إعلان إثيوبيا التحرك ضد مصر.. يفضح صمت النعاج للسيسي

- ‎فيتقارير

في ظل عجز مخزٍ تواصل السلطات الانقلابية بمصر العجز في التعامل مع الملف الاستراتيجي لمصر المتعلق بسد النهضة، الذي بدأت بالفعل في ملئه وتجربة 2 من التوربينات الكهربائية، دون توقيع أي اتفاق أو تشاور في استفزاز مهين لمصر، مهددة تارة بالعمل العسكري المضاد، وبالتصرف كما تشاء بمسار النيل الذي حولته لمجرد بحيرة.. وحيد في التعامل مع الملف الأخطر بتاريخ مصر وسكانها وأرضها.

مؤخرا دعا وزير الخارجية الإثيوبي "جيدو أندارجاشيو"، الدبلوماسيين في الخارج إلى تكثيف جهودهم لإيضاح سياسة البلاد حول سد النهضة، و"الكشف عن هيمنة مصر والدعاية الكاذبة ضد حق إثيوبيا في استخدام المياه".

وقال وزير الخارجية في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية، إن التنمية المستقبلية للبلاد ستعتمد كثيرا على مواردها المائية، والدبلوماسية النشطة حول الاستخدام العادل لمياه نهر النيل. مصيفا أن سد النهضة هو المشروع الرائد في إثيوبيا والذي وصل إلى مرحلته من خلال الدبلوماسية والمشاركة العامة النشطة في جميع أنحاء البلاد.

وأشارت الوكالة إلى أن الوزير الإثيوبي، شدد على أن "الجهد الدبلوماسي لا يزال منخفضا في تغيير الوضع الراهن في حوض النيل بشكل فعال، والكشف عن هيمنة مصر والدعاية الكاذبة ضد حق إثيوبيا في استخدام المياه".

وأوضح أن الدبلوماسيين الإثيوبيين يجب أن "يكونوا في الصدارة لتعزيز قوة التفاوض الحازمة للبلاد من أجل الحفاظ على مبدأ الاستخدام العادل والمعقول بين الدول المشاطئة لنهر النيل". وبين أن البلاد تعيد تنشيط نهج دبلوماسي جديد من خلال إشراك مختلف أصحاب المصلحة، بما في ذلك الدول المشاطئة الأخرى لدول حوض النيل.

اتفاق المبادئ يا سيسي!
وفي سياق خيبة السيسي وتسببه في الوصول بالأمور إلى مرحلة الكارثة، أعاد رئيس الوزراء الإثيوبي السابق "هايلي ماريام ديسالين"، تذكير عبدالفتاح السيسي، باتفاقية "إعلان المبادئ" الموقعة عام 2015 ، مؤكدا أنها نصت على أن الملء الأول لسد النهضة سيكون بالتوازي مع التشييد.

وقال "ديسالين" في مقابلة مع فضائية "الجزيرة" (تبث لاحقا)، إن مصر أبرمت الاتفاقية وهي تعلم ذلك، وأضاف أن اتفاقية إعلان المبادئ، التي وقعت وسد النهضة في طور الإنشاء، أكدت أن الملء الأول للسد سيكون بالتوازي مع التشييد.

ووقّع السيسي والرئيس السوداني المخلوع "عمر البشير"، ورئيس وزراء إثيوبيا "هايلي ماريام ديسالين"، خلال قمتهم بالخرطوم، في مارس 2015، وثيقة إعلان المبادئ لسد النهضة، وتعني ضمنيا الموافقة على استكمال إجراءات بناء السد، مع احترام الاحتياجات المائية للدول الثلاثة الموقعة على الاتفاق.

استبعاد الحرب

واستبعد "السيسي" خيار الحرب، قائلا إن بلاده تتفاوض بشأن سد النهضة، وأن التفاوض معركة ستطول. وأضاف أن التفاوض الآن يجري على ملء وتشغيل السد بسبب الفترات الصعبة التي قد يأتي فيها الجفاف.

وهكذا تفتضح محاولات السيسي تحميل مسئولية المآلات الكارثية التي تنتظرها مصر مع سد النهضة، وما يسببه من خسارة مصر سنويا نحو 25 مليار متر مكعب من المياه، وخسارة نحو ضعف مساحة الدلتا سنويا، وخسارة نحو 40 مليون وظيفة، وهجرة الملايين إلى خارج مصر بحثا عن عمل، وغيرها من الكوارث، التي حاول السيسي مرارا التهرب منها، نحو تحميلها للثورة الشعبية في يناير 2011، وتارة أخرى للمعارضين، مع أن مَن وقّع اتفاق السد هو السيسي وحذر من التوقيع ملايين الوطنيين والمعارضين ورافضي الانقلاب العسكري، الذين زج بهم بالسجون بسبب تلك المواقف، التي ستدفع مصر كلها ثمنها من حياتها واستقرارها.. بفعل نعاج الانقلاب العسكري، الصامتين الجبناء النعام الذين لا يجيدون دور الأسد إلا على شعبهم والمدنيين!