إعلام البلاعات.. المذيعات المصريّات نموذجًا

- ‎فيلن ننسى

أثارت المذيعة ريهام سعيد عاصفة من الجدل، عقب سخريتها من أصحاب الوزن الزائد خلال برنامج “صبايا” الذي تقدمه على شاشة قناة “الحياة”.

يذكر أن ريهام سعيد عادت لتقديم برنامجها الجديد “صبايا”، مع بداية شهر أغسطس الحالي، بعد غياب بسبب مرضها.

وقالت ريهام، في مقطع فيديو: “الناس البدينة ميتة وتشوه المنظر.. عبء على أهلها وعبء على الدولة”، قبل أن تطلق مقطع فيديو عبر حسابها على موقع التوصل الاجتماعي “إنستغرام” لتبرير تنمرها على أصحاب الوزن الزائد، وتؤكد أنها تتبنى حملة قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي لمواجهة السمنة.

وقالت ريهام، في مقطع الفيديو: “الريس السيسي عمل مبادرة علشان الناس تخس واتعمل عليها كوميكس وده جهل”. واتّهمت منتقديها بالانتماء للإخوان المسلمين.

وكان السيسي قد أعلن قبل نحو عام، عن أن “25 بالمئة من الشعب المصري وزنهم طبيعي، فيما يتمتع الباقون بوزن زائد أو يعانون من السمنة أو السمنة المفرطة”، مضيفا: “ما يمكن أن يتحول إلى أمراض تؤذي الناس، وعبء على أجهزة الجسم، وهذه أرقام كبيرة وضخمة”.

من جانبها أعلنت قناة “الحياة” عن وقف برنامج “صبايا”، فيما أصدرت نقابة الإعلاميين قرارا بمنعها من مزاولة أي نشاط إعلامي لحين توفيق أوضاعها القانونية مع النقابة.

سقطة ريهام سعيد لم تكن الأولى أو الوحيدة، بل سبقها مذيعون ومذيعات كثر، وها هم اليوم يطلّون يوميًا على الشاشة ويمارسون عملهم الإعلامي بشكل طبيعي معتمدين على نسيان المتفرج، ودعم السلطة لهم كلما تملّقوا لها و”طبّلوا” لسياساتها وكرّروا رسائلها وتبنّوا حملات السيسي وتوجيهاته.

في التقرير التالي نرصد أبرز سقطات المذيعات في بلاعة إعلام الانقلاب.

فتاة المول

في 27 أكتوبر عام 2015 استضافت ريهام سعيد في برنامجها السابق “صبايا الخير”، الذي كان مُذاعا على قناة “النهار” الفضائية، فتاة تُدعى سميّة، وقالت إنها تعرضت للاعتداء البدني في أحد مراكز التسوق بالقاهرة.

وعرضت “سعيد” في نهاية فقرتها صورًا شخصيّة لسمية، ضمن خطاب يُبرِّر تعرُضها للاعتداء والتحرش، ويُرجِعه إلى الضحية نفسها استشهادا بالصور المعروضة لحياة “سمية عبيد” الشخصية وسلوكها، والتي عُرِضت بدون إذنها أو علمها، بحسب تصريحاتها.

وأثارت الواقعة غضبًا ورفضًا واسعين في وسائل التواصل الاجتماعي، وأطلق نشطاء حملات مقاطعة واسعة للشركات المعلنة والراعية للبرنامج؛ وأسفرت عن وقف المعلنين رعاية البرنامج، وقرار القناة بإقالة ريهام سعيد ووقف برنامجها.

لكن غياب ريهام لم يطل فعادت، وها هي تستمرّ بتقديم برنامجها حتى اليوم (قبل قرار القناة والنقابة)، مع استمرارها بالتدخل بالحياة الشخصيّة لضيوفها، وتوجيه الإساءات لفئات واسعة من الناس، وممارسة التنمّر ضدّهم.

تم الإرسال من جهاز سامسونج

وفي 18 يونيو الماضي، وقعت المذيعة نهى درويش، المذيعة على قناة “إكسترا نيوز”، في خطأ فادح وهي تقرأ بكل جدية تصريحات مصدر طبي مسئول حول وفاة الرئيس الشهيد محمد مرسي، تقول: “.. وقد أكد المصدر أنّ جميع الوثائق التي تؤكد تقديم الرعاية الصحية له موجودة وسيتم تقديمها للجهات المعنية، وتم الإرسال من جهاز سامسونج”، وهو ما يؤكد أن الإعلام يسير وفق سياسة الإملاءات الأمنية والأوامر الحكومية .

المؤرخ والباحث

وفي أكتوبر 2017، أنهت مروج إبراهيم، المذيعة بقناة CBC Extra حلقة برنامجها عقب مشادة كلامية مع ضيفها المؤرخ المصري عاصم الدسوقي.

كان موضوع الحلقة يدور حول مناقشة تصريحات الكاتب والروائي المصري يوسف زيدان، حول الزعيم الراحل أحمد عرابي، عندما اتهم المؤرخ المصري المذيعة بـ”عدم النضج”، بسبب ما اعتبره “عدم إلمام بالموضوع وتفاصيله وعدم قدرتها على التمييز بين المؤرخ والباحث”.

المشكلة وقعت عندما سأل الدسوقي المذيعة “أنت مش عارفة الفرق بين المؤرخ والباحث”. فردت المذيعة بالقول: “أنت جاي تختبرني! أنا مذيعة وأنا اللي بدير الحوار وأنت جاي تقول كلام معين، أنا عارفة الفرق ومش دوري أني استعرضه ودورك أنك تجاوبني على أسئلتي ولا يجب شخصنة الحديث”.

وردّ المؤرخ: “أسئلتك مش ناضجة وأنتِ مش عارفة تسألي، وأنتِ مش عارفة تميزي بين المؤرخ والباحث”. لتنهي المذيعة الحلقة بـ”مع احترامي الكامل لك كنت حابة نستفيد من علمك، لكن واضح أن حضرتك مش عايز تكمل الحلقة ودة أمر يرجع لك، وأقول على الهواء نحن كإعلاميين لسنا متخصصين في أي موضوع نناقشه، سواء أكان في مجال الآثار أو التاريخ أو غيره، نحن كإعلاميين لا ندعي العلم ولا المعرفة، وجبنا أهل العلم بس مش عايزين يجاوبونا”.

أحدث ذلك بلبلةً واسعة في الوسط الإعلامي وعلى مواقع التواصل في مصر، لكنّ “إبراهيم” استمرّت في عملها، بل إنّها في العام التالي كانت تقدم الجلسة الافتتاحية لـ”منتدى شباب العالم” في نسخته الثانية.

الأهرام المكسيكي والطفلة العبقرية

المذيعة إيمان الحصري لم تكن أسعد حظا من سابقتها، حيث وقعت في سبتمبر2017 في خطأ فادح، عندما استضافت على شاشة البرنامج المذاع على قناة “دي إم سي” الفضائية سيدة وابنتها، بادعاء أنها “طفلة عبقرية”، واضطرت على إثره لتقديم اعتذار رسمي.

وخلال الحلقة، قالت والدتها إنها تستطيع أن تجري عمليات حسابية معقّدة في رأسها من دون الاستعانة بورقة أو قلم أو مساعدة، قبل أن تسألها بالإنجليزية ما معناه “20 + 10” لتصمت الطفلة برهةً قبل أن تجيب “30”.

وعقب انتشار موجة من السخرية على مقطع الفيديو، خرجت الحصري باعتذار عبر حسابها الخاص على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.

أيضا سبقتها سقطة إعلامية أخرى، عندما كانت الحصري تقدم برنامجًا على قناة “المحور” المصرية، وتحدثت عن واقعة مقتل اثني عشر شخصًا، وإصابة عشرة آخرين من المصريين والمكسيكيين، بعد إطلاق قوات الأمن المصرية النار على سيارات الدفع الرباعي التي كانوا يستقلونها في إحدى مناطق الصحراء الغربية في منتصف سبتمبر عام 2015.

ونقلت الحصري عن صحيفة إلكترونية ساخرة باسم “الأهرام المكسيكي” خبرا يزعم أن الرئيس المكسيكي قال إنه “يتفهم دوافع مصر لقتل السيّاح المكسيكيين، وتساءل عن دوافع السيّاح الحقيقية للذهاب إلى المنطقة التي تم قتلهم فيها”.

وجاء في الخبر الذي نشرته الصحيفة الساخرة على موقعها الإلكتروني: “صرّح مصدر رئاسي من العاصمة المكسيكية (ريو دي جانيرو) تفهّم المكسيك رئاسةً وحكومةً وشعبًا وجيشًا وشرطةً لموقف السلطات المصرية، وأن لمصر كافة الحقوق للدفاع عن أراضيها ضد أي إرهابٍ محتمل أو أي سائح بدون تصريح انتظار”.

وبرغم أن الرئيس المكسيكي ليس اسمه (إنريكي أخلاسيوس) ولا عاصمة المكسيك هي (ريو دي جانيرو)، إلا أن أحدًا لم يلتفت أو يأخذ أيّ إجراء.

إعلام الصراصير

المذيعة دينا رامز، التي تقدم برنامجًا حواريًّا على قناة “صدى البلد” الفضائية، هاجمت حركة حماس الفلسطينية خلال برنامجها؛ تعليقًا على الأخبار المتداولة عن اختطاف 4 من عناصر حركة حماس الفلسطينية داخل الأراضي المصرية عام 2015، قائلة “الصراصير نحتسبهم حركة حماس، التي خرجت علينا أمس بصريحات تؤكد أن لديهم معلومات أمنية خاصة باختطاف 4 من عناصرها في مصر، ثم خرجت كتائب القسام ببيان قبيح أعلنت فيه أن اختطاف عناصرها ينافي الأعراف الدولية، وهذه العملية لن تمر مرور الكرام.. لا حقيقي خُفت وحاسة بقلق”.

وأضافت: “أنا بقى كمواطنة مصرية أرد على حماس وأقولها: فكروا كدا بس اتمشوا ناحية الحدود المصرية، فسيكون الرد موجعا وفي أماكن حساسة”، ثم صمتت برهة لعلّ مشاهدها يفهم ماذا تقصد بـ”الأماكن الحساسة”، ثم واصلت فقرتها: “الصراصير عندنا يا بتترش.. يا بتضرب بشبشب.. زنوبة، وبودرة”.