الدور الذي يليق ببلادي في ليبيا

- ‎فيمقالات

"آخر عك" أراها أفضل تعبير للوضع في ليبيا، وتلك الكلمة مصرية صميمة وللأسف الوضع في الدولة الشقيقة يقترب بسرعة من الوضع في سوريا حيث التدخل الخارجي لمناصرة هذا الطرف أو ذاك والصراعات الدولية هناك ومن يدفع الثمن هو الشعب المنكوب.

وكنت أحلم بأن يكون لبلادي دور مختلف عما نراه حاليا في ليبيا.
قادتني أحلامي إلى رؤية مصرية قادرة على جمع كل الأطراف الليبية المتصارعة في القاهرة تحت راية الجامعة العربية لوضع خطة للصلح الشامل، وكيفية إعادة الأمن والاستقرار.
واستيقظت على كابوس حين رأيت مصر الحلوة متورطة في الصراع هناك بينما دولة مثل الجزائر تقوم بالدور الذي كان ينبغي لبلادي أن تقوم به.

وأشرح ما أعنيه قائلا إن ليبيا اليوم منقسمة إلى معسكرين؛ شرق ليبيا بقيادة المشير "خليفة حفتر"، وتسانده الإمارات والسعودية ومصر وروسيا من خلال مجموعة عسكرية ضخمة اسمها "فجنر"، وتملك طائرات مقاتلة وهي الذراع العسكري لروسيا في إفريقيا. وفي المقابل نجد غرب ليبيا وعاصمتها طرابلس، بقيادة "فايز السراج"، وفيها الحكومة المعترف بها دوليا، فهي التي تمثل ليبيا في الأمم المتحدة وتملك معظم السفارات حول العالم.

ويلاحظ أن الإعلام المصري لا يأتي أبدا على هذه السيرة بل يكتفي فقط بالقول إنهم مجموعة من العصابات والمرتزقة!! وهذا بالطبع يدخل في دنيا العجائب.

والوضع في ليبيا شهد تدهورا حادا في السنة الماضية عندما حاول "المشير حفتر" الذي يقيم حكما عسكريا في شرق ليبيا السيطرة على بلاده كلها فزحف إلى غرب البلاد وحاصر العاصمة طرابلس وكاد أن يدخلها لولا النجدة التركية لحكومة "فايز السراج".

وبعد التدخل التركي تغيرت الأوضاع العسكرية على الأرض، ومنيت قوات "حفتر" بهزائم عدة اضطرها إلى الانسحاب من كل المدن والقواعد العسكرية التي احتلتها وهي في طريقها إلى الغرب الليبي. وتراجعت قوات حفتر حتى استقرت في"سرت" في وسط البلاد وتبعد ألف كيلومتر عن الحدود المصرية وكذلك في منطقة"الجفرة". وحاليا تحاصر قوات الغرب الليبي المنتصرة هذه المناطق تمهيدا لاقتحامها والاستيلاء عليها.

والجدير بالذكر أن "سرت" بالذات لها أهمية خاصة والاستيلاء عليها يفتح الباب للسيطرة على حقول النفط الغنية بل والزحف إلى "بني غازي" عاصمة الشرق الليبي.
ومن هنا قال السيسي "سرت خط أحمر". وسارعت القبائل الموالية للمشير حفتر إلى طلب التدخل المصري مباشرة بعدما فشل الدعم المقدم من الإمارات والسعودية ومصر، وميليشيا "فاجنر" الروسية.

وحاليا نجد دورا نشطا من الجزائر وبعض الدول الأوروبية التي تقف على مسافة واحدة من الطرفين في ليبيا مثل إيطاليا وألمانيا التي نجحت في عقد مؤتمر دولي ببرلين قبل ما يقرب من سنة وشارك فيه السيسي وأردوغان. وتقف الأمم المتحدة وأمريكا وراء تلك الجهود والهدف وقف إطلاق النار ومنع الاقتتال بين الطرفين المتصارعين، ولهذا الغرض اتصل الرئيس ترامب بالرئيس التركي وقبله الرئيس المصري.

وأسألك: ألم يكن من الأفضل لبلادي دور مختلف يليق بها يختلف عما نراه حاليا، فتكون الأخ الأكبر لكل الليبيين بدلا من ترك هذا الدور لغيرنا ونتورط نحن في صراع خارج حدودنا؟؟ عجائب.