خبراء: حكومة السيسي وراء انتشار الفيروس.. والمنظومة الصحية ستتهاوى خلال شهرين

- ‎فيتقارير

ألغت سلطات الحجر الصحي في مطار القاهرة الدولي اختبارات الدم الخاصة باكتشاف فيروس كورونا المستجد على القادمين من الخارج، فور وصولهم مطار القاهرة الدولي وباقي المطارات المصرية، والاكتفاء بقياس درجة الحرارة للركاب، وذلك ضمن خطة الدولة لإعادة حركة الطائرات مرة ثانية بعد توقفها منذ مارس الماضي نتيجة انتشار الوباء.

وقالت مصادر مطلعة بالمطار، إن سلطات الحجر الصحي بدأت إلغاء اختبارات الدم للركاب، وبدأ التطبيق على طائرة مصر للطيران القادمة من جدة، وقام الأطباء تحت إشراف الدكتور حازم حسين، مدير الحجر الصحي، بفحص الركاب ظاهريا، وقياس درجة الحرارة لكل راكب، والسماح لهم بمغادرة المطار بعد التوقيع على إقرار الحجر المنزلي لمدة 14 يومًا.

وفي السياق ذاته، نعت النقابة العامة للأطباء الدكتور محسن عبد العزيز الهادي، أستاذ الأمراض الباطنية بكلية طب الأزهر، الذي توفي إثر إصابته بفيروس كورونا.

وقالت النقابة العامة، في بيان عبر صفحتها الرسمية على “فيس بوك”: “تنعي النقابة العامة للأطباء بمزيد من الحزن والأسى الدكتور محسن عبد العزيز الهادي، أستاذ الأمراض الباطنية بكلية طب الأزهر. وأضاف البيان أن الطبيب توفي إثر إصابته بفيروس كورونا.

نزيف الكوادر الطبية

كما نعت النقابة العامة للأطباء الدكتور السيد رشدي محجوب، أستاذ واستشاري جراحات المخ والأعصاب والعمود الفقري بجامعة الأزهر الشريف، والذي توفي بسبب إصابته بفيروس كورونا.

وفي السياق ذاته قال الدكتور محمد جاد، رئيس هيئة الإسعاف، إن عدد الحالات المصابة بفيروس كورونا بين العاملين في الهيئة وصل إلى 85 حالة، وأوضح جاد خلال مداخلة بإحدى الفضائيات، أن العاملين بالهيئة قدموا أكثر من 30 ألف خدمة للمصابين بفيروس كورونا.

وأشار رئيس هيئة الإسعاف إلى أن خدمة توزيع سيارات الإسعاف بالمحافظات تتم بحسب عدد السكان، والقاهرة بها 45 سيارة للتعامل مع مصابي كورونا.

من جانبه قال الدكتور إسماعيل حجازي، استشار العناية المركزة والحالات الحرجة عضو مجلس نقابة الأطباء المصرية سابقا، إن قياس درجة الحرارة لا يكشف الإصابة بالفيروس، لأن بإمكان الراكب تعاطي خافض للحرارة قبل السفر مباشرة فتكون درجة حرارته طبيعية، مضيفا أن تحليل الـ”بي سي آر” هو الإجراء الوحيد للتأكد من خلو الركاب من فيروس كورونا.

وأضاف حجازي، في مداخلة هاتفية لبرنامج المسائية على قناة الجزيرة مباشر، أن تعويل الحكومة على التزام المسافرين بالعزل في منازلهم حتى يتم التأكد من عدم إصابتهم بالفيروس غير مجد، مضيفا أنه في بريطانيا يتم تخصيص طبيب ممارس عام خاص لكل أسرة للتعامل معها خلال فترة العزل المنزلي عبر الإنترنت، ويتم ذلك من خلال استقصاء يتم توجيهه للمواطنين للرد عليه يوميا، وهذا أمر يصعب تطبيقه في مصر.

وأوضح حجازي أن المنظومة الصحية في مصر متهالكة ولا تستطيع استيعاب أعداد المصابين بكورونا، مضيفا أن مصر خصصت في البداية 17 مستشفى للعزل، ثم تمت زيادتها إلى حوالي 37 مستشفى، واليوم يتم الحديث عن 320 مستشفى للعزل، مضيفا أن الحجر الصحي المنزلي له ضوابط معينة مثل عزل المريض في غرفة مستقلة بها حمام ولا يختلط بأهل البيت، وهذه يصعب تحقيقها في مصر.

وأشار حجازي إلى أن استمرار شكاوى الممرضين والأطباء والمسعفين، فضلا عن ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كورونا، يؤكد قرب انهيار منظومة الصحة، وإذا استمر الضغط عليها لمدة شهرين قادمين ستتهاوى هذه المنظومة بشكل رهيب، مضيفا أن مصر طاردة للكوادر الطبية، فعدد الأطباء والممرضين وفني المعامل وغيرهم الذي فروا من مصر كبير جدا، كما أن عدد أطباء وممرضي الرعاية المركزة الذين يتعاملون مع مرضى الحالات الحرجة  من كورونا ضئيل جدا؛ فمصر كلها بها 100 أخصائي رعاية مركزة، وهذا الرقم لا يستطيع استيعاب أعداد الإصابات .

لا إجراءات وقائية

ولفت إلى أن الوزارة أقدمت على خطوة خطيرة بفتح كل مستشفيات الوزارة للعزل دون توافر إجراءات وقاية أو توفير مسحات، ما تسبب في انتشار الفيروس داخل المستشفيات بشكل رهيب، لافتا إلى أن الكشف السريع الذي يتم تطبيقه على مرضى كورونا لا يكشف حالات الإصابة بدقة.

بدوره قال المهندس أسامة سليمان، محافظ البحيرة الأسبق، إن وجود ضحايا من الأطقم الطبية أمر وارد في كل دول العالم، لكن سقوط هذه الأعداد من الضحايا يطرح تساؤلات حول استعداد حكومة الانقلاب للجائحة، خاصة وأن مصر أصيبت بالوباء بعد دول عدة منها إيران والصين، وكان لديها وقت كاف للاستعداد.

وأضاف سليمان، في مداخلة هاتفية لبرنامج المسائية على قناة الجزيرة مباشر، أن المنظومة الصحية تعاني خللا واضحا، ولا أحد يعلم حجم الإنفاق على المنظومة الصحية خلال السنوات الماضية، مضيفا أن منظومة الصحة فشلت في التعامل مع الأمراض العادة، وحتى حوادث الطرق، فما بالنا بوباء بحجم كورونا!، في الوقت الذي لا يولي فيه النظام منظومة الصحة أي اهتمام أو رعاية .

وأوضح أن هجرة الأطباء والعقول المصرية على مدار السنوات السابقة بسبب حكم العسكر لمصر تسبّبت في حدوث عجز كبير في المنظومة الصحية، متسائلا: هل أصدرت وزارة الصحة قرارا بابتعاد الأطباء من كبار السن وذوي الأمراض المزمنة عن التعامل مع محالات الإصابة بكورونا للحفاظ عليهم؟ وهل استجابت حكومة السيسي لمطالبات نقابة الأطباء المتكررة؟ وأين ذهب مبلغ الـ100 مليار جنيه الذي زعم السيسي تخصيصه لموجهة كورونا؟