هل يشارك السيسي وابن سلمان نتنياهو الاحتفال بـ”النكبة”؟

- ‎فيتقارير
Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu chairs the weekly cabinet meeting in Jerusalem February 12, 2017. REUTERS/Gali Tibbon/Pool

تتم التجهيزات داخل الكيان الصهيوني للاحتفالات التي ستنظم بمناسبة الذكرى السبعين لاحتلال فلسطين، وأعلن رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو عن نيته إلقاء كلمة في الحفل الرئيسي هذا العام، بينما جرت العادة أن يكون رئيس الكنيست هو المسئول الرسمي الوحيد الذي يلقي كلمة بهذه المناسبة، إلا أن الأمر اختلف بعد تزايد التعاطف مع الصهاينة من جانب ولاة أمور الدول الإسلامية، أو الذين استولوا على الحكم بعيدا عن الشرعية والقانون.

وبينما يشتعل الخلاف داخل “الكيان” بين نتنياهو من جهة، ورئيس الكنيست الليكودي “يولي إدلشتاين”، الذي أعلن عن مقاطعة الحفل، نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، اليوم السبت، عن عدد من الذين تعاقبوا على تنظيم حفل “النكبة”، قولهم إنّ “ما أقدم عليه نتنياهو يعد سابقة”.

وقد وجهت وسائل الإعلام في تل أبيب انتقادات لاذعة لوزيرة الثقافة الليكودية، ميري ريجف، لأنها تعمدت إدخال تغيير على التقاليد المتعلقة بإحياء ما يسميه الاحتلال بـ”احتفالات الاستقلال”، وهي مناسبة نكبة فلسطين وتهجير أهلها واحتلال أرضها، من خلال دعوة نتنياهو لإلقاء كلمة، وبات السؤال الآن: هل يشارك بعض حكام العرب فرحة إسرائيل هذا العام باحتلال فلسطين؟.

السيسي خادم إسرائيل!

أكد رئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو، أن ما “يبعث الأمل في نفسه” أن العديد من الدول العربية لم تعد ترى في إسرائيل عدوا لها بل حليفا في مواجهة ما وصفه بـ”الإرهاب الإسلامي”، ولدى استقباله الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا في القدس المحتلة نوفمبر الماضي، قال: “ما يبعث الأمل في نفسي، هو التغيير الكبير الحاصل في موقف العالم العربي”.

ويكمن السر وراء رغبة نتنياهو في إلقاء كلمة احتفالهم بـ”النكبة” هذا العام، لحماسه وسعادته الكبيرة بالفوز الذي حققه بالتلاحم مع السفيه السيسي وابن سلمان، وتداول ناشطون عبر موقع التدوين المصغر “تويتر” مقطع فيديو للسفيه السيسي خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ72، وهو يؤكد حرصه على حفظ أمن المواطن “الإسرائيلي”!.

وكان السيسي قد استقبل رئيسَ الوزراء الصهيوني، “بنيامين نتنياهو” في مقر إقامته بنيويورك، بزعم بحث عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فيما يعد أول لقاء علني بين الطرفين.

ويقيم جنرالات كامب ديفيد علاقات رسمية مع كيان العدو الصهيوني منذ التركيع بموجب اتفاقية استسلام في العام 1979، لكن العلاقات مع العدو الصهيوني ظلت أمرا مرفوضا على المستوى الشعبي، فيما كانت تدار على المستوى الرسمي في حدها الأدنى ومن خلف الكوليس، مراعاة لهذا الرفض الشعبي.

ولكن منذ انقلاب السفيه السيسي على الرئيس محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب في تاريخ البلاد، توثقت العلاقات بين جنرالات كامب ديفيد وتل أبيب على نحو كبير، واتخذت شكل التحالف؛ الأمر الذي جعل صحفا صهيونية تصف “السيسي” بأنه “كنز استراتيجي” بالنسبة لـ”إسرائيل”.

محمد بن سلمان الصهيوني

وعلى الرغم من أن نظام الحكم في السعودية قد دأب منذ عامين، على الإفصاح عن الكثير من مظاهر الغزل تجاه كيان العدو الصهيوني، إلا أن الرسائل التي حرص ولي العهد، محمد بن سلمان، على تضمينها في المقابلة التي أجراها معه الصحفي اليهودي جيفري جولدبيرج، ونشرتها مجلة “أتلانتك” قبل يومين، تمثل تحولا هائلا في التحركات السعودية الهادفة للتمهيد لإحداث تحول جذري على العلاقة بين الرياض وتل أبيب.

فلم يحرص “بن سلمان” فقط على تأكيد طابع المصالح المشتركة التي تربط السعودية بـ”إسرائيل”، وهو ما يمثل أول إقرار سعودي بذلك وعلى أعلى مستوى، بل إنه ذهب بعيدا في تبنيه لبعض صيغ حل الصراع الفلسطيني الصهيوني، التي تتقاطع مع منطلقات اليمين المتطرف في تل أبيب.

وأضفى ما تضمنته المقابلة على لسان “بن سلمان”، مصداقية على التسريبات التي أكدت أن الرياض مارست ضغوطا على قيادة السلطة الفلسطينية لقبول فكرة التنازل عن القدس المحتلة كعاصمة للدولة الفلسطينية، والقبول بـ”أبو ديس” بديلا لها في إطار ما يسمى بـ”صفقة القرن”، لكن أكثر ما عكس الشوط الطويل الذي قطعه “بن سلمان” في محاولاته مغازلة إسرائيل، تمثل في ادعائه أن حركة “حماس” تمثل تهديدا للأمن القومي السعودي!.

وقدم “بن سلمان” إشارة غير مباشرة لموافقة السعودية على الأفكار الأمريكية، التي أطلق عليها “صفقة القرن”، والتي تنص على وجوب تنازل الفلسطينيين عن القدس كعاصمة لدولتهم، عندما أشار إلى مصير المسجد الأقصى فقط، دون أن يشير إلى مصير القدس ومكانتها السياسية في أية تسوية للصراع.

غير أن “بن سلمان” في حرصه على استرضاء الإسرائيليين تجاوز الكثير من الحقائق، حيث يعي أن حركة “حماس” لم تقدم على أي عمل أو سلوك يمكن تفسيره على أنه تهديد للأمن القومي السعودي؛ في حين أن إسرائيل، وباعتراف وسائل إعلامها، عملت وتعمل بشكل حثيث على المس بالمصالح الاستراتيجية للسعودية.