3 سيناريوهات صهيونية أفشلتها المقاومة الفلسطينية بغزة.. وماذا بعد؟!

- ‎فيعربي ودولي

ما زالت اهداف العملية الصهيونية التي جرت مساء الأحد بخان يونس بقطاع غزة لم تنكشف بعد، ولكن النتيحة المتيقنة هو يقظة كتائب القسام في الذود عن القطاع وتلقين الأجهزة الأمنية الصهيونية درسا لم ينس.

فرغم استشهاد 7 فلسطينيين وإصابة 7 آخرين، مساء في هجوم إسرائيلي، قرب الحدود الشرقية لمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة وتواصل القصف الصهيوني للقكاع للتغطية على الانكسار الصهيوني، إلا أن الغموض يكتنف تفاصيل وأهداف العملية التي نفذتها قوة إسرائيلية خاصة مساء الأحد، داخل قطاع غزة، وأسفرت عن استشهاد 7 فلسطينيين، وضابط إسرائيلي وإصابة آخر.

ففي البداية، راج الاعتقاد أن هدف التسلل كان اغتيال القائد الميداني في كتائب القسام، نور الدين بركة.

لكن إسرائيل وكتائب القسام، الجناح المسلح لحركة “حماس”، ذكرتا أن هدف العملية أكبر من ذلك بكثير، دون الكشف عن تفاصيل.

فمن جانبها، قالت كتائب القسام، في بيان أصدرته الإثنين، إن عملية التوغل الإسرائيلية لم تكن تستهدف اغتيال القيادي “بركة”، بشكل خاص، بل تنفيذ “مخطط عدواني كبير استهدف خلط الأوراق”، دون الكشف عن ماهيته.

أما رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي أيزنكوت، قد قال، الإثنين، إن الوحدة الخاصة “نفذت عملية ذات أهمية كبيرة لأمن إسرائيل”، دون أن يحدد أيضا، طبيعة المهمة.

وفي ذات السياق، قال أفيخاي أدرعي، الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، الإثنين، إن العملية “لم تكن تهدف لتنفيذ عملية اختطاف أو اغتيال”.

بدورها، ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، الإثنين، أن “معظم تفاصيل العملية ستبقى سرية، بما فيها هوية الضابط القتيل وهو برتبة مقدم”.

العملية الصامتة

وبحسب مراقبين، فأن هدف إسرائيل من وراء العملية “غير واضح”، لكنها خططت أن تكون “صامتة” دون ترك أثر يشير لإسرائيل، وذلك بهدف إرباك الجبهة الداخلية الفلسطينية.

ويأتي تنفيذ هذه العملية الإسرائيلية في مدينة خانيونس بالتزامن مع حدوث تقدم كبير في جهود التهدئة التي تقودها مصر وأطراف دولية، بين الفصائل الفلسطينية بغزة وإسرائيل.

3 سيناريوهات

ويرى حمزة أبو شنب، الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني في تصريحات صحفية، أن السيناريو الأول المتوقع، قد يتمثل في تنفيذ القوة الخاصة لعملية اختطاف لأحد قيادات القسّام، وهو السيناريو الأكثر ترجيحا، مشيرا إلى أن العملية عسكرية وليست استخباراتية.

لكن يبقى الغموض يكتنف هذا الأمر، ما يمنع الجزم بطبيعة السيناريو الأدق، جراء شح المعلومات الإسرائيلية حول منفذي العملية وطبيعتها، بحسب أبو شنب.

أما السيناريو الثاني فهو تنفيذ عملية استخباراتية لجمع المعلومات حول المقاومة بغزة وزراعة أجهزة تجسس في قطاع غزة، قد يفشل في تحقيقه العملاء المحليون بالقطاع وهو ما دفع القوة الخاصة الاسرائيلية للتدخل بنفسها على غير العادة..حيث أن التعامل مع الأجهزة الفنية المراد زرعها ، وخطورتها، كونها تحتاج إلى فنيين وخبراء، الأمر غير المتوفر لدى العملاء المحليين.

السيناريو الثالث، بحسب الخبراء، تنفيذ عملية اغتيال ضد أحد قادة كتائب القسام بغزة، لكنه سيناريو مستبعد.

وانما ما يمكن قبوله في هذا الشأن أن القوة التي دخلت للقطاع، كانت تستهدف تفحص طبيعة جهوزية المقاومة في حال تم تنفيذ عمليات إسرائيلية داخل القطاع.

ولكن المجمع عليه ان إسرائيل في كافة السيناريوهات كانت تهدف لتنفيذ عملية صامتة بغزة من خلال عدم ترك أي أثر يشير إليها، من أجل إرباك وحدة الصف الفلسطيني الداخلي.

فالعملية في حال نجاحها، كانت ستترك أثارها لدى الشعب الفلسطيني من حيث دائرة الاتهامات الداخلية، كما أرادت إسرائيل من وراء تنفيذ تلك العملية ” خلط الأوراق مما يفسد صورة الإنجازات التي حققتها مسيرة العودة وكسر الحصار؛ التي بدأت منذ نهاية مارس الماضي.

انعكاسات داخل إسرائيل

وبحسب المعلومات والبيانات الصهيونية، وخالة الرعب التي يعايشها المستوطنون الصهاينة ، وحسب ما كشفته صحيفة معاريف اليوم، أنه جرى اخلاء السكان من مستوطنات غلاف غزة، وبات معظم السكان الصهاينة تحت الملاجئ.

فيما تعكس العملية وتضارب المعلومات حولها، وجود انقسام داخل إسرائيل بين “المؤسسة العسكرية، والسياسة، والاستخباراتية”…وهو ما تجلى في قطع رئيس الوزراء الإسرائيلي زيارته إلى فرنسا وتوجهه إلى تل بيب”، في إشارة إلى فشل إدارته للأمور.

تداعيات مستقبلية

ويرى متابعون للشان الفلسطيني، أن لعملية “خانيونس” التي نفّذتها قوة إسرائيلية خاصة تداعيات كبيرة نظرا لفشلها ولتوقيتها الذي يتزامن مع جهود كبيرة تبذلها مصر وقطر والأمم المتحدة من أجل تثبيت التهدئة في قطاع غزة.

حيث سيثار جدل عميق في الساحة الإسرائيلية الداخلية عقب هذه العملية، وبالتزامن مع اقتراب موعد الانتخابات.

كما تضع هذه العملية إسرائيل في حرج أمام الوسطاء الإقليميين والدوليين في ملف التهدئة.

إلا أن فشل هذه العملية لن يشكل ضربا لملف التهدئة مع إسرائيل، لكنه سيعزز من موقف حركة حماس في هذا الملف.

وتشمل بنود الاتفاق المرتقب، تخفيف الحصار عن قطاع غزة، مقابل وقف الاحتجاجات التي ينفذها الفلسطينيون قرب السياج الحدودي بين قطاع غزة وإسرائيل.

ويمكن القول إن العملية “الصامتة” فشلت في تحقيق الهدف من وراءها، وهو فشل عسكري وسياسي واستخباري بفضل يقظة المقاومة، التي قتلت قائد كبير في الوحدة الصهيونية.

ورغم الخسائر الفلسطينية، إلا أن فشل العملية يشهد عليه عدم تحقيق اهدافها، حيث كان هدف العملية أكبر من قتل القيادي القسامي أو الشهداء الاخرين، وربما استهدف اختطاف شخصية سياسية أو عسكرية فلسطينية كبيرة أو قتل قيادي كبير، وعلى أقل تقدير خطف الشهيد بركة مسئول إنفاق غزة الاستراتيجية، الذي تعامل مع القوة الصهيونية بمسدسه الخاص هو ورفيقه فقتلا، وحين حاصرت قوات حماس الوحدة الصهيونية، سعي الاحتلال لقصف المنطقة بقرابة 35 صاروخ من الجو وحلقت طائراته بكثافة في سماء غزة لتحرير جنود الوحدة الصهيونية المحاصرة، فقتل بالقصف الجوي المكثف 5 مقاتلين أخرين.

فكل المؤشرات كانت تدل على أن جيش الاحتلال خطط لتنفيذ عملية التوغل وتنفيذ العملية السرية (سواء كانت الخطف او الاغتيال لشخصية قيادية كبري) جنوب شرق القطاع، بدون ترك آثار تدل على مسؤولية الجانب الصهيوني، بحيث يمكن للصهاينة أن ينسبوا الحادث إلى نزاعات فلسطينية داخلية، أو يسجلون هدفا في مرمي المقاومة قبل بدء مفاوضات التهدئة يحفظ ماء وجههم، لكن يقظة المقاومة نسفت الحسابات الصهيونية.

وربما عدم تنفيذ الهدف الأساسي منها، سيترتب عليه تنازلات على الأرض في مفاوضات التهدئة الحالية.

وقد أشارت لهذا “كتائب القسام” الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، في بيانها حول العملية حين أعلنت عن “إفشالها مخططا اسرائيلي عدوانيٍ كبير استهدف خلط الأوراق ومباغتة المقاومة وتسجيل إنجازٍ نوعي”، ووصفت العملية بأنها “عملية من العيار الثقيل كانت تهدف إلى توجيه ضربةٍ قاسيةٍ للمقاومة داخل قطاع غزة”.