دينا وصلاح وكمال.. لجنة ثلاثي الشر تمهد لسيطرة العسكر على ماسبيرو

- ‎فيتقارير

شنّت بعض القنوات التابعة للعسكر، “دي إم سي” وغيرها، هجومًا كاسحًا على مؤسسة التلفزيون المصري، منتقدة كم الفساد الكبير بماسبيرو. هذا الهجوم جعل البعض يتأكد أن هناك أمرًا يُدبر بليل للسيطرة العسكرية على التلفزيون الحكومي لصالح الأذرع العسكرية التي تؤمم الحياة العامة في مصر.

وهو ما تجلّى اليوم، بكشف عدد من وسائل الإعلام عن أنّ لجنةً مشكّلةً من خارج اتحاد الإذاعة والتلفزيون تولّت عملية “تطوير” البرامج داخل التلفزيون المصري، وهذه اللجنة تضم كُلّا من: المنتجة دينا كريم وهي من فريق برنامج “البيت بيتك” في عهد المخلوع حسني مبارك، والصحفي المحسوب على الأجهزة الأمنية خالد صلاح، وعمرو كمال الذي كان ضمن فريق أنس الفقي، وزير الإعلام في عهد المخلوع.

وبذلك أصبح رئيس مجلس إدارة شركة “إعلام المصريين” (المملوكة لمجموعة “إيجل كابيتال”، والمملوكة بدورها لجهاز المخابرات المصرية برئاسة اللواء عباس كامل) هو وزير الإعلام، بمساعدة فريقه المكوَّن من دينا كريم وخالد صلاح وعمرو كمال.

وبحسب المصادر، أصبح وزير الإعلام يتحكم في كل شيء داخل التلفزيون المصري. إضافةً إلى فريقيه في الدراما والسينما، ومن ضمنه حسام شوقي الذي كان أحد الموظفين خلال إدارة عبد الرحمن حافظ لمدينة الإنتاج الإعلامي واتحاد الإذاعة والتلفزيون في عهد مبارك، كما أنّه مَن سلّم عبد الرحمن حافظ إلى الأجهزة الرقابية حينها. ويضمّ الفريق أحمد بدوي الذي كان يعمل في شركة “نيوسينشري” واستقطبه تامر مرسي ليصبح مسئولًا عن ملف السينما داخل “إعلام المصريين”.

وبذلك تتغيّر خريطة المؤسسات الإعلاميّة المصريّة، وتحديدًا القنوات التلفزيونيّة، مجددًا، إثر عدة إجراءات وترتيبات قام بها أخيرًا المسئولون عن الإعلام في البلاد، والذي يتبع في معظمه أجهزة نظام عبد الفتاح السيسي الأمنية.

عسكرة ماسبيرو

وأخيرا، استحوذت شركة “إعلام المصريين” على مجموعة “دي ميديا” التي كانت تابعةً لجهاز الاستخبارات الحربية، ويديرها طارق إسماعيل المقرب من عباس كامل، وتمتلك مجموعة قنوات “دي إم سي” وموقع “مبتدأ” وإذاعة “الراديو 9090”. لكنّ مصادر داخل الراديو أكدت أنّ طارق إسماعيل لا يزال يحتفظ فقط بالراديو، فيما تم تهميشه نهائيًّا من مجموعة القنوات، مع إعطاء تامر مرسي ورجاله صلاحيات كاملة. وأوضحت المعلومات أنه تم نقل موقعَي “الدستور” و”مبتدأ” إلى مقر جريدة “الوطن”، تمهيدًا لغلقهما تمامًا.

وأكد مراقبون أن تنفيذ تامر مرسي التعليمات بحذافيرها هو سر بقائه. وليس ذلك فقط، بل إنه ينفق على إنتاج دراما رمضان من رأس مال شركته “سينرجي”، في انتظار أن تتم التحويلات المقررة من الأجهزة الاستخباراتية.

هيكلة الفضائيات

ومنذ أيام، أعلن مرسي، وهو أيضًا رئيس مجلس إدارة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، عن بدء الخطوات التنفيذية لهيكلة القنوات الفضائية التابعة لشركات إعلام المصريين و”دي ميديا”. وقال مرسي، في بيان له، إنه أصدر قرارًا بتشكيل لجنة تنفيذية عامة تتولى مهمة وضع الاستراتيجيات والأهداف، وكذلك إدارة الهيكلة المطلوبة في شركات المجموعة الخاصة بالقنوات الفضائية، وقد تشكلت اللجنة من تامر مرسي (رئيسًا)، وعضوية حسام صالح، وسمير يوسف، وحازم شفيق، وهشام سليمان. وكلّف مرسي، حازم شفيق، برئاسة القنوات العامة لشبكتي “أون” و”الحياة”، بعدما تم سحب الصلاحيات كاملة من ياسر سليم.

وأكد استمرار سمير يوسف رئيسًا لقنوات “سي بي سي”، واستمرار هشام سليمان رئيسا لقناة “دي إم سي” العامة بعد نقلها إليه. كما كلّف ألبير شفيق بإدارة قناة “إكسترا نيوز” وبالإشراف على قنوات الأخبار بالمجموعة، وعيّن أيمن سالم رئيسًا لقناة “أون سبورت”، على أن يتولّى محمد سمير مسئولية قناة “سي بي سي سفرة”.

الدراما

أما إدارة قنوات الدراما التابعة للمجموعة، فتولى مسئوليتها الكاتب الصحفي يسري الفخراني، فيما تم تكليف الصحفي محمود مسلم بالإشراف على السياسة التحريرية والمحتوى السياسي في القنوات التابعة للمجموعة. وتكليف خالد مرسي منسقا عاما لقنوات أون والحياة. وذكر بيان مرسي أنه من المتوقع أن يتم إعلان قيادات للقطاعات المختلفة لإدارة الشكل الجديد للقنوات التلفزيونية في ظلّ إطار الهيكلة الجارية.

وكان تامر مرسي قد أعلن، في وقت سابق، عن تعيين شركة “وورلد ميديا” وكيلا إعلانيًّا حصريًا لشبكات “أون” و”الحياة” و”سي بي سي” و”دي إم سي”.

الإنتاج الفني

وبجانب ذلك يجري السيطرة على الإنتاج الفني لصالح مؤسسات العسكر التي تسيطر على جميع القنوات، وهو ما تسبب في إخراج أعمال فنية لنجوم مؤيدين للانقلاب والعسكر من المنافسة، وكذلك تم تأميم صناعة السينما من قبل رجال العسكر.

الهدف من ذلك هو تغيير الوعي المصري وتأميم العقول نحو التسبيح بحمد العسكر وفقط، وأنه ليس في الإمكان أبدع مما كان، وصياغة عقلية موحدة إزاء قضايا الحياة كما كان يفعل نظام عبد الناصر وثبت فشله، ذلك ما يقوله الخبراء والمراقبون.

وهو من جانب آخر محاولة من ضعيف للسيطرة على عقول المصريين، وهو ما سيقوض الانقلاب العسكري نفسه في عصر التكنولوجيا والإنترنت والفضاء الإلكتروني الذي أسقط أنظمة ظنت أنها تربعت على عروش الأمم.