أضرار متوقعة لـ”مفاعل” بن زايد.. الصهاينة قصفوا العراقي وسبق “النووي” للمصريين

- ‎فيتقارير

رغم المخاطر المتحققة من المفاعل "الإماراتي" بـ"براكة" الذي دشنته حكومتها بتنفيذ مجموعة من الشركات الكورية كونسورسيوم بقيادة "كيبكو" الكورية بناء على اتفاق بلغت قيمته نحو 24,4 مليار دولار، كما يدير تشغيل المحطة فرنسيون تعاقدت معهم شركة "نواة" الإماراتية في نوفمبر 2019، يعملون في شركة (إي دي إف) الفرنسية، إلا أن الصهاينة غضوا الطرف عن الاعتراض عليه ربما للعلاقة القوية التي تربط بين محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي ونتنياهو، وادعاء أنه نووي سلمي والذي ربما يجد له شيطان العرب في الوقت القريب استخدامات لاسلمية.

وباعتراف أبوظبي، عثرت لجان متخصصة بمعرفة حكومة الإمارات أثناء فحص جسم المفاعل على تشققات في هيكل المفاعل مما قد يؤدي إلى تسريب على المدى المتوسط، وذلك قبل التشغيل.
وقالت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، في وقت سابق من 2019، هذا الشهر، إنها اكشفت فراغات في الخرسانة في المفاعلين الثاني والثالث، غير أنها قالت إنها لا تشكل خطراً على السلامة ولن تؤجل بدء التشغيل.

جدير بالذكر ان مالكة محطة براكة، لم تعلن عن فترة تجريبية للمفاعل النووي الذي يقام غرب أبوظبي بالقرب من الحدود مع السعودية, حيث كان من المقرر أن تكتمل أعمال الإصلاح في المفاعل الثالث بحلول نهاية العام الماضي، بينما تراجع الهيئة الاتحادية للرقابة النووية في الإمارات خططاً لإصلاح فجوات أصغر في المفاعل الثاني.

أخطار محتملة
وبحسب "رويترز" اعتبرت قطر في رسالة الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن محطة براكة النووية تشكل تهديداً خطيراً للاستقرار الإقليمي والبيئة وطالبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بوضع إطار عمل يخص الأمن النووي في الخليج.
وأضافت قطر، أن غبار مواد مشعة ينجم من حادث عرضي يمكن أن يصل إلى الدوحة خلال خمس ساعات إلى 13 ساعة وأن تسرباً إشعاعياً سيكون له تأثير مدمر على إمدادات المياه في المنطقة بسبب اعتمادها على محطات التحلية.

وقالت وزارة الشئون الخارجية في الرسالة إلى مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو، إن قطر لديها "مخاوف كبيرة تتعلق بتشغيل محطة الطاقة النووية الواقعة في براكة".
وقالت قطر في رسالتها: "ترى دولة قطر أن عدم وجود أي تعاون دولي مع دول الجوار فيما يتعلق بالتخطيط لمواجهة الكوارث وبالصحة والسلامة وحماية البيئة يمثل تهديداً خطيراً لاستقرار المنطقة وبيئتها".

وأضافت أن تلك التكنولوجيا غير مجربة نسبياً لا سيما وأنه لا يوجد سوى مفاعل تجاري واحد آخر من هذا النوع يعمل في كوريا الجنوبية. وكشفت قطر، عن أن المخاوف الإقليمية بشأن السلامة النووية ستزيد عندما يدخل البرنامج النووي المدني السعودي حيز التنفيذ. وطلبت المملكة طرح عطاءات من كبرى شركات الطاقة النووية في العالم لبناء مفاعلات.
ومنذ كارثة تشيرنوبل النووية عام 1986، عندما حدث تسرب إشعاعي من المفاعل الذي صممته روسيا في أوكرانيا ووصل لأجزاء كبيرة من أوروبا، دفعت التأثيرات المحتملة عبر الحدود للكوارث النووية إلى خلافات عديدة بين الدول المجاورة.

أفعل تفضيل "الشيوخ"
ولأن الإمارات وحكامها المعروفون بلقب "شيوخ" مفتونون بأفعل التفضيل، مثل أطول برج، وأغلى مربع بالعالم، وأسرع ناقة، وأجمل ماعز، وفارس سباقات الهجن، وأمّيز رقم، غرهم ذلك مع المفاعل النووي فاعتبروه سبقا وأنه الأول عربيا.
وقال محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات، رئيس مجلس الوزراء في تغريدة على تويتر "نعلن عن نجاح دولة الإمارات في تشغيل أول مفاعل سلمي للطاقة النووية في العالم العربي (…) في محطات براكة للطاقة النووية بأبوظبي"..
وسبقت دول عربية الدخول للعالم النووي فالجزائر دخلت المجال النووي في 1983 من خلال المفاعل النووي (السلام)، هو مفاعل نووي أبحاث جزائري مخصص لإنتاج المواد الصيدلانية الإشعاعية، يمكنه إنتاج قوة قدرها 15 ميجاوات، تم بناؤه بتنسيق مع الصين بمنطقة عين وسارة ولاية الجلفة، ودخل الخدمة منذ عام 1993 ويعمل بالماء الثقيل وهو خاضع لمراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.


المصريون أسبق
في حين أنه كان للمصريين السبق في تدشين برنامج نووي عربي وذلك في إنشاص بالشرقية حيث كان إعلان أول مفاعل عربي في 1958م، رغم أن برنامج الطاقة النووية المصري بدأ في عام 1954؛ هناك تم إنشاء أول مفاعل نووي للأبحاث حمل اسم مفاعل البحث والتدريب التجريبي-1 (ETRR-1) والذي تم الحصول عليه من الاتحاد السوفيتي.

وفي عام 1964 كان من المقرر أن يُنتج المفاعل 150 ميجاواط ثم سيصل إلى 600 ميجاواط بحلول عام 1974. وفي عام 1976 تأسست محطات طاقة نووية بسيطة ثم تأسس مفاعل نووي مهم في عام 1983 بمدينة الضبعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط.
ولكن دوليا تم رفض البرنامج النووي لمصر بعد هزيمتها في حرب الأيام الستة في عام 1967، وبسبب ضعف الاقتصاد المصري كذلك.

وفقدت مصر الكثير من الخبراء والعلماء بين من تم اغتيالهم ومن اضطروا إلى السفر إلى الخارج بحثا عن فرص العمل. وبعضهم انضم للعمل في برنامج العراق النووي وآخرون هاجروا باتجاه كندا. ثم جمدت مصر كل ما يتعلق بمخططاتها النووية بعد كارثة تشيرنوبيل.

في عام 1992 حصلت مصر على 22 ميجاواط متعددة الأغراض من المفاعل البحثي ETRR-2 القادم من الأرجنتين.

في عام 2006 أعلنت مصر أنها سوف تُجدد برنامج الطاقة النووية في غضون 10 سنوات من أجل الحصول على 1000 ميجاواط من محطة للطاقة النووية في مدينة الضبعة فقط.
وقُدرت تكلفة ذلك المفاعل بـ 1.5 مليار دولار وقد شيد بمشاركة مستثمرين أجانب، وفي مارس 2008 وقعت مصر مع روسيا اتفاقا بشأن الاستخدامات السلمية للطاقة النووية.

وتوقفت مصر عن تشغيل الطاقة النووية في 2012، وانسحبت من المحادثات حول معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية في جنيف في 29 أبريل 2013 ولكنها بقيت مصدقة على المعاهدة، وفي نوفمبر 2015، وقَّعت مع الشركة النووية الروسية روساتوم من أجل بناء مفاعل القدرة المائي-المائي (VVER) في الضبعة على أن تبدأ أعمال البناء في عام 2024؛ ولا زالت المناقشات مستمرة للحصول على الموافقة النهائية.

البرنامج العراقي

وبدأ البرنامج النووي العراقي بتفاهم بين العراق والاتحاد السوفيتي في أغسطس 17 من عام 1959م، لبناء مفاعل نووي وتم وضع برنامج نووي ويعد جزءاً من التفاهم العراقي السوفيتي، وفي 1968م تم بناء مفاعل بحثي من نوع (IRT-2000 معطى من قبل السوفييت).
ووافقت فرنسا في 1975 على بيع 72 كيلوجرام من اليورانيوم بدرجة 93%، ووافقت على بناء محطة نووية من دون سيطرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبتكلفة 3 مليار دولار.

ولأجل إنشاء برنامج أسلحة نووية سرية، اشترى العراق في سنة 1976م مفاعل نووي من طراز " Osiris"، وكان المفاعل معد لأغراض نووية بحثية سلمية وحدثه الخبراء العراقيون والفرنسيون بإدامته، ولكن الصهاينة شككوا بدوافع العراق، وقالت إنه يستخدم لصناعة أسلحة نووية، وفي 7 حزيران 1981م، هاجم الطيران الصهيوني بشكل مفاجئ بسرب طائرات إف-16 وبمرافقة من قبل طائرات إف-15 إيجل، منطلقة من قاعدة سيناء (كانت تحت سيطرتهم) وعبر أراضي المملكة السعودية ووصولاً للعراق، وقامت بتدمير مفاعل نووي (المسمى بمفاعل تموز 1 وتموز 2) على بعد 17 كيلومتر من جنوب شرق بغداد.