خطوة واحدة.. المخابرات تضع يدها على شركة “الحديد والصلب” بدعوى إنقاذها من الغرق!

- ‎فيتقارير

يبدو أن أيادى المخابرات العسكرية ستطال كل ما هو قومى ومتجذر فى الوطن من شركات ومصانع لها تاريخ، إذ كششفت دراسة تم تسريبها عن محاولات الجيش سرقة شركة "الحديد والصلب" بدعوى إنقاذها من الغرق والإغلاق! الاستناد جاء على أن الشركة تتكبد خسائر تصل إلى حوالي مليار جنيه سنويا نتيجة منع توريد الكوك مباشرة من شركة الكوك إلا عن طريق وسيط يحصل على عمولة، بالإضافة إلى تدهور حالة الشركة والعمالة المتضخمة غير الفنية.

وتقترح الدراسة نقل تبعية الشركة لجهاز الخدمة الوطنية أو وزارة الإنتاج الحربي لضمان الاستقلال والدعم المالي للشركة وعدم خضوعها ولو مؤقتا للضرائب والإجراءات البيروقراطية. وتقول الدراسة إنه يمكن نقل تبعية الشركة لإحدى هذه الجهات إما عن طريق الاستحواذ عليها أو بنظام BOT لحين تنفيذ مشروع التطوير وإعادة طرحها على المستثمرين.

فصل المناجم والمحاجر

كانت شركة الحديد والصلب المصرية، قد وافقت عبر الجمعية العامة غير العادية على البدء في إجراءات فصل نشاط المناجم والمحاجر عن باقي أنشطة الشركة. وكان هشام توفيق وزير قطاع الأعمال العام فى حكومة الانقلاب، قد أكد أنه تم الموافقة على فصل نشاط المناجم في شركة مستقلة، فيما سيتم طرح الشركة الجديدة للتداول في البورصة.

الشركة في بيان لها قالت إن نحو 82.5% من أسهم رأس المال وافق على تأسيس شركة مساهمة جديدة لهذا النشاط مملوكة لذات المساهمين الحاليين للشركة.

يذكر أن الشركة القابضة للصناعات المعدنية، وافقت على استقالة مجلس إدارة الشركة السابق، على خلفية خلاف بشأن تقسيم الشركة وهو المقترح الذي رفضه المجلس المستقيل.

وسيط أوكراني

الدراسة التى تم تسريبها كانت قد أعدتها شركة فازماشيمبيكس الأوكرانية عن تطوير شركة الحديد والصلب والتي أرسلتها إلى وزير قطاع الأعمال العام هشام توفيق بتاريخ 6 أكتوبر الجاري، واشترطت وجود المواد الخام الخاصة بالشركة من أجل التفاوض مع المستثمرين للمشاركة في عملية التطوير. وذكرت الدراسة أن اللجنة الحكومية التي كانت مشكلة بهدف دراسة موقف شركة الحديد والصلب لم تضم أي خبراء في مجال صناعة الحديد والصلب، وأنها درست فقط المؤشرات المالية الحالية التي "أجبرت عليها الشركة"، وأشارت الدراسة إلى أن تشكيلة الإنتاج الحالية التي تصنعها الشركة لا تسمح على الإطلاق بتحقيق أرباح أو تقليل الخسائر.

وتقترح الدراسة خطة لإحياء الشركة وحمايتها من مصير الإغلاق، وذلك من خلال تشكيلة إنتاج تعتمد على احتياجات السوق ومصانع الدرفلة المنتجة حاليا للحديد في مصر، والتي تتضمن إمكانية إنتاج بليت بنسبة 50% و50% لفائف حديدة مجلفنة وملونة والتي يتم استيرادها حاليا، أو إنتاج ألواح والاستغناء عن إنتاج البليت في حالة تشبع السوق من حديد التسليح كما هو الوضع الحالي.

9 مليارات تكلفة

فيما تبلغ مدة تنفيذ مشروع التطوير بحسب الدراسة 48 شهرا بإجمالي تكلفة 9 مليارات جنيه. وتقول الدراسة إن المشروع يضمن دخل للشركة لا يقل عن 3 مليارات جنيه كما يوفر دخل للشركة بحد أدنى 20 مليار جنيه من خلال بيع 5 ملايين متر من الأراضي التابعة للشركة غير المستغلة، وأيضا زيادة إيرادات شركة الكوك وإيرادات المناجم.

خسائر بفعل فاعل

ووفقا لمحضر اجتماع مجلس الإدارة، المرسل للبورصة، فقد تراجعت خسائر الشركة إلى 982.8 مليون جنيه مقابل خسائر بقيمة 1.5 مليار جنيه خلال العام المالي السابق. وأظهرت القوائم المالية المعدلة للشركة، أن الإيرادات سجلت خلال العام المالي 2019-2020، نحو 1.08 مليار جنيه مقارنة بـ 1.24 مليار جنيه خلال العام المالي السابق له.

وأوضحت الشركة في تقرير مجلس الإدارة، أن تحرير أسعار الصرف للعملة المحلية مقابل العملات الأجنبية مما أدى إلى زيادة وتضاعف أسعار المستلزمات وأهمها فحم الكوك، بالإضافة إلى زيادة أسعار الطاقة من غاز وكهرباء.

وتنتظر الشركة، قرار الجمعية العامة غير العادية، في 2 نوفمبر المقبل، والتي دعت لانعقادها للنظر في استمرار الشركة.وكانت الجمعية العامة غير العادية لشركة الحديد والصلب وافقت الأسبوع الماضي، على تقسيم الشركة، وفصل نشاط المناجم التابعة للشركة في شركة منفصلة على أن يحصل كل مساهم في شركة الحديد والصلب على أسهم مجانية في الشركة الجديدة مقابل حصته.