شاهد رد ثوار حلب على شائعة رسالة فتاة انتحرت

- ‎فيعربي ودولي
In this photo released by the Syrian official news agency SANA, residents flee east Aleppo as government forces pushed into rebel-held areas, Syria, Monday, Dec. 12, 2016. Syria's military said Monday it has regained control of 98 percent of eastern Aleppo, as government forces close in the last remaining sliver of a rebel enclave packed with fighters as well as tens of thousands of civilians. (SANA via AP)

كتب: سيد توكل

 

أثارت دعواتٌ تم تناقلها على الشبكات الاجتماعية، لإصدار فتوى من علماء المسلمين تتيح للمحاصَرين في أحياء حلب الشرقية قتلَ نسائهم وبناتهم لتجنيبهن الاغتصاب والتنكيل، في حال وقوعهن أسرى لدى قوات الأسد والميليشيات الداعمة له، أثارت عاصفةً من ردود الفعل، ودفعت بالعديد من وسائل الإعلام لنقلها على أن فتوى الاغتصاب صدرت بالفعل.

 

من جهته، قال أحمد سعدو، قائد كتيبة رجال الله العاملة بحلب، إن فتوى الاغتصاب لا تتعدى كونها إشاعة لا أكثر.

 

وأوضح: "الرجال هنا سيدافعون عن أعراضهم حتى اللحظة الأخيرة، وبالتأكيد هناك نساء بدأن بحمل السلاح لمساندة الجبهات ونقاط الرباط، وهن من سيقاتل دفاعاً عن المدنيين بعد استشهادنا".

 

 

 

سعدو أشار إلى وجود عشرات من فتاوى الاغتصاب التي تبيح للنساء القتال وحمل السلاح في وجه المهاجمين من قوات النظام والميليشيات الطائفية الداعمة له.

 

رسالة تخويف للثوار

وتشهد "حلب" التي سقطت في يد النظام، اعتداءات كثيرة بـ"الاغتصاب" من شبيحة وعناصر قوات الأسد للفتيات، في ظل تخوف الأهالي من تقديم شكاوى خشية الاعتقال أو التصفية، ما يضطرهم للتستر على الضحية، والمجرمين من (الشبيحة) الذين يغتصبون الفتيات بشكل شبه يومي.

 

 

 

المعلومات الواردة من أهالي حلب أفادت بارتكاب أكثر من 400 حالة من الاغتصاب، والاعتداء الجنسي، وبأن حالات الاغتصاب تزايدت بالفترة الأخيرة، حيث تشاهد الاغتصاب أحيانًا بشكل علني عند حواجز قوات الأسد، وفي الحدائق العامة، وأزقة الطرق دون أن تستطيع المارة البوح بكلمة واحدة خوفًا.

 

وأثارت قضية الاغتصاب غصة كبيرة في أوساط الشارع الحلبي، حيث لا يستطيع المدنيون التعبير عن معاناتهم في ظل قبضة من حديد، ويتجاهل النظام الاغتصاب الذي يقوم به الشبيحة، وعناصر الأمن بذريعة الدفاع عن الوطن، وسط تعتيم إعلامي مطبق على تلك الجرائم التي وصفها الأهالي بـ(المهينة للإنسانية)، عقب منع النظام وسائل الإعلام العمل في أحياء سيطرته، لتنفرد وسائل إعلام النظام في العمل بإشراف الأجهزة الأمنية – التي تشارك في جرائم الاغتصاب-  من أجل نقل مجريات الأحداث من منظور واحد يصب في صالح النظام.

 

دعوات لإثارة التعاطف 

الناشطة الحلبية، ريما الحلبي، نفت ما يشاع حول إصدار فتوى الاغتصاب، وقالت: لم تكن أكثر من دعوات لإثارة التعاطف، كتبها بعض المحاصرين هنا عبر حساباتهم على فيس بوك وتويتر، لكن تبنِّي أحد مراسلي القنوات العاملة في حلب للفكرة أعطاها أبعادًا أخرى، ودفع الناس لتصديقها.

 

هذه الاعتداءات تضاف إلى الاغتصاب الذي يقوم به شبيحة النظام المعتقلات في أقبية النظام، حيث ظهرت مؤخرًا حالة انتحار فتاة جامعية تبلغ من العمر 25 سنة، عقب الإفراج عنها حاملا بالشهر الخامس، وكانت قد اعتقلت قبل عام من قبل الأمن العسكري بجريمة تصوير مبنى فرع حزب البعث في الجامعة، وبعد فشلها في تسقيط الجنين، رمت بنفسها من الطابق الثالث ليتمزق جسدها، ولم يستطع أهلها دفنها لحين حضور قوات النظام التي أشرفت على دفنها بعد ساعات من انتحارها ومنعت أهلها من إقامة العزاء، وهددت كل من يصور أو ينقل خبر الاغتصاب بالاعتقال.

 

وكانت رسالة تم تداولها اليوم من فتاة قيل أنها انتحرت، جاء فيها "إلى شيوخ الأمة.. إلى شرعيي الفصائل.. إلى كل من ادعى يومًا أنه يحمل هموم الأمة العقائدية.. أنا إحدى فتيات حلب التي سيتم اغتصابها بعد لحظات.. فلم يعد هنالك سلاح ولا رجال تحول بيننا وبين وحوش ما يسمى جيش الوطن!"، بهذه العبارة استهلت فتاة سورية من حلب رسالة توضح لماذا اختارت الانتحار وإنهاء مأساة اغتصابها على يد قوات نظام الأسد.

 

وأنهت رسالتها بالتأكيد أنها رفضت الاغتصاب  وماتت طاهرة بالقول:"سأختم قولي بأن فتواكم لدي أصبحت كهذه الحياة لا قيمة لها على الإطلاق فاحفظوها لأنفسكم و لأهليكم.. سأنتحر.. وعندما تقرأون هذا اعلموا أنني مت طاهرة رغمًا عن الجميع".