كشف نوايا قديمة للانقلاب..”أديب” يمهد لبيع مجمع التحرير

- ‎فيتقارير

أعاد عمرو أديب ترديد حلم العسكر بإفراغ ميدان التحرير من محتواه المساعد على نجاح الثورات “تجمع الجماهير” أو خدمة لأصحاب عمله في الرياض وأبوظبي؛ حيث صرح مؤخرا أن “مجمع التحرير لم يعد له ضرورة ويمكن استبدال أعماله بمنافذ إلكترونية مقترحًا هدمه وبناء فندق سياحي مكانه”.

التصريح جدد شكوك الثوار بأن السيسي باع الأرض لمستثمر إماراتي، كما سبق أن فعل مع أرض الوراق ومثلث ماسبيرو ونزلة السمان، فضلا عن أن التحرير يمثل رمزية ثورة يناير والعسكر كعادته ينتقم من الثوار.

بيع مؤكد

ونشرت عدة صحف انقلابية عن صفقة سعودية إماراتية مع العسكر، ومنها ما نشرته “البوابة” التي يرأس تحريرها عبدالرحيم علي وابنته، من تأكيد على الصفقة بعنوان “تعاون “إماراتي – سعودي” لتحويل مجمع التحرير لفندق عالمي”.

ونسبت الصحف إلى مصدر مسئول بوزارة الاستثمار بحكومة الانقلاب أن “مجمع التحرير الذي يحتوى على العشرات من المصالح الحكومية والمديريات الوزارية، سيكون خاليا تمامًا من الموظفين، وسيوقف تقديم الخدمات للمواطنين والتعامل مع الجمهور خلال الأيام المقبلة في إطار خطة تهدف إلى إعادة تأهيل المبنى والاستفادة منه وإخلاء منطقة وسط البلد وتفريغها من التكدس المروري بها” وفقا للمصدر.

وأوضحت الصحف أن المخطط جاهز للإحلال والتبديل، وأن الانتهاء من مخطط مشروع استثماري سياحي ضخم مكان مجمع التحرير بعدما اتفقت الجهات المعنية على هدمه من خلال تعاون “إماراتي – سعودي” بشراكة مصرية ضمن مجموعة من الشركات المتخصصة في مجال السياحة والفنادق والمقاولات.

مضيفة أنه تم الاتفاق على هدم المبنى ليحل مكانه فندق عالمي ومركز تجارى ضخم ومطاعم مفتوحة وحمامات سباحة، إضافة إلى جراج متعدد الطوابق مكون من ٥ طوابق أسفل المشروع أرضي بداخل المبنى.

امتصاص مخابرات

وبعد التصريحات التي انتشرت في ذلك الوقت بتأكيد عملية البيع قال نائب محافظ القاهرة بعد النشر في 2 يوليو 2016، بأيام قلائل أنه “لن يتم هدم مجمع التحرير بعد إخلائه لأنه أثري من طراز معماري متميز ومن معالم القاهرة القديمة”.

وقال اللواء محمد أيمن، نائب المحافظ: إن مبنى مجمع التحرير سيتم تنظيم مسابقة لتجديده، وجار دراسة إعادة توظيفه في مشروع جدبد، لم يتحدد بعد، نافيًا ماتردد بشأن تحويله إلى فندق.

وأثار القرار تعليقات الجماهير على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين اندهشوا من القرار، لاسيما وأنه ظهر ان الفكرة لها أصل في قرار محافظة القاهرة في 2016، بإخلاء مجمع التحرير في منطقة وسط العاصمة، حالة من الغضب والاستياء الشديد بين الكثيرين وخاصة موظفي المجمع نفسه.

واعتبره المصريون قرارا خاطئا وسلبيا ويكبد المواطن الكثير من العناء لتنفيذ الخدمات المطلوبة.

فبعدما كانت جميعها في مكان واحد سيضطر المواطن إلى الذهاب لأكثر من جهة لتأدية خدمة واحدة، مطالبين محافظ القاهرة بالتراجع عن القرار.

الطريف أن اللواء نائب محافظ القاهرة هو نفسه من أكد أن قرار الإخلاء “صائب ونهائي، ولاتراجع فيه، ومن المحتمل تحويل مجمع التحرير لفندق شامل به مطاعم وحمام سباحة”.

الأكثر طرافة كان تصريحه خلال حواره في برنامج “حوار القاهرة”، على فضائية “سكاي نيوز عربية”، الموالية لأبوظبي بحكم مقرها الثابت.

وزعم اللواء النائب أن إخلاء المجمع يحقق المصلحة العامة لمصر. والهدف من القرار هو تحقيق السيولة المرورية داخل منطقة وسط البلد وتخفيف الكثافة”!

مهدد بالانهيار

وفي فبراير 2015، قالت صحف إن الإهمال الجسيم داخل المبنى، سواء من نواحي تأمين المبنى أو تطوير مرافقه قد يؤدي لانهياره بسبب تسرب المياه من المواسير الخلفية للمبنى، وظهور رطوبة بأسقف معظم أدوار المجمع.

وبتحول مجمع التحرير من تحفة فنية صممها شيخ المعماريين المهندس محمد كمال إسماعيل عام 1951، إلى مبنى مهمل يهدد حياة ما يقرب من 35 ألف مواطن يترددون عليه يوميا، فيما يضم مجمع التحرير ما يقرب من 10 آلاف موظف.

ويضم على 1356 حجرة للموظفين، ويتميز بالصالات الواسعة والمناور والنوافذ العديدة والممرات الكثيرة بكل دور على مساحة 28 ألف متر مربع، وارتفاعه 55 مترًا ويتكون من 14 طابقا.

كما يحتوى مجمع التحرير على العديد من المصالح الحكومية التابعة لما يقرب من 13 وزارة تمس مصالح المواطنين بشكل مباشر، مثل مصلحة الجوازات، التعليم الفني، إدارة البعثات، القوى العاملة والهجرة، التربية والتعليم،، الصحة وغيرها من المصالح الحكومية المهمة والحيوية.

يتميز مجمع التحرير بأشكال هندسية مختلفة كلما تغيرت زاوية الرؤية: “فإذا نظرت له وأنت تقف قبل جامع عمر مكرم، سيبدو لك كمقدمة سفينة على قدر كبير من الرشاقة، خطوطها الجانبية تنساب بنعومة. وإذا نظرت له من شارع الشيخ ريحان سترى ما يشبه جزءًا من دائرة، قمتها زاحفة نحوك، تتسم بالحيوية، أما إذا وقفت فى منتصف الميدان، فإن المجمع سيتخذ هيئة القوس مرنًا وقويًا”.