احتجاجات لليوم السادس في مصر.. هل هي إرهاصات لثورة جديدة؟

- ‎فيتقارير

شهدت محافظات عديدة في مصر تظاهرات تندد بتردي بالأوضاع الاقتصادية وهدم المنازل في إطار احتجاجات مستمرة منذ 6 أيام. حيث اندلعت نحو  150 مظاهرة في أنحاء مصر تطالب برحيل قائد الانقلاب "بلحة" فورا. 

واستشهد شاب على الأقل في البليدة بالعياط، فيما تواترت أنباء عن استشهاد آخر وإصابة 10 بإصابات متفاوتة بعد هجوم قوات أمن الانقلاب على مظاهرة أهالي البليدة بالعياط.

وقطع متظاهرون الطرق في نحو 10 مناطق منعا لوصول ميلشيات الانقلاب من الوصول إلى المتظاهرين، كما اعتقلت سلطات الانقلاب عشرات الأشخاص استباقا لدعوة التظاهر في جمعة الغضب وأطلقت الخرطوش وقنابل الغاز على المتظاهرين. فما دلالات استمرار المظاهرات في مصر لليوم السادس على التوالي للمطالبة برحيل السيسي رغم الإجراءات الأمنية المشددة في مواجهتها؟ وما المسارات التي يمكن أن تتخذها هذه الاحتجاجات في حال إصرار النظام على مواجهتها أمنيا؟

مظاهرات حاشدة 

لليوم السادس على التوالي ورغم الإجراءات الأمنية المشددة والحشد الإعلامي المستمر ضد المتظاهرين شهدت محافظات مصرية عدة خروج تظاهرات تندد بتردي الأوضاع المعيشية وهدم المنازل، ففي محافظة الجيزة والمنيا وقنا والأقصر ودمياط وقنا ردد متظاهرون خرجوا نهارا لأول مرة منذ سنوات هتافات تؤكد مشروعية مطالبهم وتندد بالسياسات النظام. فيما خرجت عشرات المظاهرات الليلية في معظم المحافظات.

ويأتي هذا رغم اعتقال السلطات بحسب ما أكدته مصادر عشرات الأشخاص من منازلهم صباح الجمعة على خلفية دعوات للتظاهر في جمعة الغضب، وأكدت المصادر ذاتها نشر تعزيزات أمنية مشددة في محافظات القاهرة والإسكندرية والسويس، كما أن وسائل إعلام الانقلاب ذكرت أن قوات أمن الانقلاب اعتقلت مجموعة من الأشخاص حاولوا قطع طريق الأتوستراد في محافظة القاهرة.

وفي إطار ملاحقة سلطات أمن الانقلاب للمتظاهرين يوم الجمعة قالت مصادر صحفية إن قوات الأمن اعتقلت عشرات منهم في محافظتي الجيزة ودمياط كما أطلقت الخرطوش وقنابل الغاز المسيل للدموع على تظاهرات في الجيزة والأقصر ودمياط. وأضافت المصادر أن اشتباكات وقعت في دمياط بين قوى الأمن والمتظاهرين.

تحدي فتح الميادين

ومن جانب آخر طالب الفنان محمد علي قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري بفتح الميادين العامة أمام المتظاهرين، كما طالب في شريط مسجل نشرته على صفحته بفيس بوك بالإفراج عن المعتقلين ووقف هدم العقارات المخالفة وإيقاف العمل بقانون المصالحات بشكل فوري.

الدكتور ثروت نافع عضو لجنة الدفاع والأمن القومي في برلمان 2012، قال إن التظاهرات التي خرجت في جمعة الغضب تعبر عن حجم الغليان والغضب داخل المجتمع المصري كما تشير إلى اتساع شريحة الغاضبين من نظام عبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري نتيجة تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.

وأضاف نافع في مداخلة هاتفية لبرنامج ما وراء الخبر على قناة الجزيرة، أن الغضب يكمن يوما بعد وعدم وجود حلول سياسية داخل النظام يقود إلى لحظة انفجار قادمة لا محالة، وما يحدث الآن إرهاصات لثورة جديدة تبدأ بمطالب فئوية وشعور بالضغط ومطالب اقتصادية. موضحا أن قيام ثورة حقيقة في مصر لن يحدث بهذه النخب السياسية البائدة والمعارضة البائسة الموجودة على الساحة منذ 2011 بل ستخرج بمعارضة جديدة وإفرازات لنخب جديدة يشعر الشارع أنها تعبر عنه.

القرارات الخطأ

وأشار إلى أن أزمة الأنظمة السلطوية أنها تتخذ القرارات الخطأ في الوقت غير المناسب، وكان يجب على نظام السيسي أن يتراجع عن قانون التصالح، موضحا أن التعامل الأمني حتى الآن ليس مستفزا لكي ينضم ثوار آخرون للاحتجاجات الغاضبة.

ولفت إلى أن النظام لم يترك للمصريين متنفسا للتعبير عن غضبهم وأمم الحياة السياسية بشكل تام ولم يعد أمام المواطنين سوى الاحتجاج في الشارع متوقعا اتساع رقعة الغضب الشعبي حتى تأتي اللحظة التي لن تستطيع سياسة النظام سواء بالقمع الأمني أو التعامل السياسي في التعامل مع الغضب الشعبي.

بدوره، قال المحامي أسعد هيكل إنه لا ينبغي التقليل من المظاهرات التي خرجت في مصر على مدى 6 أيام، أو التهويل أيضا منها. مضيفا في مداخلة لنفس البرنامج، أن هناك قطاعا عريضا من الشعب المصري متضرر بسبب إزالة منازلهم وفرض غرامات عليهم، ومن ثم فإن المظاهرات تعبر عن "البعض" من هذا الشعب.

ورأى أن السلطة كانت تتوقع حالة الرفض هذه، لعملية هدم المباني المخالفة، مطالبا السيسي بالإفراج عن المعتقلين.