إعلام العسكر.. بين الارتباك والتخبط ومحاولة شيطنة حراك 20 سبتمبر

- ‎فيتقارير

 تنوعت محاولات إعلان العسكر لتشويه حراك 20 سبتمبر الذي دعا له المقاول والفنان محمد علي للطالبة برحيل عبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري.

في البداية زعمت أذرع السيسي الإعلامية انه لا توجد احتجاجات وأطلقت اللجان الإلكترونية للسيسي وسم #محدش_نزل، ثم أعلن النائب العام عن إطلاق سراح 70 طفلا ممن شاركوا في أعمال الشغب، ثما عادت كتائب السيسي الإلكترونية وأطلقت هاشتاج #ثورة_الجلاليب للسخرية من احتجاجات القرى والريف ضد السيسي.

ومرت صدمة النظام من احتجاجات 20 سبتمبر بثلاث مراحل؛ الأولى الإنكار والثانية الاعتراف والثالثة محاولة التشويه والشيطنة للتظاهرات عن طريق الأذرع الإعلامية للسيسي.

الإعلامي الانقلاب عمرو أديب تراجع عن تصريحاته المنكرة لخروج تظاهرات وعاد وصرح بأن ما يهمه ليس خروج تظاهرات ولكن ما يهمه هو حل مشاكل الناس، أما وائل الإبراشي فحاول شيطنة التظاهرات والزعم بأنها ممولة من جماعة الإخوان المسلمين، أما محمد الباز فتحدث عن نغمة دور الحكومة في تهدئة واستيعاب التظاهرات، بينما ركز نشأت الديهي على فكرة شيطنة التظاهرات ونسبتها إلى جماعة الإخوان متجاهلا الغضب الشعبي الهادر ضد سياسات السيسي.

ورأى الكاتب الصحفي أبو المعاطي السندوبي أن السيسي يمر بأزمة شديدة ويعاني حالة تخبط ويسعى بكل قوة لتشويه هذه الاحتجاجات وشيطنتها، وهو ما يشير إلى وجود حالة ارتباك شديد في أجهزته الإعلامية وفشلها في وضع سياسة إعلامية للتعامل مع التظاهرات الغاضبة.

وأضاف السندوبي في حواره مع برنامج وسط البلد على قناة "وطن" أن أذرع السيسي الإعلامية جميعهم مرتزقة يتلقون تعليماتهم من أجهزة الأمن لتوصيل رسالة للمشاهدين بأن هذه التظاهرات لن تؤثر على مكانة السفاح السيسي وأن هذه التظاهرات لمطالب فئوية في بعض القرى مثل أطفيح وغيرها وتشتيت الانتباه العام عن المعركة الرئيسية بين الشعب والسيسي.

وأوضح السندوبي أن إعلام الانقلاب يحاول جر الشعب والمعارضة إلى معركة جانبيه مع إعلام المرتزقة ومجموعة المنتفعين والابتعاد عن المعركة الحقيقية مع السفاح السيسي، محذرا إعلام المعارضة من الانزلاق في هذه المعركة، مطالبا الإعلام بأن يكون لسان حال الثورة وحلقة الوصل بين الثوار والمعارضة. مشيرا إلى أن ضرورة تعميق الوعي بقضية الأطفال الصغار جيل "البلاي استيشن" الذين يشاركون في تظاهرات ضد السيسي، وأيضا كيف تحول الريف المصري إلى قيادة التظاهرات ضد النظام وتصدر المشهد، وكيف يمكن استعادة الزخم الثوري في المدن والهروب من القبضة الأمنية.

ولفت إلى أن السيسي بدأ في التراجع عن قراراته والانحناء التكتيكي أمام ضغط التظاهرات وأصدر قرارا بمد فترة التصالح حتى نهاية شهر أكتوبر، وأعلن حزب مستقبل وطن الذراع السياسي للسيسي تكفله بدفع غرامات التصالح لـ 27 ألف منزل في محاولة لتهدئة التظاهرات في القرى والريف ومنع امتداد الموجة الثورية إلى المدن.

وتابع السندوبي: "السيسي لا أمان له ويريد ذبح الشعب المصري لكنه يرى أن الوضع ليس في صالحه فلجأ إلى تهدئة المواطنين بالكلام وليس بالفعل لأنه يريد تهدئة الموجة ومن ثم العودة للبطش بالشعب، وفي غياب المعارضة الحقيقية في مصر يجب أن تلعب قنوات المعارضة في الخارج دور القيادة لهذه التظاهرات وتوجيهها على الأرض والعمل على انضمام المدن لها"، واختتم "يجب على قنوات المعارضة أن تناقش التظاهرات من منظور ثوري وليس للتغطية الخارجية".