شاهد| تمرد جنود يمنيين في السعودية.. من يحمي من؟

- ‎فيتقارير

أفادت مصادر بتظاهر مجندين يمنيين ينتمون إلى اللواء الثالث حرس الحدود بمنطقة الربوعة السعودية، يوم الجمعة الماضي، بعد وقف رواتبهم لأكثر من 6 أشهر وإعادتهم إلى اليمن .

يأتي هذا وفق المصادر، بعد مطالب وجهها المحتجون لقائد اللواء الذي اتهم بعضهم بالتحريض وإثارة الفوضى.

فما طبيعة العلاقة التي تربط هؤلاء الجنود بالسلطات السعودية؟ وما هي المهام التي ينفذونها إنابة عنها؟ وما مدى قدرة الحكومة اليمنية على ضمان حصول هؤلاء المجندين على مستحقاتهم وعودتهم إلى بلادهم؟

وبعد يوم واحد من تظاهر جنود يمنيين في منطقة سقام بمحيط مدينة نجران التي يدافعون عنها، بعد انقطاع مستحقاتهم لأكثر من 6 أشهر، أفادت مصادر للجزيرة بتظاهر مجندين يمنيين ينتمون للواء الثالث حرس حدود الواقع في منطقة الربوعة السعودية، يوم الجمعة الماضي، مطالبين بصرف رواتبهم المتوقفة منذ أكثر من 6 أشهر أيضا وإعادتهم إلى اليمن.

وأضافت المصادر أن المظاهرة أعقبت مطالب وجهها المحتجون إلى قائد اللواء صالح أحمد، الذي أحال بعض هؤلاء للسجون وإلى القيادة السعودية المشرفة عليهم بتهم التحريض وإثارة الفوضى.

المجندون الذين فر الآلاف منهم بسبب سوء المعاملة، يتهمون قياداتهم بمنعهم من مغادرة الجبهات بذريعة أنهم قد لا يعودون للقتال مرة أخرى حماية للحدود السعودية.

وقال الناشط السياسي والحقوقي اليمني توفيق الحميدي: إن ما يحدث في الحد الجنوبي للسعودية يعد مأساة مصغرة للمأساة اليمنية الكبرى، مضيفا أن تجار الحروب يستغلون غياب الشرعية وتردي الأوضاع الاقتصادية للدفع باليمنيين إلى محرقة دون أية ضمانات قانونية.

وأضاف الحميدي، في مداخلة هاتفية لبرنامج "ما وراء الخبر" على قناة "الجزيرة"، أن الوضع في الحد الجنوبي يشبه العلاقة بين الكفيل وهو في هذه الحالة السعودية، والعامل الذي يقدم خدمات مقابل مبلغ مالي وهو في هذه الحالة المجند اليمني.

من المسئول؟

بدوره قال الكاتب والمحلل السياسي يوسف دياب: إن السعودية ليست معنية بالملف اليمني وحدها، فالحكومة الشرعية اليمنية مسئولة أيضا، مضيفا أن هؤلاء المجندين يتلقون تدريبات عسكرية في السعودية لصالح الشرعية اليمنية وليس كحراس حدود للسعودية.

وحمّل دياب الحكومة اليمنية المسئولية عن هذه المأساة؛ لأنها أرسلت هؤلاء العناصر للتجنيد وقطعت عنهم الرواتب، مضيفًا أن السعودية ليست بحاجة إلى عناصر غير مدربة للقيام بمهمة مراقبة الحدود.

احتياج أم استراتيجية؟

من جانبه قال الدكتور محمد المختار الشنقيطي، أستاذ الأخلاق السياسية بجامعة حمد بن خليفة، إن وجود جنود يمنيين على الأراضي السعودية لا يتعلق بالاحتياج بالقدر الذي ترتبط فيه باستراتيجية معينة تهدف السعودية إلى تنفيذها.

وأضاف الشنقيطي، في مداخلة هاتفية لبرنامج "ما وراء الخبر" على قناة "الجزيرة"، أن السعودية تريد تحميل اليمنيين مسئولية حماية حدودها، كما حملتهم فواجع الحرب والاقتتال بين اليمنيين أنفسهم خدمة للسلطات السعودية.

وأوضح أن السعودية تهدف إلى تحويل اليمنيين إلى مرتزقة لحماية حدودها، مستبعدا صحة رواية تدريب اليمنيين للقتال باليمن في ظل نقلهم للتدريب والتجنيد في الأراضي السعودية.