“هذا الرزين المطمئن”.. هكذا رثى عبد الرحمن يوسف “جمال خاشقجي”

- ‎فيسوشيال

ألقى الشاعر عبدالرحمن يوسف قصيدة رائعة في رثاء الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي، خلال حفل تأبينه بمدينة إسطنبول في تركيا.

وقال يوسف في قصيدته التي جاءت بعنوان “هذا الرزين المطمئن”:

برد خريفي على إسطنبول

وحديث عشاق يطول وكيف ليس يطول؟

ولرعشة البوسفور في فصل الخريف حكاية يصغى لها العشاق في خلواتهم

يبكي لها العبّاد في صلواتهم

لا شيء في فصل الخريف يخيف هاتيك النوارس

كل شيء مطمئن

والخطى محسوبة مكتوبة

والأمنيات على طريق وصول

الشمس في كبد السماء وغيمة

تهب المشاة ظلالها وكأنها

وقف من الأوقاف في إسطنبول

من أعيانها القدماء

في كل زاوية بهذي الأرض

تلقى غيمة موقوفة أو عين ماء أو ظلال سماء

برد خريفي يداعب ريشة الشعراء وهي تصور إسطنبول

هل يدرك الشعراء ماذا في الظلام يجول؟

لا يستطيع الشعر حين يواجه المقتول قاتله يصور ما جرى

لا تستطيع قصيدة أن تشرح الألم الذي ذاقته كل خلية في قلب إنسان جريمته ارتكاب العشق للأوطان

أوطاننا تلك التي لعنت بفضل قيادة الخصيان

يا أيها الحكم الذي يبدو لنا كلبًا يلاحقنا ليعقرنا بسطوته وحاجتنا إليه

يا أيها العهد المحنطّ في زعيم نرجسي ورّث النقص الحقير لوالديه

يا أيها الوطن الذي ما زلت أعشقه فيشقيني

أجري لأحضنه فيرميني

قلبي يقربه فيقصيني

أهدي له عمري فينفيني

يا أيها الوطن المفدّى رغم كل الرابضين على العروش كلاب صيد

كسرت في عشقي أي عينيك قيدا بعد قيد بعد قيد

لا يستطيع الشعر حتما أن يصور ما جرى

تابع بقية القصيدة: