ماذا بينك وبين ربك أيها الرئيس الشهيد؟!

- ‎فيمقالات

الرئيس الشهيد “محمد مرسى” الذى بكته مآذن القدس وقبة الصخرة، وأنّت لموته غزة، واتشحت بالسواد لفراق من قال يوما: لن نترك غزة وحدها، ومصر اليوم مختلفة تماماً عن مصر الأمس”، ونعته مآذن تركيا، وصلّت مساجدها عليه صلاة الغائب، كما صلى الرسول صلى الله عليه وسلم – على النجاشى بالمدينة، وقال الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، : إن المسؤولين في مصر في طريقة تعاملهم مع الرئيس المصري محمد مرسي أول رئيس منتخب لمصر وكيف تمت الإساءة لحالته الصحية داخل السجون العسكرية، ووصف أصحاب القرار في ذلك بـ”الجبناء” الذين لا يعرفون معنى الديمقراطية، ولا معنى الحرية ولا الشهادة. ونكست لأجله أعلام دولة ماليزيا، وانتحب له الشعب السورى، باعتباره أحد شهداء الثورة السورية!.

وقال أحد المعتمرين وهو فى طريقه إلى مكة – حماها الله – لأداء العمرة فور معرفتي باستشهاد الرئيس مرسي بعد صلاة المغرب اتصلت بصديقي “أبو عبدالرحمن” لأني كنت أعرف أنه غادر الرياض بعد الظهر الى مكة بنية العمرة لوالده، فطلبت منه راجياً أن يعملها للرئيس مرسي، حينها أحسست بدموعه تنزل وشهقة لم يستطع مداراتها حزنا وألما، وكانت المفاجأة أنه قال لي بأن جميع من في الحملة وعددهم أربعين معتمراً، قرروا فيما بينهم بإحدى الاستراحات إهداء عمرتهم للرئيس الشهيد محمد مرسي..كانوا من جنسيات عربية مختلفة.. من يينهم ستة سعوديين وجزائري وثلاثة مغاربة وتونسي وتسعة سوريين والباقي من الإخوة المصريين.

لم أستطع حبس دموعي لروعة هذا الموقف وسموه ورقيه، وقلت ماذا بينك وبين الله يا حبيب المسلمين.

وفى الوقت الذى صدرت فيه أومر وزير أوقاف الانقلاب- مخبر أمن الدولة- إلى أئمة المساجد والخطباء بمنع جميع المساجد الكبرى والفرعية والزوايا من إقامة “صلاة الغائب” على الشهيد الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية الشرعي. ومن يفعل ذلك يفصل من عمله، عقوبة له.

وحذر وزير أوقاف الانقلاب، من المخالفة بغلق المساجد عقب الصلوات، بل كذلك إخراج المصلين قبل أداء السنن كما كان معتادًا من قبل فى الصلوات.

وإذا كانت أوقاف الانقلاب، منعت صلاة الغائب على الرئيس الشهيد محمد مرسى، فإن صلاة الغائب تمت فى كل جنبات الكرة الأرضية، وفى القارات الست (أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ).

وماذا تصنع عصابة الانقلاب فى شخص أحبته الملايين فى أمتنا العربية والإسلامية، لمواقفه النبيلة السامية، وصدقه مع الله. صدق الله فصدقه، وباء بإثمة القتلة، وعند الله تجتمع الخصوم!!

أجلب بخيلك أوغل التقتيلا

واركض برجلك قد خسئت سبيلا

أنفذ بشعبك ما استطعت من الأسى

نكل وجندَك، أمعن التنكيلا

شيد عروشك من جماجم عزنا

يأبي الشريف أن يساق ذليلا

ها قد زففنا للجنان عريسها

له قطفها قد ذللت تذليلا

وبمثل جندك تستعر جهنم

وعذابها للظالمين وبيلا

الأرض تسقى من دماء شهيدنا

قطراته ترسي الجهاد سبيلا

الحق يعلو مهما يرفل ظالم

والمجد يكتب بالثبات طويلا

لقد ظن هؤلاء القتلة، بالضغوط التى مارسوها على الرئيس الشهيد، أنه سيتنازل عن شرعيته ظنا منهم أن يحصلوا على شرعية يفتقدونها، لكن هيهات هيهات، لقد خاب ظنهم وسعيهم، فكما رفض ذو النورين – رضى الله عنه- التنازل عن شرعيته لمن راودوه عنها، فعل ذلك الرئيس محمد مرسي، فمات رحمه الله صابرا محتسبا مقبلاً غير مدبر، وتلاشت أحلامهم وبموت الرئيس الشهيد انتقلت، الشرعية إلى الشعب، وهوالذى يجب أن يستميت فى استرداد شرعيته، ويموت على مامات عليه صاحب الشرعية.

أمتى كم منك تحلو ذكريات::عن رجال خلدوا والعلم وماتوا

فبكى النيل عليهم والفـرات :: والليالى والنجوم النيرات

فكم أظهرت وفاة الرئيس الشهيد محمد مرسى، القوادة والعهر السياسى لدى الذين يعملون موظفين بدرجة مطبلاتية، كما أنها أظهرت تعرية بعض الحكام الخونة، وغباء العسكر، وعمالتهم للشرق والغرب، والأهم من ذلك كله أظهرت وفاته حب الشعوب فى أمتنا الإسلامية لأهل الحق والعدل، مهما حاول الأدعياء تشويههم والنيل منهم ومن نزاهتهم، وحبهم لدينهم ولأوطانهم. كما فضحت وفاته عصابة الانقلاب، تلك التى تتحسس البطحات على رأسها فى كل اتهام يوجه إليها، على طريقة يكاد المريب أن يقول خذونى، فقد هاجمت خارجية الانقلاب، المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، على خلفية تشكيكها في أسباب وفاة الرئيس الشهيد، “محمد مرسي”.

فقد اتهمت خارجية الانقلاب المفوضية السامية لحقوق الإنسان بتسييس وفاة مرسي بشكل طبيعي للافتراء على مصر، واستنكر التصريحات التي أدلى بها المتحدث باسم مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان حول وفاة مرسي في قاعة المحكمة. !

بل واعتبر هذه التصريحات تتضمن، إيحاءات للتشكيك بغرض الافتئات على مؤسسات الدولة المصرية ونزاهة القضاء المصري. وأنها محاولة مغرضة للنيل من التزام مصر بالمعايير الدولية، بل القفز إلى استنتاجات واهية لا تستند إلى أي أدلة أو براهين حول صحة المذكور دون أي إدراك، بل وجهل تام بالحقائق!.

فقل لي بربك أيها الشهيد ماذا بينك وبين ربك، لتنال كل هذا الحب والتكريم، وتفضح المنافقين الذين عميت بصائرهم وقلوبهم، وأفصحوا عن مكنونات نفوسهم الحقيرة؟!.

رحمك الله رحمة واسعة، وجعل مثواك الفردوس الأعلى من الجنة. وجعل دمك لعنة على الظالمين والمتجبرين.

المقالات لا تعبر عن رأي بوابة الحرية والعدالة وإنما تعبر فقط عن آراء كاتبيها