولت إلى (السلام عليكم) بدلًا من صباح الفل والورد والخير، مؤكدًا أن “الأمة أصبحت سلفية الوعي”.
وأضاف- في حواره لبرنامج “رأي عام”- “تحوَّلنا من الثقافة المنفتحة إلى منغلقة تدينية، ومنها الدستور الذي احتوى على مادتين تؤكدان أن الشريعة الإسلامية مصدر التشريع، والسادسة التي تحمي الأزهر الشريف، وتمنع رئيس الجمهورية من عزل شيخ الأزهر حتى وفاته، ما يمنع مدنية الدولة، مدعيا أن “الدستور ليس به أي مواد عن مدنية الدولة”.
وتابع “أنا ضد هاتين المادتين لأنهما تمثلان تناقضًا واضحًا مع صفة الدولة المدنية الحديثة، لافتًا إلى اتخاذ ثورة 1919 جملة “الدين لله والوطن للجميع” شعارًا لها، الذي أصبح فيما بعد شعار كل الدول المتقدمة”.

الإخوان والتعليم
وواصل بث سمومه وأحقاده قائلا: “لم أكن راضيًا عن المشهد الثقافي، وأن مصر تعيش أخطر فترة في تاريخها”، معتبرًا أن “الإخوان سيطروا على وزارة التربية والتعليم منذ السبعينيات، وهو ما تسبب فى انهيارها”.
وأضاف وزير الثقافة الأسبق، أن المجتمع المصري تغير من أعلى لأسفل مع موت جمال عبد الناصر، وجاء رئيس قال إنه رئيس مسلم لدولة مسلمة، ولم نصبح لدينا أخلاق ثورة 19 التي تربينا عليها. مردفا أن “الحل في مصر أن تكون دولة مدنية حديثة”.
“الأزهر تخلُّف”
وانتقل إلى حقد آخر، حيث قال وزير الثقافة الأسبق: إن الأزهر الشريف هو أزمة تخلُّف الدين فى مصر، وكذلك هو سبب الأزمة التي تعيشها الثقافة في الوقت الحالي.
واستمرارًا للحقد على أُسس الإسلام، زعم أن “هناك أحاديث لا ينبغي أن تستخدم الآن مثل “تناكحوا تكاثروا تناسلوا فإني مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة”.
وأضاف أن “الأزهر هو سبب من أسباب تخلُّف الخطاب الديني”، مشددًا على أن الحجاب ليس فريضة، وأن الإيمان هو ما وقر في القلب وصدّقه العمل.

وهاجم “عصفور” الأزهر، مشيرا إلى أنه صرح بعرض فيلم “آلام المسيح”، بينما لم يصرح بعرض فيلم “نوح” بعد أن رفضته اللجنة التي شكلها الأزهر، ورأت أن فيه تجاوزًا في حق الأديان.
وتابع: ليس من حق الأزهر أن يرفض أفلامًا عن أنبياء غير المسلمين، من حق المواطن المصري أن يرى هذه الأفلام.
افتراءات
وواصل افتراءاته وأكاذيبه فقال: إن الأزهر خارج رحلة التقدم، مضيفا أن الأزهر يحتاج إلى ثورة من داخله وحوارات معمّقة مع مثقّفين مدنيين، وبدون ذلك لا سبيل إلى التغيير.
وتابع حديثه، أن المناخ الحالى المفترض أن يساعد على ظهور مجددين، ولا بد من إشاعة مناخ الحرية الفكرية، لافتا إلى أن “الأزهر سرعان ما حارب محمد عبده وسرعان ما أماتوه”.
وزعم أن “محمد عبده قال إنه كاد أن تبلغ روحه الحلقوم من تخلف المشايخ”، لافتا إلى أنه لهذا السبب اقترح أن توجد جامعة مدنية وليست دينية، ولكنه توفى عام 1905. وذكر وزير الثقافة الأسبق، أن دولة الخلافة لم تكن سوى تاريخ ممتد من الاستبداد وسفك الدماء.
وتابع “للأسف هناك قرارات تصدر من الأزهر تؤكد أنه سلطة دينية منها مواد الدستور، ومنع رئيس جامعة الأزهر للأساتذة من الظهور إعلاميًّا، وهذا غرضه منع أصحاب الآراء الحرة مثل الدكتور سعد الدين الهلالي”، مؤكدًا أن مصر دولة مدنية حديثة.
وتابع أن الأحزاب الدينية في الخارج تتصرف كأحزاب مدنية ديمقراطية، ولا تتدخل في شئون الدولة، ومع حرية العبادة، ولا فرق بينها وبين أي حزب مدني، وأن الدولة كيان ليس له دين، وعلاقة الإنسان بربه مباشرة بلا وسيط.
وأكد وزير الثقافة الأسبق، أن الدولة المدنية ليست ضد الدين، والدين علاقة بين الإنسان وربه، ولا ينبغي ألا يكون لدينا مؤسسات وسيطة بين الرب وعبده. مشددًا على أن التعليم المدني ليس ضد الديني، وهناك كلية كهنوت في جامعة هارفارد، ولا وجود لأي سلطة دينية في الإسلام.
وأردف “هناك تيارات دينية في مصر مثل السلفية والصوفية مسئولة عن التخلف في المجتمع، ومن يؤثر في الرأي العام هم المشايخ والفرق الدينية”.