أوجعتها المقاطعة.. انتفاضة رفض بالعالم الإسلامي وفرنسا تناشد بوقف الحملة وماكرون يغرد بالعربية

- ‎فيتقارير
GRANSEE, GERMANY - JUNE 29: French President Emmanuel Macron gives a joint press conference with German Chancellor Angela Merkel after talks in the grounds of Schloss Meseberg on June 29, 2020 in Gransee, Germany. The German Chancellor and French President met to discuss European Union funding during the Coronavirus pandemic. (Photo by Kay Nietfeld - Pool / Getty Images)

 

ناشدت فرنسا دول الشرق الأوسط، اليوم الأحد، وقف حملات المقاطعة لمنتجاتها، مضيفة أنها صادرة من "أقلية راديكالية".

 وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان إن الأيام الماضية شهدت انتشار حملات في عدد من دول الشرق الأوسط لمقاطعة المنتجات الفرنسية، ودعوات للتظاهر ضد فرنسا بسبب نشر رسوم كاريكاتيرية مسيئة للنبي محمد.

وأضاف البيان "دعوات المقاطعة هذه لا أساس لها ويجب أن تتوقف على الفور وكذلك جميع الهجمات ضد بلدنا والتي تدفعها أقلية متطرفة".  

 وزعم البيان أن "الدعوات إلى المقاطعة عبثية ويجب أن تتوقف فورا، وكذلك كل الهجمات التي تتعرض لها بلادنا والتي تقف وراءها أقلية راديكالية".

 

تغريدة باللغة العربية

وغرد سيء الذكر ماكرون باللغة العربية، اليوم الأحد، قائلا "ما من شيء يجعلنا نتراجع، أبداً. نتعلق بالحرية، ونضمن المساواة، ونعيش الإخاء بزخم. تاريخنا تاريخ النضال ضد كل أشكال الطغيان والتعصب. وسنستمر".

وأضاف "نحترم كل أوجه الاختلاف بروح السلام. لا نقبل خطاب الحقد وندافع عن النقاش العقلاني. وسنستمر. سنقف دوماً إلى جانب كرامة الإنسان والقيم العالمية".

 وجاءت حملات المقاطعة بعد تصريحات للرئيس إيمانويل ماكرون عن الإسلام أثارت انتقادات وتظاهرات ودعوات إلى مقاطعة السلع الفرنسية في العالم الإسلامي.

وشهدت فرنسا خلال الأيام الماضية، نشر صور ورسوم مسيئة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، على واجهات بعض المباني.

وإضافة إلى الرسوم المسيئة، تشهد فرنسا، مؤخرا، جدلا حول تصريحات قسم كبير من السياسيين تستهدف الإسلام والمسلمين، عقب حادثة قتل مدرس في 16 أكتوبر الجاري، على يد مواطن فرنسي غضب من قيام الأخير بعرض رسومات كاريكاتيرية "مسيئة" للنبي محمد، على طلابه، بدعوى حرية التعبير.

 وتواصلت، الأحد، الإدانات العربية لتصريحات الرئيس الفرنسي "المسيئة" للإسلام والنبي محمد، والتي ترافقت مع دعوات متصاعدة لمقاطعة المنتجات والسياحة الفرنسية.

 

الإخوان المسلمون

وفي بيان للإخوان المسلمين، قال إبراهيم منير نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين إن عدوان الرئيس الفرنسي ماكرون الأخير هو من قبيل ما تفرضه المنافسات الحزبية الداخلية ويبتعد عن الحقائق العلمية والتاريخية.

وقال "منير" نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في رسالة إلى إيمانويل ماكرون إن حديثه يأتي في "إطار سياسات بعض الدول التي تحكمها عوامل خارجية، وما تفرضه المنافسات الحزبية الداخلية، بعيداً عن الحقائق العلمية والتاريخية، وبعيدا عن ردود الفعل السلبية التي تعلمها باليقين الأجهزة المختصة". ودعا ماكرون إلى أن يكون الحديث عن الإسلام -كآخر الديانات السماوية- بصورة تراعى مشاعر أكثر من اثنين مليار مسلم.

 

الأزهر يتحرك

في مصر، قال شيخ الأزهر أحمد الطيب، في بيان "نشهد الآن حملة ممنهجة للزج بالإسلام في المعارك السياسية، وصناعة فوضى بدأت بهجمة مغرضة على نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم".

 وأضاف "لا نقبل بأن تكون رموزنا ومقدساتنا ضحية مضاربة رخيصة في سوق السياسات والصراعات الانتخابية".

وتابع "أقول لمن يبررون الإساءة لنبي الإسلام: إن الأزمة الحقيقية هي بسبب ازدواجيتكم الفكرية وأجنداتكم الضيقة"، داعيا إلى "عدم تأجيج الصراع باسم حرية التعبير".

 

المقاطعة بالأردن وفلسطين

وفيما أصرت هيئة كبار العلماء السعودية على التلميح للمسلمين بالخطأ بقولها في البيان الذي أصدرته اليوم، إن "الإساءة للأنبياء لا تمت لحرية التعبير بصلة وخدمة مجانية للمتطرفين"، استمر موقف الأردن الرافض للتطبيع؛ حيث اعتبر وزير الأوقاف محمد الخلايلة، أن الإساءة للنبي محمد وللأنبياء جميعا "ليست حرية شخصية وإنما جريمة تشجع على العنف".

 وأضاف "الخلايلة" في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الأردنية الرسمية "بترا"، أن "هذه الإساءة غير المقبولة، تولد العنف وخطاب الكراهية، وهي اعتداء صارخ وجريمة بحق الأديان والمعتقدات والإنسانية جمعاء".

 وفي قطاع غزة، دعا رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، ماكرون إلى "التوقف عن سياسة الإساءة للإسلام والتحريض عليه".

كما طالبه في بيان، بـ"وقف التعرض للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وعدم المساس بمشاعر المسلمين على مستوى العالم".

 بينما قالت حركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية، في بيان، إن استخفاف ماكرون بمشاعر المسلمين "إمعان في العنصرية والتطرف".

وأضافت "ما يصدر عن رئيس فرنسا من تفوهات بذيئة وتصريحات عنصرية بحق الإسلام والمسلمين، يوجب على الأمة الإسلامية، وعلى علمائها خاصة، الوقوف وقفة عز لنصرة نبيهم والدفاع عن دينهم، ووضع حد لحقد وعنصرية ماكرون ومن يحذو حذوه".

 

استنكار لبناني وجزائري

وفي لبنان، استنكر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى (رسمي)، الإساءة الفرنسية للإسلام ونبيه محمد عليه الصلاة والسلام.

وذكر بيان صادر عن رئيس المجلس، الشيخ عبد الأمير قبلان، أن "التعنت الفرنسي الرسمي بنشر رسوم مسيئة للنبي محمد، في موقف غير مسؤول يفتقر الى الحكمة ويغذي العنصرية وينافي كل التعاليم الدينية".

وأضاف البيان، أن هذه الإساءة "عدوان موصوف لا يقبله عقل ولا دين، فضلا عن معارضته حرية الرأي والتعبير التي تقف عند احترام حرية معتقدات الآخرين وتقديس رموزهم".

وفي الجزائر، دعا المرشح الرئاسي السابق، رئيس حركة البناء الوطني (إسلامية)، عبد القادر بن قرينة، السياسيين في فرنسا إلى "كبح تهور ماكرون وحكومته بشن حملات ضد الإسلام والمسلمين لتغطية الفشل الداخلي".

وحذر بن قرينة في بيان، من "أي مساس بمقدسات الأمة الإسلامية وما ينجر عنه من انعكاسات على مصالح فرنسا في ساحات الأمة الإسلامية، الاقتصادية والثقافية".

 

مطالبات باليمن والمغرب

وفي اليمن، طالبت جماعة "الحوثي"، بقطع العلاقات الدبلوماسية مع فرنسا وطرد سفرائها من البلدان الإسلامية.

ودعا رئيس ما تعرف بـ"اللجنة الثورية العليا" للحوثيين، محمد علي الحوثي، في تغريدة، إلى اجتماع إسلامي، لإيصال موقف الرفض للأفعال المسيئة التي ترتكب (من قبل فرنسا) بتوجيهات رسمية".

 وتصدر وسم "مقاطعة المنتجات الفرنسية" قائمة الأعلى تداولا على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" في المغرب، منذ الجمعة، وتفاعل معه الآلاف، بينهم مثقفون ومفكرون وأكاديميون.

 كما غيّر الآلاف من النشطاء صورهم الشخصية على موقعي تويتر وفيسبوك وغيرهما، وأضافوا إليها اسم "محمد رسول الله"، في تعبير عن رفض الإساءة للنبي محمد والدين الإسلامي.

 وشددت حركة "التوحيد والإصلاح"، على أن محاولات الإساءة المتكررة في فرنسا للدين الإسلامي، "مرفوضة".

وقالت الحركة، في بيان، إنها تستنكر وترفض هذه الإساءة وكافة التعبيرات التي من شأنها الإساءة للأديان وازدراء رموزها.

 في السياق، قال بيان لحزب "الاستقلال" (ثاني أكبر أحزاب المعارضة): "الحزب يتابع بقلق شديد التطورات الأخيرة التي تشهدها فرنسا، والمنحى الخطير التي اتخذته ردود الفعل ضد الإسلام والمسلمين وتصاعد موجة الإسلاموفوبيا".

 

مظاهرة في تونس وإدانة ليبية وباكستانية

تظاهر مئات التونسيين، الأحد، جنوب شرقي البلاد، مندديين بتصريحات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تدعم إعادة نشر الرسوم المسيئة إلى نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم.

وخرجت مسيرة في ولاية تطاوين المعروفة بالتظاهرات الفئوية. ورفعت المسيرة شعارات بينها "إلا رسول الله"، و"فداك يا رسول الله"، وسط هتافات من المتظاهرين تهاجم ماكرون.

وفي ليبيا، أدان عضو المجلس الرئاسي محمد زايد، في تدوينة عبر فيسبوك، تصريحات ماكرون. مؤكدا أن "مكانة النبي محمد، لن تمسها تصريحات حاقدة، ولا رسوم تافهة".

كما طالب المجلس الأعلى للدولة في ليبيا مجلس الوزراء بتجميد الاتفاقيات الاقتصادية مع فرنسا على خلفية الإساءة للرسول الكريم.

بدوره، اتّهم رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان الرئيس الفرنسي "بمهاجمة الإسلام".

وقال عبر تويتر إنه كان بإمكان ماكرون أن "يضمد الجراح ويحرم المتطرفين من استغلال الفرصة بدلاً من خلق مزيد من الاستقطاب والتهميش الذي يؤدي حتماً إلى التطرف".