يحاول مطبلاتية نظام عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب الدموى إيهام الشعب المصرى بأن السيسي حقق إنجازا كبيرا بالقضاء على فيروس كورونا المستجد، وتزعم وزارة الصحة بحكومة الانقلاب ومستشار السيسي لشئون الصحة عوض تاج الدين تراجع الإصابات إلى أقل من 500 حالة يوميا وتزايد أعداد حالات التعافى من الفيروس، وأنه خلال أيام ستم الإعلان عن صفر إصابات.
وعلى نفس طريق التطبيل تعلن بعض مستشفيات العزل الصحى أنها لم تستقبل أية حالات منذ أيام بل قرر نظام السيسي إغلاق بعض هذه المستشفيات رغم أنها فى الواقع ترفض استقبال المصابين بكورونا وتطالبهم بعزل أنفسهم وتلقى العلاج فى المنزل وعلى حسابهم الخاص رغم أن السيسي كان قد أعلن عن تخصيص 100 مليار جنيه لمكافحة كورونا.
كانت بعض الدول العربية، خاصة لبنان والمغرب قد قررت إعادة فرض حالة الإغلاق العام مرة أخرى بعد تخفيف الإجراءات الوقائية والاحترازية للحد من تفشي الفيروس، وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، يوم الاثنين، عقب تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا، فرض حالة الإغلاق العام في جميع أنحاء البلاد. وقال وزير الصحة اللبناني: سيتم إقفال البلاد بشكل تام ابتداء من يوم الخميس 30 يوليو حتى الثالث من أغسطس ومن السادس من أغسطس حتى العاشر منه. وكشف فراس الأبيض، مدير مستشفى رفيق الحريري الجامعي أن منحنى الإصابات في الأيام الأخيرة يشير إلى تطورات مروعة، ما لم نغير المسار فإننا على شفا هاوية صحية أو اقتصادية أو كليهما.
فيما قررت المغرب منع التنقل من وإلى مجموعة من المدن المغربية بدءا من الساعات الأولى من صباح اليوم بسبب الارتفاع الكبير، في عدد الإصابات بفيروس كورونا. وأصدرت وزارة الداخلية بالتعاون مع وزارة الصحة، قرارًا بمنع التنقل من او إلى مدن مدن طنجة، تطوان، فاس، مكناس، الدار البيضاء، برشيد، سطات، ومراكش.
الصحة العالمية
من جانبهم حذر أطباء من أن فيروس كورونا يواصل انتشاره فى مصر، مؤكدين أن هناك موجة ثانية من الفيروس قد تبدأ بحلول الشتاء المقبل وستكون أشد شراسة من الموجة الحالية. وقالوا إن الامكانات المتوافرة فى المستشفيات غير كافية لعلاج المصابين أو اجراء التحاليل والمسحات والأشعة المطلوبة، مشيرين إلى أن نظام السيسي تبنى منذ البداية ما يعرف بمناعة القطيع أى أنه ترك المصريين يواجهون الفيروس اللعين بصدورهم عارية مما تسبب فى زيادة أعداد المصابين وتزايد حالات الوفيات.
وأكد تيدروس أدهانوم جيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أن جائحة كورونا مستمرة في التسارع، وهي أخطر حالة من حالات الطوارئ التي يتعرض لها العالم، حيث تضاعفت الإصابات خلال الأسابيع الستة الماضية. وقال جيبريسوس، إنه تم الإبلاغ عن ما يقرب من 16 مليون حالة لمنظمة الصحة العالمية وأكثر من 640000 حالة وفاة، ولا يزال الوباء يتسارع، مؤكدًا أنه سيجتمع في لجنة الطوارئ "لإعادة تقييم الوباء" وتقديم المشورة وفقًا لذلك كما هو مطلوب بموجب اللوائح الصحية الدولية.
دائرة الخطر
وحذر الدكتور علاء عوض، أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بمعهد تيودور بلهارس للأبحاث، من أن مصر لم تتجاوز خطر فيروس كورونا المستجد، مشددا على أننا مازلنا في دائرة الخطر طالما لا يوجد علاج نوعي للفيروس وطالما لا يوجد لقاح فعال وآمن حتى الآن، وبالتالي الشيء الوحيد الذي يُمكن أن نفعله الآن هو الوقاية. وأشار عوض في تصريحات صحفية إلى أن هناك ثلاثة محاور للوقاية، أولها التباعد الجسدي، والحرص على ارتداء قناع واق للوجه بشكل دائم، وغسل الأيدي بالماء والصابون أو المطهرات.
موضحا أن التباعد يأتي بتجنب التجمعات غير الضرورية والحفاظ على التباعد الجسدي مسافة متر على الأقل. وشدد على ضرورة تجنب التجمعات، لأنها تحمل عوامل خطورة، لافتا إلى أن أهم شيء في التباعد الجسدي هو تجنب التجمعات. وأكد عوض إن فكرة نقص الحالات المسجلة لا تعني أن الوباء بدأ طريق الانحسار، مطالبا بضرورة أن نتعامل على أننا في دائرة الخطر.
جائحة كورونا
وحذر الدكتور إبراهيم الزيات، عضو مجلس نقابة الأطباء من أن مصر لا تزال تعيش جائحة كورونا ولا بد من اتباع نفس الإجراءات الوقائية السابقة لأن "مفيش حاجه اتغيرت". وقال الزيات في تصريحات صحفية إن أعداد الإصابات بكورونا لم تنخفض ولكن عدد المسحات التي يتم إجراؤها هو الذي انخفض نتيجة تقييد عملية إجراء تحاليل الـ(PCR)، ولأن 80% من المصابين يعانون من أعراض خفيفة ومتوسطة ويخضعون للعلاج في المنزل دون إجراء مسحة.
ونصح المواطنين باتباع إجراءات التباعد الجسدي واستخدام وسائل الوقاية الشخصية وارتداء الكمامة، محذرا من أن أي تهاون معناه أنها تتحول من إصابات طفيفة لإصابات شديدة. وطالب الزيات المصريين بمواصلة كل الإجراءات الاحترازية لأن الجائحة لازالت موجودة كما هي.. وقال: "مفيش حاجه اسمها إن حد يتهاون التهاون ده معناه قاتل".
