منع جنرال إسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسي المصريين من وداع وتشييع جنازة الرئيس محمد مرسي، أول وآخر رئيس مدني منتخب بعد ثورة 25 يناير المجيدة، فطافت جنازته وصلاة الغائب عليه مشارق ومغارب الكرة الأرضية، وتحولت مواقع السوشيال ميديا إلى سرادق كبير، وانهمرت تغريدات ورسائل التعزية على تويتر والفيس بوك، وكأن الموقعين تحولا إلى مسجد عمر مكرم أو رابعة العدوية.
وأثارت وفاة الرئيس الشهيد محمد مرسي 67 عاماً، أول رئيس مدني مصري منتخب ديمقراطيا، إدانات عربية ودولية واسعة نددت في معظمها بأوضاع حقوق الإنسان في مصر، وطالبت بإجراء تحقيق نزيه في ملابسات الوفاة، وإطلاق سراح كل المعتقلين.
واكتفى التلفزيون المصري الذي يسيطر عليه الانقلاب، أمس الاثنين، بالقول إن مرسي السجين منذ الانقلاب عليه من عام 2013 توفي إثر تعرضه لنوبة إغماء أثناء محاكمته، عبر “تويتر”، وقال أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني: “تلقينا ببالغ الأسى نبأ الوفاة المفاجئة للرئيس الدكتور محمد مرسي.. أتقدم إلى عائلته وإلى الشعب المصري الشقيق بخالص العزاء”.
صمت عربي..!
ولم يصدر عن بقية العواصم العربية ولا جامعة الدول العربية، تعقيبا بشأن وفاة الرئيس الشهيد مرسي، الذي تولى رئاسة مصر لمدة عام، واعتبر الرئيس التونسي السابق، المنصف المرزوقي أن “وفاة الرئيس الشهيد محمد مرسي في الظروف المأساوية التي رأيناها شهادة إلى الأبد على صلابة الرجل وعلى شجاعته وإنسانيته وتمسكه لآخر نفس بقيمه ومواقفه”.
وأضاف المرزوقي، عبر “فيسبوك”: وهي “شهادة إلى الأبد على انعدام الحد الأدنى من الشهامة والنبل والفروسية وقيم العروبة والإسلام عند خصومه”، ورأى أنه “إن كان هناك شك في وقوف قتلة الرئيس الشهيد أمام عدالة الأرض، فموعدهم قد ضرب منذ رابعة وقبلها وبعدها أمام عدالة السماء”، وأردف: “وعند الله تجتمع الخصوم.. أما التاريخ فقد قال كلمته في محمد مرسي وقد دخله اليوم من أوسع أبوابه”.
وقال رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي، خالد المشري، عبر “فيسبوك”، إن مرسي “تعرض لعملية اغتيال بطيئة استمرت سنوات”، وتابع أن “الاغتيال بدأ بالانقلاب على الشرعية ثم السجن الانفرادي والمنع من أبسط الحقوق حتى الدواء”.
واعتبر حمد عماري، عضو المجلس الرئاسي الليبي، المعترف به دوليا، أن مرسي “ضرب مثلًا يحتذى به في صبره وثباته وتمسكه بمبادئه”، ووصف عماري، عبر “فيسبوك”، مرسي بـ”الشهيد”، مشددا على أن “حياته ستكون أطول من حياة سجّانيه”.
رحمك الله وانتقم لك
وقال القيادي بحزب المؤتمر الشعبي بالسودان، أبو بكر عبد الرازق، إن وفاة مرسي “تفتح الباب واسعا أمام الكثير من التساؤلات والتكهنات والاتهامات”، وأضاف عبد الرازق: “مؤسف أن يكون أول رئيس منتخب سجينا، ويموت داخل المحكمة”.
وقال عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم، أكبر حزب إسلامي بالجزائر، في رسالة تعزية: “أتقدم باسمي وباسم مؤسسات الحركة ومناضليها بتعازينا الخالصة لأهل الرئيس المصري الشرعي المنقلب عليه، ولإخوانه في حزب الحرية والعدالة، وللشعب المصري”.
وقال النائب بمجلس الأمة الكويتي، محمد الدلال، عبر “تويتر”: “نحسبه (مرسي) توفاه الله صابرا محتسبا ثابتا على الحق”، وغرد النائب الكويتي السابق، جمعان الحربش: “رحمك الله وانتقم لك وللأمة ممن ظلمك وظلم الأمة من بعدك وسفك دماء أبناء الشعب في الشوارع وأودعهم السجون”.
وكتب النائب الكويتي السابق، وليد الطبطبائي، على “تويتر”: “رحم ﷲ الشهيد البطل والرئيس الشرعي محمد مرسي وأول رئيس مصري ينتخب انتخابا حرا طوال 7 آلاف سنة في تاريخ مصر”، وقال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أحمد الريسوني، إن “الشهيد محمد مرسي.. قتلوه جميعا”.
وأضاف الريسوني، على موقع الاتحاد: “منذ ست سنين وهو يُعذب في السجون، وهو يساق إلى ما يسمى محاكمات مضحكات مبكيات”، وتابع: “حالة مرسي وصمة عار وإدانة للرؤساء العرب، الصامتين الشامتين”، و”وصمة عار وإدانة للأزهر، ولكافة شيوخه”.
وشدد الرئيس السابق للاتحاد، يوسف القرضاوي، عبر “تويتر”، على أن مرسي “مات صابرا محتسبا، وقد عانى في محبسه ما عانى، اللهم تقبله عندك شهيدا راضيا مرضيا، وعجّل بكشف الغمة عن الأمة”، وقال وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، عبر “تويتر”، إن “الانقلاب (العسكري) أبعده (مرسي) عن الحكم، غير أن ذكراه لن تمحى من قلوبنا”.
توفي آخر رئيس
وقال رئيس البرلمان التركي، مصطفى شنطوب، عبر “تويتر”، إن “مرسي سُجن، لكنه بقي حرًا أكثر من سجانيه”، و”كان قائدا كبيرا أظهر شجاعة في الوقوف بجانب الشرعية”، وقال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم، عمر جليك، عبر ” تويتر”، إن مرسي “كان يحاكم في قاعات محكمة تخضع لتوجيه الطغمة العسكرية، التي وصلت السلطة بعد انقلاب”.
وغرد رئيس حزب السعادة التركي المعارض، تمل قره ملا أوغلو، قائلا: أنا على ثقة بأن مرسي بحياته ونضاله وموقفه الثابت سيخلده التاريخ كشخصية مثالية ترشد الأجيال القادمة، وقالت نائبة رئيس الوزراء الماليزي، وان عزيزة وان إسماعيل، عبر “تويتر”، إن وفاة مرسي تمثل “خسارة كبيرة للديمقراطية”.
واعتبر رئيس حزب “عدالة الشعب” الماليزي، أنور إبراهيم، أنه “رغم كونه رئيسا لفترة قصيرة نسبيا فقط قبل الإطاحة به (…)، أظهر محمد مرسي التزاما كبيرا في تحقيق إصلاحات طال انتظارها بعد عقود من حكم الزعماء القساة والفاسدين”.
وشدد إبراهيم، عبر “فيسبوك”، على أن “وفاته المفاجئة ستترك أثرًا هائلًا على كل من مصر والعالم الإسلامي ككل”، وقال رئيس مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير)، نهاد عوض، عبر “تويتر”: “توفى أول وآخر رئيس ينتخب ديمقراطيا في مصر، وهو واحد من عشرات الآلاف الذين يعانون من ظروف بغيضة في مصر تحت حكم السيسي الاستبدادي”.