جامعة “أبوالغيط” وعرّافة “عمرو أديب”

- ‎فيمقالات

مطبلاتي النظام الانقلابي "عمرو أديب"، الذي تعاقد معه "شوال الرز" بمبلغ 3.5 مليون دولار سنويًا، من أجل استضافة مشعوذات ودجالات، ليتنبأنَ له بـ"حظ أردوغان، والإخوان في 2020". فالقنوات الفاشلة، التي أفلست، وهجرها الجمهور لابتذالها وكذبها وتضليلها، لم تجد في نهاية العام ما تقدمه، إلا أن تستضيف منجمة ومشعوذة، لمعرفة نهاية "أردوغان" والإخوان، والوضع في ليبيا، إنها قمة السذاجه والفشل، فعلى الرغم من إنفاق الأمول الطائلة، للسعي لإفشال أردوغان سياسيا واقتصاديا، فإنهم لما فشلوا لجأوا إلى الدجالين والمشعوذين.

لكن هذه ليست المشكلة؛ المشكلة أن هذه قناة سعودية، وأن كثيرا من المداخلة والجامية، وخلال عقود كانوا لا يكفّون عن أن الكهانة والعرافة وقراءة الطالع والرمل وادعاء معرفة الغيب من الشركيات، وأمثلهم طريقة كان يعتبرها من الشرك الأصغر!

ومما لا شك فيه أن الأحاديث صريحة وواضحة في ذلك، فقد جاء في الحديث، عن بعض أزواج النبى- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد) قال أهل العلم: يراد منه، أن من سأل الكاهن معتقدا صدقه وأنه يعلم الغيب فإنه يكفر؛ لأنه خالف القرآن في قوله تعالى: (قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ) النمل/65. وفي حديث آخر (من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة) رواه مسلم وليس فيه (فصدقه). فبهذا يُعلم أن من أتى عرافا فسأله لم تقبل له صلاة أربعين ليلة، فإن صدقه فقد كفر. وفى حديث ثالث، عن عمران بن حصين – رضى الله عنه- مرفوعا: "ليس منا من تطيَّرَ أو تُطيِّر له أو تَكَهَّن أو تُكهِّن له أو سَحَر أو سُحِر له ومَن عقد عقدةً أو قال عقدَ عقدةً ومَن أتَى كاهنًا فصدَّقه بما قال فقد كفر بما أُنزِلَ على محمدٍ- صلى الله عليه وسلم.

ويُصر هذا المطبلاتي على أن تخبره المنجمة عن ضرورة فشل أردوغان والإخوان، وأنه سيُحلِّي لها بقها (فمها)، إذا ماتحققت النبوءة. والسؤال لهذا الأحمق، ماذا سيستفيد الحمقى والمغفلون من فشل أردوغان؟ الحقيقة أن إعلام "أم باتعة الدلالة" الفاشل، الذى عجز عن مجاراة رئيس منتخب، يعمل لمصلحة شعبه، وحقق العديد من الإنجازات، التى أصابات شيوخ العربان، والبترو دولار، بجنون البقر، جعلتهم يلجأون إلى السحر والشعوذة والكهانة وقراءة الطالع؟.

ولو كان الأمر وقف عند استضافة العرافات والمنجمات، لهان الخطب، بل إن هذا المطبلاتي استضاف "لميس جابر" إحدى ناعقات الانقلاب لتقول: إن الأتراك يرجع أصلهم إلى يهود الخزرج، والتي تعتبر الشريان الذي تدفق الى أرض العبرانيين بفلسطين، أرض الميعاد الكبري، وخرج منها يهود إسرائيل، فأرطغرل مؤسس الدولة التركية، جده الأكبر هو مناحم كبير يهود الخزرج.

اعلمى أيتها الناعقة، لو كان الأتراك يهودًا كما تدعين لما هاجمهم الإعلام الفاشل وألصق بهم كل النقائص، ولما كانت ممالك النار ولا ممالك العار! وفي نظري أن موقف المطبلاتي "عمرو أديب"- والذي يعمل بطريقة – تليفون العملة – في استضافته للعرافة "بسنت يوسف" لا يختلف كثيرا، عن موقف الكاهن "أحمد أبوالغيط" ؛ فقد دعت جامعة "أبوالغيط"- ما تسمى بالجامعة العربية- لاجتماع طارئ، على مستوى السفراء، لمنع التدخلات الخارجية في ليبيا، الذى جعل المندوب الليبي، يهدد بانسحاب ليبيا، من الجامعة، لأنها تكيل بمكيالين، وأبدى استغرابه من الاستجابة السريعة لعقد اجتماع طارئ، وعدم تلبية طلب ليبيا الدولة المعنية، وقال "أين كانت الجامعة العربية طوال 9 أشهر حذرنا خلالها من استجلاب المعتدي مرتزقة؟"، وقال: إن حكومة الوفاق الوطني صدت محاولة تسلل جديدة لقوات حفتر معززة بمدرعات إماراتية لطريق المطار جنوبي طرابلس.. وهذا قبل انعقاد قمة "أبوالغيط" بيومين!

وهل كانت الجامعة العربية، في حالة كمون صيفي أوبيات شتوي عندما قام حفتر بمساعدة مصر والإمارات وفرنسا وروسيا، والاستعانة بالمرتزقة من كل قيعان الأرض، بتسيير جيش من شرق ليبيا، لمحاولة اقتحام طرابلس العاصمة، والتنكيل بأهلها كما نكل بأهل "بني غازي"، على الرغم من أن حكومة الوفاق معترف بها دولياً، وعلى الرغم من قصفه للمدنيين، في المشافى والمدارس، ولم نسمع صوتاً لـ"أبي الغيط" في هذا الشأن؟!.

أضف إلى ذلك أن قائد الانقلاب العسكرى في مصر، قال: "لن نتخلى عن الجيش الوطني الليبي" الذي يقوده حفتر. والطريف أن جامعة"أبوالغيط" انتفضت فجأة، ودبت فيها الحياة، بعد أن ماتت سريريًا، فهى لم تحرك ساكنًا، عند إعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني.

ونفس الشيء عند اجتياج غزة، وحصار أهلها منذ سبع سنوات. وهي التى تركت اليمن، يغرق في بحار من الدماء، بزعم عودة الشرعية، ولم يُسمع لها صوتٌ في سوريا، على الرغم من التدخل الروسى والإيرانى وحزب الله، وغيرهم من المليشيات الشيعية، لكنها فقط استفاقت على وقع عملية نبع السلام، في شرق الفرات، ومطاردة الإرهابيين، كما استفاقت على وقع الاتفاق التركى مع حكومة الوفاق المعترف بها دولياً، مما يجعل كل عربي حر شريف، يشك في موقف الجامعة العربية، وتوجهاتها، لأن التدخل التركى أفسد الطبختين في شرق الفرات، وفى شرق المتوسط وليبيا، وأحبط سايكس بيكو جديدة، كان يتم التحضير لها!! (ألا لعنة الله على الظالمين). (هود/18).