في ذكرى كامب ديفيد.. جيروزاليم بوست: لا حب ولا صداقة مع المصريين

- ‎فيتقارير

أكدت صحيفة جيروزاليم بوست العبرية في ذكرى الاتفاق على مسودة وتوقيع معاهدة السلام في واشنطن في 26 مارس 1979، أنه بعد بدء دخول معاهدة السلام بين مصر والكيان الصهيوني لعقدها الخامس فأن “سرعان ما اقتصرت العلاقات بين البلدين على مجالات الطاقة والنقل الجوي والسياحة القادمة، مما يشير في الواقع إلى وجود سلام ولكن لا يوجد تطبيع بين الشعبين”.

وقال الصحفي الصهيوني تسفي مازل في مقال له بعنوان “السلام مع مصر يدخل عقده الخامس” الذي زار مصر فترة حكم السادات ومبارك “يجب أن نضع في اعتبارنا أنه في مناسبات عديدة، ذكر المصريون أن مصر صنعت سلامًا مع إسرائيل لأنها تحتاج إلى هذا السلام وأننا يجب ألا نتوقع الحب أو الصداقة”.

الفترات الأولى

وعن شكلية المعاهدة التي وقعها السادات أشار “مازل” إلى أنه في فبراير 1980، أرسلت وزارة الخارجية في كيانه فريقًا أولًا إلى القاهرة، بقيادة نائب المدير العام يوسي هداس، لفتح السفارة،؟ وأنه عين مستشارًا سياسيًا في تلك السفارة، وبالتالي شاركت في مفاوضات حول بعض اتفاقات التطبيع المتعلقة بالتجارة والزراعة والطرق البرية والطيران والسياحة والتعاون في مجال الشرطة والمزيد. وقال: “كان القصد هو إعطاء المواد في معاهدة السلام التي تتناول التطبيع الإطار القانوني اللازم”.

ولفت إلى أن “الدبلوماسيين الذين وصلوا إلى مصر مع عائلاتهم مواجهة حقيقة معقدة” معتبرا أن الاتفاق كان صدمة للمصريين، لاسيما في القاهرة حيث “المدينة المترامية الأطراف وسكانها البالغ عددهم 15 مليون نسمة، بآلاف المساجد، والفقر المدقع في بعض أجزائها.

ولكنه قال “لم نتمكن من الحصول على مبنى مناسب للسفارة أو حتى إقامة للسفير، ولم يكن أحد حريصًا على الاقتراب منا. إن سنوات الحرب الطويلة وخسائرهم البشرية الفادحة، والتحريض المستمر ضد إسرائيل، والتعليم الإسلامي وانحيازها ضد اليهود وكذلك الخوف من الأجهزة الأمنية الموجودة في كل مكان كان له أثره”.

وتابع “كان هناك عدد قليل جدا من المقالات الإيجابية حول السلام في وسائل الإعلام والمزاج العام فيما يتعلق بإسرائيل واليهود بقيت عدائية”.

وعن حجم المقاطعة أشار إلى مؤتمر جمع ممثلي 27 نقابة مهنية من أطباء ومهندسون ومحامون وصحفيون وغيرهم ثم قرروا منع أعضائها من أي اتصال بالإسرائيليين. كمت منعت السلطات الحكومية المواطنين المصريين من زيارة إسرائيل وكانت هناك حاجة إلى تصريح خاص للسفر إلى هناك (كما هو مطلوب اليوم). وقد حصل عدد قليل من رجال الأعمال على إذن للذهاب بعد فحصهم بواسطة الخدمات الخاصة.

أما “شعاع الأمل” حسب قوله، فأشار إلى أنه كان مع بداية عهد حسني مبارك فقال “بدأت شركة العال تطير إلى القاهرة وتميزت هذه المناسبة بحفل استقبال في فندق هيلتون النيل. استقبل انسحاب إسرائيل الكامل من شبه جزيرة سيناء في 25 أبريل 1982، وفقا لمعاهدة السلام، بالفرح الشعبي وما كان ينظر إليه على أنه بداية ذوبان الجليد. كان عليه أن لا يكون”.

ترحيب مخابراتي

ووصف حملة تأييد زيارة السادات للقدس في نوفمبر 1977، بجوقة موافقة عندما استقبله “مليوني مصري” وساروا خلف موكبه على طول الطريق من المطار إلى القصر الرئاسي وهم يرددون شعارات تشيد بالسادات والسلام.

كما أشار لاحقا في مقاله إلى أنه لاحظ ترحيب البعض بهم رغم معرفتهم بجنسيتهم الصهيونية “سائق سيارة أجرة” على حد زعمه، واضاف “دعانا للشرب من أجل السلام معًا والتوقف عند كشك قريب لشراء زجاجة من كوكاكولا”.

ولكنه ألمح إلى أن ذلك كان فعلا مخابراتيا فقال: “بعد حوالي 15 عامًا، عندما أرسلت إلى مصر سفيراً، أخبرني البروفيسور سعد الدين إبراهيم، عالم الاجتماع المعروف والمدافع عن حقوق الإنسان الذي كان يعارض عملية السلام والصخب في معارضته للزيارة، أنه كان يعتقد في ذلك الوقت أنه لا يوجد شيء عفوي في المظاهرات وأنهم نظموا من قبل المخابرات.

ونبه إلى استطلاع رأي أجراه “إبراهيم” أظهر أن 60 ٪ من المصريين كانوا يؤيدون السلام واستغرب أنه اعتقد أنه يجب أن يكون هناك خطأ وطلب ثانية الدراسة الاستقصائية.

في مواجهة نفس النتائج، توصل إلى استنتاج مفاده أن الناس قد خاضوا ما يكفي من الحروب الدامية والمكلفة التي لم تذهب إلى أي مكان وأرادوا رؤية ظروف معيشية أفضل. كانوا مقتنعين بأن السلام سيحقق بسرعة التحسن المأمول وقد دفعه ذلك إلى تغيير رأيه وأن يصبح حزباً للسلام.

خطوة مشئومة

ورأى المستشار السياسي السابق في سفارة الصهاينة في القاهرة إلى أن النظر إلى مبادرة السادات كان بشكل مختلف في تل أبيب. على الرغم من أن الرئيس المصري تلقى ترحيباً حاراً.

وأضاف “على المرء أن يفهم ما الذي دفع محمد أنور السادات إلى اتخاذ هذه الخطوة المشؤومة. بعد أن أصبح رئيسًا للجمهورية عقب وفاة الرئيس جمال عبد الناصر في عام 1970، وجد نفسه على رأس بلد مرهق بعد أربع حروب عديمة الفائدة أثرت بشكل كبير على النمو الاقتصادي للمقاطعة. ثورة ناصر الاشتراكية، تأميم الصناعة والبدء في إصلاح زراعي متكافئ، أدت إلى توقف الإنتاج الصناعي والزراعي وتقليص الصادرات إلى الحد الأدنى، لا سيما القطن والنسيج. نصف البلاد يعيشون تحت خط الفقر.

وتابع “كان لابد من القيام بشيء جذري وكان بصيرة بما فيه الكفاية ليقرر ذلك. تخلص من الحرس الناصري القديم الموالي للسوفيات، وحرر عشرات الآلاف من الإخوان المسلمين المسجونين بعد محاولة فاشلة لاغتيال ناصر على أمل أن يساعدوه في قتاله من جديد للناصريين وطرد جميع الوحدات العسكرية السوفيتية المتمركزة في بلد”.

أوراق اللعبة

واعتبر “مازل” أن الولايات المتحدة هي الحل كما رآها السادات فقال: “لقد فهم أنه يمكن لأميركا وحدها أن تساعد في تقديم المنح والاستثمارات والتكنولوجيا – ويعتقد أن إسرائيل هي مفتاح هذه المساعدة. في وقت مبكر من عام 1971، أرسل من خلال مبعوثي الأمم المتحدة والولايات المتحدة عددًا من المقترحات الخاصة بالاتفاقيات المؤقتة تمهيدًا للسلام”.

وأشار إلى أنه إلى جانب الهواجس الإسرائيلية، يفسر سوء الفهم فيما يتعلق بدوافع السادات – والضغط الذي مارسه الرئيس الأمريكي جيمي كارتر – سبب توقف المفاوضات مرارًا وتكرارًا حتى يتم الاتفاق على مسودة وتوقيع السلام في واشنطن في 26 مارس 1979.