محمد بن زايد يستقبل “عباس”.. ماذا تدبر الشياطين؟

- ‎فيتقارير

شياطين الإنس تفوقت على نظيرتها من الجن بالأفعال، حتى إن شيطان الخليج محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي وذراع الصهيونية، استقبل أمس الثلاثاء اللواء عباس كامل رئيس مخابرات الانقلاب، الرجل الذي اشتهر في تسريبات قناة “مكملين” الفضائية وحمل لقب “الترامادول”، وذلك بحضور شيطان الظل طحنون بن زايد آل نهيان مستشار التخطيط والتآمر.

وكان غطاء اجتماع الثلاثة استعراض العلاقات الشيطانية، وبحث القضايا ذات التآمر المشترك، ونقل كامل تعهدات السفيه السيسي إلى بن زايد ورغبته في استمرار التخطيط المشترك؛ لوأد أي ثورة عربية في المنطقة، وما يجري على الساحة الثورية في الجزائر، ولم يخل الاجتماع من لمسة فكاهية بحضور الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح!

ويضع منصب طحنون الرجل في المرتبة الرابعة بشكل رسمي في هيكل السلطة الإماراتي، بعد خليفة بن زايد رئيس الدولة، وحاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم، وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، لكنه الثاني بشكل عملي بعد محمد بن زايد مباشرة وذراعه اليمنى.

إمبراطورية العملاء

ولا تقتصر بصمات طحنون على ترتيب الفوضى في دول الربيع العربي، مثل مصر، بل وربما صناعتها بالأساس، وإنما تمتد لإحكام القبضة الأمنية داخل الإمارات، كما ظهر اسمه بشكل مباشر في حادثة الاختراق العام لهواتف الناشطين الإماراتيين المعارضين، مرورًا بالسيطرة على قواعد جوية ليبية ويمنية، وليس انتهاءً ببصماته التي بدت في مسار الانتخابات الأمريكية نفسها، تحت غطاء إضافي لإمبراطوريته الاقتصادية الضخمة، واضعة الرجل في قائمة محدودة جدًّا تشكل الشرق الأوسط بأكمله في الوقت الحالي.

وعلى رأس هذه الإمبراطورية الأمنية من المرتزقة والعملاء التي ينتمي إليها طحنون يتربع محمد بن زايد، من أحكم قبضته عليها بدفعة التغييرات الأخيرة التي أجراها في مارس عام ٢٠١٦، عندما عيّن ابنه “خالد” رئيسًا لجهاز أمن الدولة، وهو المسئول عن الأمن الداخلي والمتهم الأول بالانتهاكات الحقوقية والتعذيب والاعتقالات التعسفية داخل السجون ومطاردة الناشطين والإصلاحيين والمنتسبين إلى جماعة الإخوان المسلمين، لكن التعيين الأهم كان لشقيقه الأصغر “طحنون” مستشارًا للأمن الوطني، المنصب الذي جعله “الجاسوس الأول”، المسئول عن إدارة هذه الشبكات وعن العمليات الخارجية، متوليا الملفات الخارجية للإمارات.

وللمفارقة فإن السفيه السيسي فعل الشيء نفسه عندما غرس أولاده الثلاثة في المخابرات الحربية، والمخابرات العامة والرقابة الإدارية، ويبرز تعاون (طحنون السيسي) في ليبيا منذ عام ٢٠١٦، عندما وافق جنرال الانقلاب خليفة حفتر على منح أبوظبي أرضا زراعية جنوب مدينة المرج لإنشاء مهبط وقاعدة عسكرية للطائرات الإماراتية تحت إشراف طحنون، لكنه بعد عامين فقط، تولى الأمير الإماراتي مهمة التخطيط لمرحلة ما بعد حفتر، بالتنسيق مع السفيه السيسي، متمثلا في رئيس اللجنة الوطنية المصرية المعنية بليبيا اللواء “محمد الكشكي”.

ضد الإخوان

وتوسعت علاقات طحنون وصلاحياته مع الوقت، وامتدت أذرعه خارج الإمارات والعالم العربي لتصل إلى شواطئ الأطلسي؛ ففي لقاء شبيه بلقائه السري مع “ابن سلمان” لتحديد مصير اليمن، أو لقائه مع اللواء الكشكي لتحديد مصير ليبيا؛ رتب الجاسوس الأول لقاء سريا في جزر سيشل الاستوائية في المحيط الهندي قبل تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتسعة أيام فقط، جمع اللقاء “إريك برنس” ممثلاً للجانب الأمريكي، مع ممثل موسكو “كيريل ديمتريف”، مدير “صندوق الاستثمار المباشر” الروسي.

وهو صندوق تتلخص مهمته في جمع واستثمار الأموال الأجنبية في المشاريع الروسية للبنى التحتية، وتستثمر به الإمارات ملياري دولار عن طريق شركة “مبادلة” للتنمية التي يترأسها محمد بن زايد، وبوساطة من جورج نادر، الأمريكي من أصل لبناني والمدان بقضايا جنسية مطلع التسعينيات ممثلا للجانب الإماراتي، سعيا لتأسيس قنوات خلفية للتواصل بين واشنطن وموسكو، ولتضع الإمارات قدما لها في البيت الأبيض الجديد.

ولم يدّخر طحنون جهدا لحماية مصالح الإمارات ومواجهة ثورات الربيع العربي؛ بدءا من الحرب المالية التي يشنها مصرفه “أبوظبي الأول” ضد الدوحة إثر الأزمة الخليجية، وليس انتهاء بتنسيق وتنظيم تحالف أبوظبي مع واشنطن والرياض ضد طهران وجماعة “الإخوان المسلمين”، وهو تحالف اكتمل بناؤه في شهر مارس 2018 أثناء زيارة ابن سلمان لواشنطن، في حفل خاص حضره كل من بول رايان، الزعيم الجمهوري في مجلس النواب الأمريكي الذي يقود الحملة التشريعية ضد طهران، وبالطبع بوجود طحنون ممثلا عن الإمارات وعن السفيه السيسي.