رسالة سودانية لعسكر مصر: استكمال السد لا بد أن يتم بالتوافق بين الدول الثلاث

- ‎فيتقارير

قال ياسر عباس، وزير الري والموارد المائية السوداني: إن موقف بلاده المبدئي من سد النهضة يجب أن يكون متوافقًا بين مصر وإثيوبيا والسودان.

وبحسب ما نقلته وكالة “سبوتنيك” الروسية عن نظيرتها السودانية، أكد “عباس” أن الوصول إلى توافق بين مصر والسودان وإثيوبيا بشأن ملف سد النهضة، قبل البدء في عملية الملء الأولي، أمر ضروري للسودان.

وقال ياسر عباس، في حوار على تلفزيون السودان مساء السبت: إن بلاده طرف أصيل في المفاوضات الخاصة بمشروع سد النهضة، وإنّ السودان هو الأكثر تأثرا بالسد من الدولتين.

وأشار إلى أن سد النهضة يؤثر على التخزين في خزاني الرصيرص وسنار السودانيين، الأمر الذي يجعل الاتفاق أولا على مبادئ الملء الأولي مهمًا، موضحا أن تشغيل سد الرصيرص يعتمد بالدرجة الأولى على تشغيل سد النهضة ويتأثر به. 

وحول اتهام السودان من قبل مصر وإثيوبيا بالانحياز لأي الدولتين، أكد “عباس” أن السودان يتخذ مواقفه بناء على مصالحه الوطنية، مضيفا أن سعي السودان وراء مصالحه في المياه ليس القصد منه إلحاق الضرر بإثيوبيا أو بمصر.

وذكر أن مسألة تبادل البيانات بشأن مستويات المياه والتخزين بين السودان وإثيوبيا أمر مهم، فيما يخص سد النهضة، باعتبار أن للسد أثرًا واضحًا على استخدامات السودان للمياه.

موت المفاوضات

أعلنت حكومة الانقلاب، قبل أشهر، عن انتهاء المسار التفاوضي المتعلق بالتفاصيل الفنية بشأن بناء سد النهضة، بشكله الثلاثي التقليدي، الذي تم الشروع فيه على خلفية توقيع “إعلان المبادئ”، في مايو 2015، حيث قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الري والموارد المائية: إن المفاوضات مع الجانب الإثيوبي وصلت مؤخرًا إلى “طريقٍ مسدود”.

وفى أبريل الماضى، أكدت مصر والسودان خلال لقاء جمع رئيس الوزراء السوداني مع رئيس مخابرات الانقلاب عباس كامل، تمسكهما بمسار واشنطن الذي حدد قواعد ملء وتشغيل سد النهضة.

وأكد الطرفان، في تصريح صحفي مشترك، على التمسك بمرجعية مسار واشنطن الخاص بقواعد الملء والتشغيل لسد النهضة، وما تم التوافق عليه في هذا المسار وإعلان المبادئ الموقع بين الدول الثلاث في العام 2015.

أحداث متسارعة

وقد طرأ جديد فى ملف “سد النهضة” الإثيوبي، إذ أرسلت الحكومة الإثيوبية رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، بأهمية تأسيس قاعدة راسخة للتعاون مع مصر وإثيوبيا بشأن سد النهضة.

ومنذ إعلان إثيوبيا عن سد النهضة، تشعر الأوساط المصرية الرسمية منها والشعبية على حدٍ سواء، بالقلق من تبعات هذا المشروع وتأثيراته على أمن مصر المائي ومستقبل التنمية في البلاد، خاصة أن مصر تعد واحدة من الدول التي تعاني شحًا شديدًا في الموارد المائية بالفعل.

وبدأت إثيوبيا ملء السد، الذي أنجزت منه إلى الآن 73 % من عمليات بنائه، يوليو المقبل، فيما اعتُبر تحديًا صارخا للمواثيق الدولية.

السودان شددت، في أبريل الماضى، على ضرورة التمسك بمرجعية مسار واشنطن بخصوص قواعد ملء وتشغيل السد، وذلك خلال استقبال رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، لعباس كامل رئيس المخابرات المصرية، ومحمد عبد العاطي وزير الري.

كما طالبت السودان، في رسالتها، بتشجيع الأطراف المعنيّة على الامتناع عن القيام بأي إجراءات أحادية قد تؤثر على السلم والأمن الإقليمي والدولي، حسبما ذكرت شبكة “سكاي نيوز” الإخبارية.

إصرار إثيوبي

تصدر هاشتاج #سد_النهضة قائمة الوسوم الأكثر تداولا على تويتر، عقب تصريحات وزير الخارجية الإثيوبي غيدو أندرغاشيو، أمس، التي قال فيها إن بلاده ستبدأ في التعبئة الأولية لخزان سد النهضة بعد أربعة أشهر من الآن، و”لن تتمكن أي قوة من منع إكمال بناء السد”.

ونشرت صفحة المتحدث باسم رئاسة الانقلاب في مصر تدوينات، عن تلقي السيسي اتصالا هاتفيا من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن سد النهضة، فضلا عن اجتماع الرئيس المصري بالقوات المسلحة المصرية ووزارة الدفاع، طالب فيه بالجاهزية المستمرة والاستعداد القتالي لتنفيذ أية مهام لحماية أمن مصر القومي.

وقد اعتبر الكثير من رواد مواقع التواصل ما نشرته الرئاسة المصرية ردا غير مباشر على تصريحات وزير الخارجية الإثيوبي، في حين أكد آخرون أن مصر لن تدخل حربا مع إثيوبيا من أجل مياه النيل التي تنازل عنها السيسي بتوقيعه على اتفاقية المبادئ في مارس 2015.