وسط الثلوج.. المطاردون بالخارج باقون على الثورة ويتوعدون السيسي

- ‎فيعربي ودولي

رغم قسوة الشتاء وسقوط الثلج في المنافي وتنمر الطقس إلا أن المصريين المطاردين في الخارج قرروا إحياء الذكرى الثامنة لثورة 25 يناير، وأعلن نشطاء عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي إطلاق فعاليات ومؤتمرات وندوات وتوزيع ملصقات، في إطار إشعال زخم الثورة التي انقلب عليها الجيش في 30 يونيو 2013.

ولا نعرف الكثير عن كوريا الجنوبية كدولة تقع بعيدا عنا في أقصى شرق العالم، لكن يبدو أن القمع في مصر يؤثر على بقية العالم، وبسبب ما يقوم به السفيه السيسي من الانتهاكات والاعتقالات والقتل، قدم قرابة الـ3 آلاف شخص طلبات اللجوء إلى سيول، وبعضهم لم يستكمل أوراقه ويخشى الذهاب إلى السفارة المصرية خوفا من الاعتقال ويرفض العودة مرة أخرى إلى مصر.

مصريون في كوريا

يقول الناشط السياسي عبد الرحمن :” شاركت الأمس ضمن فريق مصري مع عدد من النشطاء الكوريين و المدافعين عن حقوق الإنسان بعض الأفكار التي من خلالها نستطيع تغيير قوانين اللجوء ووضع خدمات أكثر علي رأسها الصحية”، مضيفاً: “كان فريقا جيدا يتألف من سارة مهني عبد الرحمن زيد نانسي كمال احمد ناصر حمدي عبد الرحمن عاطف هاني غنيم عبد الله”.

وتابع:”ذكري ثوره يناير المجيدة نحييها بكوريا الجنوبية، كما موضح بالإعلان إلي مش عارف عنوانه”، مضيفاً:” أن شالله في قاعه هيتم الإعلان عن مكانها الفاعلية الجمعة 6 مساء”، ويقول احد المطاردين :”مائة ألف جنيه أنفقتها حتى الآن منذ خروجي من مصر، والوضع غير مستقر من حيث الإقامة والمعيشة والإجراءات الرسمية للعيش في البلد المضيفة”.

وفي وقت سابق اتهم عدد من طالبي اللجوء المصريين السلطات الكورية الجنوبية بالمماطلة في النظر بطلباتهم للحصول على حق اللجوء في هذا البلد الآسيوي البعيد عن نظام بلادهم “الاستبدادي”، وتظاهر عدد من هؤلاء اللاجئين رفقة أطفالهم الصغار بالعاصمة سول للتعبير عن احتجاجهم على تأخر منحهم حق اللجوء وما يكابدونه جراء ذلك من مصاعب، رافعين لافتات تدعو لتوفير الحماية لهم وأخرى كتب عليها “أن تكون لاجئا ليس خيارا”.

وبالإضافة إلى المماطلة، اتهم بعض طالبي اللجوء السلطات الكورية بتزوير بعض أقوالهم خلال المقابلات التي أجرتها معهم، ومن هؤلاء الناشط عبد الرحمن زيد الذي تقدم بطلب اللجوء ودخل في إضراب عن الطعام، وحصل على تصريح بالاعتصام أمام القصر الرئاسي الكوري، مشددا على أنه يطالب فقط بأن تلتزم وزارة العدل بالقانون مضيفا أن كوريا دولة قانون.

عائدون

ومن أبرز قصص اللاجئين المصريين الذين ينتظرون الحسم بملفاتهم التي حظيت باهتمام إعلامي، قصة المواطن أحمد المقدم الذي ذهب إلى هناك عام 2014 هربا من سطوة الأمن في مصر لكنه واجه الترحيل، وعن أسباب مغادرته بلاده، قال المقدم إن قوات الأمن اقتحمت منزله أكثر من مرة سابقا، واعتقلت أشقاءه، فاضطر للخروج إلى السودان “لكن ضاقت بنا الأرض في السودان أيضا خاصة بعد ترحيل أحد الشباب إلى مصر فذهبت إلى كوريا ثم طلبت الحماية واللجوء هناك”.

يعيش مجتمع كوريا الجنوبية -غير المعتاد على الاختلاط- موجة غير مسبوقة من العداء للأجانب، ومن مظاهر هذا الرفض التمييزُ ضد الأجانب، فكثير منهم يتعرضون للسخرية علنا في وسائل النقل وينعتون بـ “الوسخين، كريهي الرائحة” بل يصل الأمر حد منعهم من الدخول إلى مطاعم أنيقة أو مراحيض عامة.

وشهدت مصر هجرة عدد من المعارضين السياسيين من خلفيات سياسية وفكرية مختلفة، بعد الانقلاب العسكري منتصف 2013، وحصل بعضهم على اللجوء السياسي والحماية في بلدان بينها دول أوروبية، وغالبية المصريين في تركيا على سبيل المثال مهاجرون قسرياً؛ بسبب ما يقع عليهم من ظلم واضطهاد من عصابة السفيه السيسي، وعلى خلاف كوريا الجنوبية فإن تركيا هي البلد المسلم الوحيد الذي شاء ألا يتأخر عن واجبه الإنسانيّ في إيواء المطاردين؛ من منطلق موروثه الحضاريّ الإسلاميّ أولاً، وثانياً من منطلق تمسكه بالأعراف الإنسانية والمواثيق الدولية التي تقضي باحترام حقوق الإنسان.. جنس الإنسان.