مركز أمريكي يحذر: الإخوان لها تأثير واسع حول العالم وتصنيفها “إرهابية” مجازفة أمريكية

- ‎فيتقارير

نشر مركز “ستراتفور” الأمريكي للدراسات الأمنية والسياسية ــ وهو مركز قريب الصلة بجهاز المخابرات الأمريكية ” سي آي إيه” ــ رسما بيانيا لتأثير “الإخوان” حول العالم، في ضوء ما سمحت به سلطات العديد من دول المسلمين بالاعتراف بأحزاب مستوحاة من الإخوان المسلمينن باعتبارها معتدلة بمقابل الأخرى شديدة التطرف.ويحذر المركز من أنه إذا كان على الولايات المتحدة تصنيف الجماعة كمجموعة إرهابية، فإنها تخاطر بمعاقبة حلفائها.

وقال “ستراتفور” في تقرير له، إن جماعة الإخوان المسلمين لعبت دورا بارزا في المجتمع والسياسة في جميع بلدان العالم العربي لأكثر من 90 عاما. ونشر المركز رسما بيانيا لتأثير الجماعة في البلدان العربية، حيث ألهمت، أو توافقت مع عدد لا يحصى من الجماعات الإسلامية التي حاربت التغريب.

وأشار التقرير ــ بحسب ترجمة موقع “عربي 21 ” ــ إلى أن الجماعة لم تأت من فراغ، فقد خرجت من رحم المجتمعات وتدعم التوجهات الإسلامية لهذه المجتمعات، وتسعى لتمثيلها، حيث يختلف تأثير الجماعة من بلد إلى آخر في المنطقة العربية ودول أخرى اقليمية.

 

تحذير ستراتفور

وقال “ستراتفور” الأمريكي أن جماعة الإخوان، خاصة التي أسسها حسن البنا في مصر عام 1928، لا تزال هي الأبرز، وألهمت عددا كبيرا من الجماعات في العالم العربي وبأحزاب معترف بها.

واعترف انقلابيون بتقرير ستراتفور الذي إلى أن فصائل الإخوان لا تؤيد العنف كأداة سياسية، بخلاف جماعات أخرى مثل القاعدة، وداعش التي تعتمد أقصى درجات العنف.

وأشارت إلى أن تأثير الإخوان واضح في تركيا وباكستان وتونس والأردن سوف تتضرر لأن نفوذ الإخوان هناك قوي في السياسة الداخلية للبلاد، حيث سمحت السلطات في تلك الدول بتنمية الأحزاب المستوحاة من جماعة الإخوان.

كما يعد المؤيدون والمنتسبون وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين عناصر أساسية في الحكومة، ويمكن للولايات المتحدة أن تعرقل قدرتها على العمل مع العناصر السياسية المهمة في هذه الدول.

وقال المركز إنه إذا صنفت الولايات المتحدة جماعة الإخوان المسلمين كمجموعة إرهابية، فإنها ستضع عقوبات على حكومات تلك الدول التي تعد من ضمن حلفائها حتى الآن رغم التوترات.

نتائج عكسية

ولا يعتبر التقرير الذي أشارت إليه “عربي 21” الوحيد بل سبق أن أكد موقع ستراتفور أنه بفعل التباس المواقف فإن الراصدون لسؤون الإرهاب والإسلاميين، بحاجة لمعرفة ما إذا كان البيت الأبيض يعتزم تضييق تركيزه على جماعة الإخوان المسلمين المصرية فقط، أو ما إذا كان سيوسع نطاق العقوبات لتشمل جماعة الإخوان المسلمين عمومًا، وفي الحالة الأخيرة، ستفتح الولايات المتحدة على نفسها بابا واسعًا من المشاكل والتداعيات فيما يتعلق بالسوابق القانونية وكذلك سياستها الخارجية في الشرق الأوسط، إذ أن جماعة الإخوان المسلمين هي حركة أيديولوجية، يقودها تيار سياسي إسلامي قوي يعمل في جميع أنحاء المنطقة، وفي حين أن الحرس الثوري الإيراني يمكن أن يكون مرتبطًا بشكل واضح بالإرهاب، إلا أن جميع فروع الإخوان المسلمين لا تؤيد العنف السياسي.

وقال الموقع الأمريكي إن التصنيف يمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية لاستراتيجية مكافحة الإرهاب الأمريكية، فكلما تحركت كيانات الإخوان المسلمين تحت الأرض، كلما كان أعضاؤها أكثر عرضة للجماعات الإسلامية المتطرفة، وكما رأينا مع رغبة ترامب في اتباع القيادة السعودية والإماراتية في البداية في عزل قطر، قد يكون هذا مثالاً آخر على استعداد الرئيس الأمريكي لمنح حلفاء سياسيين مزايا سياسية على الرغم من التداعيات على الأمن القومي على المدى الطويل.

منهجية ستراتفور

وتقوم ستراتفور بجمع المعلومات من عدد من المصادر المفتوحة مثل المقالات المنشورة على الأنترنت والصحف والمواقع الإجتماعية ومواقع الدردشة والدراسات الجامعية والحكومية الغير سرية.

هذا إلى جانب شبكة من الموارد البشرية المتكونة من مخبرين موزعين عبر بلدان العالم ذوي خلفيات أمنية وعسكرية واقتصادية وإعلامية وأكاديمية ومنظمات وجمعيات مدنية مأجورة.

وتقوم ستراتفور بنشر تقاريرها التي تكون بشكل مراسلات بين 300.000 منخرط وبين ما يزيد عن مليوني عنوان بريد إلكتروني يتحصلون على تحديثات الشركة بشكل مجاني.

وقال محللون إنه على ضوء هذه المعلومات تقوم شركة التجسس بتسليمها للإدارة الأمريكية لتقوم هذه الأخيرة برسم سياساتها الاقتصادية والأمنية بعد تشكيلها لوعي الشعوب بما يخدم اهدافها واجنداتها.