أزمة فرنسا مع العالم الإسلامي.. كيف بدا “ماكرون” مختلا كما وصفه أردوغان؟

- ‎فيتقارير

كشفت الأزمة الحالية بين فرنسا والعالم الإسلامي عن خلل كبير في فهم الرئيس الفرنسي سيء الذكر إيمانويل ماكرون لمعنى الحرية؛ فماكرون يسمح لنفسه بممارسة الحرية بمعناها المنفلت ويمنح لنفسه حق ما يفعل ويترك كيفما شاء ووقتما شاء، دون أن يدرك أن حرية الإنسان تنتهي عند حدود حرية الآخرين؛ فليس من الحرية في شيء أن أسب الآخرين وأهينهم وأسيء إلى معتقداتهم بدعوى حرية الرأي والتعبير. فهذا ليس من الحرية في شيء بل هو من قبيل الجناية وسوء الأدب، وانتهاك حقوق الآخرين الذين لهم الحق في الحرية كما يراها ماكرون لنفسه.

فإذا منح الرئيس الفرنسي نفسه وإعلامه وحكومته حق التشهير بالآخرين وشتمهم وإهانة مقدساتهم؛ فإن لخصومه ذات الحق أيضا بدعوى حرية الرأي والتعبير؛ وبالتالي يتحول المجتمع إلى ساحة حرب لا تتوقف، وهذا من شأنه أن يزكي الحروب الدينية؛ فكل فريق يسب مقدسات الآخر وهو ما يهدد السلام والأمن المجتمعي والعالمي؛ وبالتالي فإن الرئيس الفرنسي الذي يتعين عليه أن يمنح بلاده الهدوء والأمن والاستقرار باعتبار ذلك أحد أهم وظائف الحكومات؛ فإذا به يأتي من الأفعال والأقوال ما يحول ساحة بلاده إلى فتنة عمياء ويضعها في صدام مباشر مع ملياري مسلم أهان نبيهم وسمح بإعادة نشر هذه الرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ويمنح نفسه صلاحيات إعادة صياغة الإسلام ذاته ليتناسب مع العلمانية الفرنسية رغم أنه لا يفعل ذلك ما باقي الديانات الأخرى.

ومن المواقف التي تؤكد أن الرئيس الفرنسي يفتقد إلى التوازن النفسي والفهم الصحيح للحرية؛ أنه في 2019م شجب موافقة الرئيس البرازيلي بولسرانو بسبب تعليقه على أحد مواقع التواصل الاجتماعي ينتقد زوجة الرئيس الفرنسي. وهو ما دفع ماكرون إلى انتقاد موقف الرئيس البرازيلي في مؤتمر صحفي قائلا إنه لا يحق له أن يهين زوجته (ماكرون) ولا يستحق أن يكون رئيسا بالمرة! فكيف إذا بماكرون إذا يهين نبي الإسلام وهو أعظم من قيمة زوجة ماكرون في قلوب مئات الملايين من المؤمنين في العالم؟! وهل يستحق ماكرون أن يكون رئيسا بعد هذه المواقف المشينة له؟! يرفض أن تهان زوجته ويسمح لنفسه بإهانة دين بأكمله يؤمن بله مليارا إنسان في كل أنحاء العالم!

ومن المواقف التي تؤكد الخلل في عقلية ماكرون (39 سنة) وإيمانه بحق الانحراف بدعوى الحرية، قصة زواجه من برجيت التي تكبره بـ25 سنة (64سنة)، ففي سنة 1993 التحق ماكرون بدروس المسرح في مدرسته أميان شمال فرنسا حيث أغرم بمعلمته "برجيت" التي كانت متزوجة وأم لثلاثة أولاد. ومارسا الزنا مرات عديدة؛ ورغم إبعاده بعد فضح العلاقة المحرمة بينهما إلا أنه عاد إليها سنة 2007م وتزوجها بعد طلاقها من الزوج المسكين. هذه القصة تبين أن ماكرون لا يبالي بحقوق الآخرين؛ فهو في سبيل قضاء وطره وشهوته مارس الزنا مع معلمته ودمر أسرة كاملة بعد أن فتن الزوجة عن زوجها وبالتالي فهو لا يبالي بتدمير الآخرين في سبيل شهوته وملذاته؛ ألا يعلم أنه كلما مارس الزنا مع برجيت وهي على ذمة رجل آخر فإن هذه جناية؟ ألا يعلم أن مثل هذه العلاقة ليست حبا وليست من الحرية في شيء؟ حتى إنهما كانا يخفيان هذه العلاقة الآثمة لأنها تخالف الأناجيل وحتى القوانين العلمانية التي تمنح الزوج حق محاكمة الزوجة الخائنة وعشيقها؟

قد أصاب الرئيس التركي عندما قال إن حالة ماكرون تستوجب نقله إلى مستشفى الأمراض العقلية، فما يقوم به لا علاقة لها بالحكم ولا بالسياسية بل هو في سبيل تحقيق شهوته بالحكم وملذته بالبقاء رئيسا على استعداد لإشعال فتنة عمياء ليس داخل فرنسا فقط بل مع العالم الإسلامي كله، وما يجري ما هو إلا توظيف سياسي لجريمة تسبب فيها التطرف الفرنسي.

لماذا لا يتعلم الفرنسيون الأدب من الإسلام؛ فقد حرم القرآن الإساءة لآلهة ومقدسات الآخرين حتى لو كانت أوثانا تعبد من دون الله (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عَدْوًا بغير علم)، لكنه في ذات الوقت يدعو إلى الحوار العقلي بالتي هي أحسن، فلو توقف الفرنسيون عن إهانتهم للإسلام ونبيه العظيم وسنّوا قانونا يحرم الإساءة لكل الأديان لانطفأت نيران الفتنة ولعم الهدوء أركان فرنسا؛ ولكن ماكرون يعميه التعصب وتحركه نوازع التطرف والعنصرية فلا نراه في كل موضع إلا مثيرا للفتنة ومغذيا للعنف والتعصب تحت لافتة براقة اسمها "حرية الرأي والتعبير"، تماما كما أجاز لنفسه الزنا مع زوجة غيره باسم الحب!