فيلم الموسم “تقنين الدعارة”

- ‎فيمقالات

في مطلع القرن العشرین، كان شارع “كلوت بك” القريب من محطة القاهرة- باب الحديد- يسمى شارع (البغاء)، فكانت بیوت البغاء محددة ومواعیدھا معروفة في بدية فتحها وإغلاقها،الأمر

الأمر الذي أدى إلى إنشاء مستشفى خاص بالعاھرات بمنطقة السیدة زینب، وھو – مستشفى الحوض المرصود حالیًا- .

وظل وضع شارع “كلوت بيك “على ھذه الحال حتى عام 1945 ، عندما أصدرت الحكومة أمراً يجرم ممارسة البغاء.

وبعدها بدأت الدعارة في الخضوع للتسجيل والتنظيم، منذ تطبيق اللائحة التي سميت بتعليمات بيوت الدعارة والتي استمر العمل بها حتى ألغيت عام 1949، وبعدها بعامين اعتبرت جميع أشكال الدعارة غير قانونية.

ومن الطرائف الوطنیة فى “مصر المحروسة”، أنه بعد انتهاء الحرب العالمیة الثانية، كان عدد الجنود الإنجلیز فى مصر كبیراً، ویحتاجون إلى الترفیه لكن “العاھرات المصریات” كان لديهن موقف “مشرف” لكل العاهرين والعاهرات ،فى النضال والوطنية !!
فقد رفضن ممارسة الجنس مع جنود الاحتلال البريطانى بدافع وطني، طبعاً -ھي دي الوطنیة ولا بلاش- مش الخونة تجار الدين إللى منعوا تقنين الدعارة!!

وهذا الموقف الوطنى “المشرف” دفع الإنجلیز إلى استیراد عاھرات أجنبیات إلى مصر من شتى الجنسیات، الأمر الذي أثار لدى المصریین دھشة وسخریة، فأطلقوا على شارع” كلوت بيك” شارع “الدعارة المستوردة” ، كما أن الوطنية لم تكن حكراً على العاهرات الوطنيات فقط ،بل كان هناك موقف مشرف أيضاً، يحسب لرواد بيوت البغاء من المصريين الوطنيين، الذين

رفضوا ممارسة البغاء مع غیر الوطنیاتن مما یدل على أن الجمیع رضعوا من نفس الوطنية – وطنية البغاء والدعارة-!!

واليوم فى فيلم جديد من أفلام الرائد “أشرف ” حيث بدأ موسم الإلهاء ، بعد الفستان المقزز خرجت الحقوقية “وسام نوح” مدير المركز المصري للقانون، تطالب بتقنين الدعارة ،لأن تقنين الدعارة في مصر سيتسبب في اكتشاف مرضى الإيدز، لذلك تطالب الدولة بتقنينها.

وعلى إحدى قنوات العهر الإعلامى الانقلابى ، وهى تتحدث عن طرح “فياجرا السيدات” بالأسواق المصرية، والتي تُعرف إعلاميا بـ”الحباية الروز”، قالت:

أن الاخوان كانوا سبب فى عدم صدور قانون لبيوت الدعارة- منهم لله- ،وأن نسبة الدعارة في مصر عالية للغاية، ويجب على الدولة تقنينها من أجل اكتشاف مرضى الإيدز وسرعة علاجهم.

وقالت إنها ألَّفت كتابا بعنوان “الدعارة بين التقنين والتجريم” ورُفض نشره.

وهذه المرأة التى تطالب بتقنين الدعارة في مصر اليوم، لم تكن هى صاحبة الدعوة الأولى لتقنين الدعارة ، فقد سبقتها دعوة المخرجة الساقطة ،لتقنين الدعارة، على الرغم من أن هذا يعتبر إهانة لمن تطالب بهذه القاذورات وللمرأة المصرية ، بل ورجعية للعصور المظلمة التي كان يتم التعامل فيها مع النساء على أنهم سلعة تجارية تباع وتشترى.

كما أن هذه الدعوة الظلامية الرجعية تتعارض مع دستور العسكر، الذى نص فى المادة الثانية منه على، أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسى للتشريع، وبالتالي فإن أى قانون أوتشريع يصدر مخالفاً لهذا النص سيحكم بعدم دستوريته وبطلانه!!

ويرجع الفضل فى إلغاء الدعارة فى مصر، إلى جماعة الإخوان المسلمين ، وغيرهم من المخلصين من أبناء الوطن ، من أمثال الأستاذ “محمود أبوالعينين” المفتش بالمعاهد الدينية ،والذى ظل يكتب عن هذا الموضوع الخطيرمنذ عام 1923م في صحيفة الأهرام، وعلى صفحتها الأولى، تحت عنوان “مذابح الأعراض، الفصولَ المحزنة والروايات المبكية”؛ يكشف فيها عن مخازٍ ومآسٍ تحتويها مواخير الدعارة.

وبالفعل في فبراير عام 1942م عندما كانت أول مشاركة سياسية للإخوان في مصر، حيث ترشح المرشد العام حسن البنا في دائرة الإسماعيلية لمجلس النواب المصري،وقد ضغط الاحتلال الإنجليزي على حكومة النحاس باشا الوفدية لتقنع “الإمام البنا” بالتخلي عن الترشح، ففاوض النحاس باشا الإمام البنا حتى يتنازل عن ترشحه وإلا حُلت الجماعة، فوافق الإمام البنا على الانسحاب بشروط قبلتها الحكومة المصرية آنذاك، وكان من بين الشروط إلغاء البغاء، وغلق بيوت الدعارة، وجعل الدعارة عملًا مجرمًا، مع تحريم تداول الخمر في المناسبات الدينية.

فبعد أن كانت الدعارة تمارس علانيةً وتحت مظلَّة القانون، بل كانت الحكومات المتعاقبة تقوم بحمايتها؛ وذلك خدمةً للمحتل الإنجليزي وجنوده؛ مما أدَّى إلى انهيار منظومةالأخلاق والقيم.

حتى صارت مصرُ مركزًا من المراكز الدولية لتجَّارة الرقيق البيض، حيث يتم جلب البغايا من مختلف الأقطار، ويبقون في مصر من يستطيعون إبقاءهن، ويبعثون بالبقية إلى مختلف الجهات، وقد جاء في تقرير صادر عن عصبة الأمم في صيف 1927م، وفي القسم الخاص بمصر ما يلي: “لقد ثبت أن الديار المصرية عبارةٌ عن سوق بغاء عظيمة للنساء والفتيات من جميع الأجناس، ولا سيما موسم السياحة في وقتِ الشتاء.

واليوم تجار الوطنية الزائفة،يعيبون على الإخوان بأنهم منعوا تقنيين الدعارة، وصدق الحق تبارك وتعالى حينما أخبر عن قوم لوط: “فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ”سورة النمل:56.

المقالات لا تعبر عن رأي بوابة الحرية والعدالة وإنما تعبر فقط عن آراء كاتبيها