شاهد| مطبلاتية العسكر.. أيّدوا الثورة وانقلبوا عليها وغدروا بالمسار الديمقراطي

- ‎فيتقارير

تزامنًا مع الذكرى التاسعة لثورة يناير المجيدة، مقاطع فيديو تظهر نفاق عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب العسكري، وعدد من الإعلاميين في عهد مبارك، وفي مقدمتهم محمود سعد وعمرو أديب ولميس الحديدي ومصطفى بكري ونجيب ساويرس.

وجاءت الفيديوهات للتذكير بهؤلاء الخونة المتلونين، وكشف مواقفهم ونفاقهم لثورة 25 يناير عقب نجاحها، والارتداد عليها عقب الانقلاب العسكري على الرئيس الشهيد محمد مرسي.

بوابة “الحرية والعدالة” تستعرض في التقرير التالي جانبًا من مواقف مطبلاتية العسكر.

الخائن

عبد الفتاح السيسي أصغر جنرالات المجلس العسكري الذين أطاحوا بمبارك سنًا، ولد السيسي عام 1954، وتخرج في الكلية الحربية عام 1977 بعد انتصار السادس من أكتوبر عام 1973.

وما إن تولى الرئيس محمد مرسي مقاليد السلطة في مصر حتى بدأ صراعٌ مريرٌ ما بين الرئيس المدني والمؤسسة العسكرية التي أُزيحت عن سدة الحكم، وأُجبرت على أداء التحية العسكرية لرئيس من المدنيين .

صراع استمر لأشهر شهدت شدًّا وجذبًا انتهى بإزاحة الرئيس المنتخب لكل رموز العسكر من الساحة السياسية في مصر، إعلان دستوري مفاجئ قلب الطاولة السياسية المصرية أحال فيه الرئيس مرسي ومجلسه العسكري إلى التقاعد لتشهد المؤسسة العسكرية هزة قوية، وسط تساؤلات حول من سيخلف طنطاوي في القيادة العامة لأهم مؤسسة سيادية في مصر.

وفي 12 أغسطس 2012، أعلن الرئيس ترقية اللواء عبد الفتاح السيسي، قائد المخابرات الحربية، إلى رتبة الفريق أول واختياره في منصب وزير الدفاع المصري، ولأشهر قليلة ظهر فيها عبد الفتاح السيسي في ثوب الوزير المنحني للرئيس المدني المنتخب، معلنًا ابتعاده عن السياسة واهتمامه بالقوات المسلحة وكفاءتها، مظهرا كامل الولاء للرئيس وحكومته، لكن خلف ذلك القناع عمل السيسي على معظم الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة، وبدأ في فتح اتصالات مكثفة مع عدد كبير من الإعلاميين والقضاة ورجال الأعمال من فلول النظام السابق وغيرهم.

ممثل عاطفي.. هكذا أطلق المرشح الرئاسي السابق حازم صلاح أبو إسماعيل على عبد الفتاح السيسي، الرجل الذي اختار الاحتفال بنصر أكتوبر بعيدًا عن الرئيس مرسي، وسط حشد من الفنانين والراقصين الذين تباكوا على وضع مصر الحالي، ليخرج الرجل مرة عن صمته في أداء تمثيلي يطمئن الجميع على مستقبل مصر.

وبدأ السيسي بتأليب الشارع ضد الرئيس المنتخب سرًّا، فانتشرت العصابات المسلحة التي لا يُعرف من يقف وراءها، وبدأت حملات إعلامية منظمة تدعو علانية إلى انقلاب الجيش على الرئيس مرسي، وانتشرت أخبار كاذبة على ألسنة مصادر عسكرية مجهولة، أزمات بنزين وكهرباء متعمدة، خطف جنود مصريين يُفرج عنهم فجأة ودون مقدمات، لينتهي المشهد بحملة تمرد التي أشيع أن المخابرات الحربية تقف وراءها، حملة دعت إلى خروج تظاهرات ضخمة يوم 30 يونيو لإسقاط الرئيس المنتخب.

في 26 من يونيو، الرئيس يلقي خطابا لاحتواء الأزمة، خطاب لم يتفاعل معه السيسي الذي كان يفكر وقتها في أحلام الوصول للسلطة، وبعدها نزلت أعداد كبيرة إلى شوارع مدينة القاهرة معومة من كل مؤسسات دولة مبارك وأنباء متضاربة عن موقف الجيش، وبدء انحصار أعداد المتظاهرين في الشارع والأمور في طريقها للهدوء مرة أخرى، فيشعلها من جديد بيان تصعيدي من القوات المسلحة يمهل كل الأطراف، وعلى رأسها الرئاسة 48 ساعة، لإيجاد مخرج للأزمة.

وعمل الجيش على إبقاء الحشود أطول فترة ممكنة من خلال الحفلات الغنائية في الميادين وطائرات الجيش تقذف الورود على المتظاهرين ورسائل تحذيرية تجاه مؤيدي الرئيس مرسي، ويختطف الرئيس قبل ساعات من بيان الانقلاب العسكري، بيان احتوى على نفس مبادرة الرئيس مرسي في خطابه الأخير، وإن اقتصر الاختلاف فقط في عزل الرئيس المنتخب وتجميد العمل بالدستور، وتعيين رئيس شكلي يدير السيسي البلاد من ورائه.

وسادت حالة من الغضب العالمي تجاهه الانقلاب مع تزايد صمود المعتصمين في ميداني النهضة ورابعة وجميع ميادين مصر، فيقرر السيسي تصفية المعتصمين مطالبًا بتفويض لمكافحة الإرهاب، في عملية دموية هي الأكبر في التاريخ المصري.

وتستمر حمامات الدماء في جميع شوارع مصر وتنتقل شعلة الغضب إلى الجامعات، وطالت الاعتقالات الجميع حتى من أيدوا الانقلاب من ثوار يناير، ووسائل الإعلام تقرع الطبول تخليدا للفرعون الجديد، وإسرائيل تشيد بالدماء التي أسالها حليفهم الجديد، والخليج يعم الانقلاب بمليارات الدولارات، والولايات المتحدة تحاول إيجاد مبرر أخلاقي، وتنتظر أي إجراء ديمقراطي شكلي للاعتراف بالنظام الجديد كما كان يتم الاعتراف بنظام مبارك.

ويدعو السيسي المصريين إلى التصويت على دستور يكرس لدولة عسكرية، ولجانه تتزين بشعارات نعم للدستور، وتتغنى بأغاني الانقلاب ويعتقل كل من يدعو للتصويت بلا، وسط مقاطعة عريضة من عموم المصريين، وتخرج النتيجة هزلية بنجاح التصويت بنسبة تفوق 98% في إعادة للانتخابات في عهد مبارك.

مطبلاتي كل العصور

مصطفى بكري، مؤسس ورئيس تحرير جريدة الأسبوع المعارضة، وأحد رموز نظام التيار الناصري، رجل صعد إلى المسرح السياسي المعارض في مصر حاملا معه كل التناقضات الممكنة وغير الممكنة.

اشتُهر بكري بمعارضته لنظام مبارك، وهو نفسه الرجل الذي قبّل يد مبارك الابن، وحضر افتتاح جريدته المعارضة صفوت الشريف، تراه على شاشة الفضائيات المعارض والثائر الأكبر، بينما هو في الحقيقة- وكما أطلق عليه شباب الثورة- “مطبلاتي كل العصور” .

بكري الذي استطاع أن يلبس عباءة الثورة كي يضمن مقعده في برلمانها كشريك للإسلاميين والثوريين، ما لبث أن بدأ في مهاجمتهم بشراسة بمجرد أن صدر قرار الحكمة الدستورية بحل البرلمان في منتصف عام 2012 .

أطلق بكري العنان لمخيلته في اتهاماته ضد الإسلاميين، خاصة جماعة الإخوان المسلمين، متهما إياهم بأنهم جزء من مخطط الصهيونية العالمية والإرهاب على مصر، واستغل بكري مناخ الحرية الإعلامية في الهجوم حتى على شخص الرئيس محمد مرسي، مطلقًا سيلًا من الأكاذيب والافتراءات عليه.

شارك بكري في صناعة انقلاب 3 يوليو، مستغلا منبره الإعلامي المتمثل في جريدة الأسبوع وبعض القنوات الفضائية التي كان يظهر عليها بشكل دائم في التحريض والدعوة إلى مظاهرات 30 يونيو، وكانت خلفية بكري الناصرية حاضرة وراء تهليله لسيطرة العسكريين على السلطة في مصر لينهي بذلك أي مصداقية له في الحديث عن الديمقراطية وتداول السلطة في مصر.

ولم يخفِ بكري إعجابه الشديد بقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، الذي قال فيه مديحا أقرب إلى القصائد الشعرية، وكان من الداعين الأوائل لفض اعتصام رابعة العدوية بالقوة إلى الحد الذي حرض فيه سلطة الانقلاب على استخدام مياه الصرف الصحي أو أي وسيلة أخرى، في استهانة شديدة بكرامة المصريين ودمائهم، واصفا زملاءه القدامى في البرلمان بأنهم بؤرة الإرهاب الموقوتة في قلب مصر.

وكعازف الربابة يجلس بكري على شاشات التلفاز مسبحا بحمد قائده الملهم ومسوقا له في ترشحه لرئاسة الجمهورية، وفاق الرجل كل المبالغات إلى الحد الذي وصل به إلى التهديد بالإضراب عن الطعام ما لم يترشح السيسي للسلطة.

وحرص بكري على تنفيذ أجندة الانقلاب، فأيد لجنة الخمسين المعينة من قبل العسكر، ووصفها بأنها اللجنة التي تعبر عن إرادة الأمة المصرية، داعيا المصريين لتأييد دستور العسكر حتى قبل أن يخرج.

وفي بلاط صاحبة الجلالة رقص بكري كثيرا، ولعب على كل الأوتار، واستطاع بجدارة أن يدنس شرف الصحافة المصرية التي كانت يوما ما ملهمة للشعب المصري في طريقه إلى الحرية .

المنافق

محمود سعد، أحد أفراد المدرسة الإعلامية المصرية، بدأ حياته كصحفي في الصفحة الفنية في مجلة صباح الخير عام 1978، ثم رئيسا لتحرير مجلة الكواكب حتى عام 2006.

وتزامنا مع صعود الوريث جمال مبارك إلى المشهد السياسي، صعد محمود سعد سلم النجومية كمقدم لأكبر برامج التلفزيون المصري وأكثرها جماهيرية، برنامج استغله آل مبارك لتجميل وجه النظام الذي بلغت فضائح فساده الآفاق .

مهمة رُصد لها فيها راتبٌ خرافي تجاوز الـ8 ملايين جنيه، يتقاضاها سعد من دماء وعرق فقراء مصر.

ينفجر المصريون بثورة عارمة في 25 يناير، ليخرج سعد على المصريين خالعا عباءة النظام من فوق كتفيه ليفاجئه أنس الفقي، وزير دعاية المخلوع على الهواء، قائلا: “أنت تعمل في تلفزيون مصر وتتقاضى أجرك من اتحاد الإذاعة والتلفزيون وتتبرأ منه، وأنت حرصك على شعبيتك وشهرتك وجماهيريتك كان أكثر من حرصك على انتمائك للمكان اللي بتاكل منه عيش، وحرصك على أن عقدك يزيد كل سنة من 7 إلى 9 ملايين كان أكبر بكثير، وأنت نفسك قولتي أكثر من مرة أنا أتمنى أدير حوارا مع الرئيس مبارك، وياريت تسمحولي إن أنا أدير حوار مع الرئيس مبارك، ولو أنا أدرت حوار مع الرئيس مبارك حقدر أوصله للناس بصورة أفضل بكثير من عبد اللطيف المناوي ومن آخرين لأنني هقربه من الشعب”.

انتقل سعد للبحث عن وجهة جديدة يمارس فيها هوايته في التضليل، ليجد ضالته على قناة التحرير، وبعد محاولة تأقلم فاشلة مع شباب الثورة استقر به الحال في تلفزيون النهار التابع لرجل الأعمال محمد الأمين، رجل مبارك الوفي، ليبدأ مع رفاقه حملة شرسة ضد أول نظام مدني حقيقي في تاريخ مصر، ومصدرا فشل حكومة لم تعرف طعم استقرار الشارع ولو ليوم واحد.

وعلى الهواء مباشرة دون أدنى مهنية أو موضوعية، يوقع سعد استمارة حملة تمرد، وكفرد في كتيبة الإعلام الموجه التي تقاد من قلب الشئون المعنوية للقوات المسلحة، أعلن سعد تأييده لتظاهرات الـ30 يونيو، مظهرا فرحة عارمة بالانقلاب على الرئيس مرسي، معلنا اعتذاره على اختيار الدكتور محمد مرسي في انتخابات الرئاسة.

واستمر سعد في شيطنة المعتصمين في ميدان رابعة العدوية، ليأتي يوم المذبحة الكبرى الذي أعلن فيه فض رابعة، متهما المعتصمين بالمتاجرة بدماء بماء أبنائهم وذويهم، وأن رابعة العدوية كانت محتلة من قبل جماعة الإخوان المسلمين.

الكومبارس

ولد عمرو أديب في عائلة إعلامية، فوالده السيناريست الشهير عبد الحي أديب، وأخوه عماد أديب المذيع المدلل لدى نظام مبارك ووزرائه .

منذ صغره بحث أديب عن مكان له في عالم الأضواء ولو بظهوره ككمبارس في الأفلام السينمائية، لينتقل بعدها صحفيا مغمورا في صحيفة روز اليوسف، لتتفتح له أبواب الشهرة بعدها بانتقاله إلى قناة أوربت الفضائية، التي سبقها إليه أخوه، وليظهر الأخوان أديب فجأة كرجال أعمال يمتلكون مؤسسة إعلامية ذات ثقل مالي لا يتناسب مع تاريخ العائلة.

نجح أديب من خلال انفعالاته وجرأته المبالغ فيها واستغلاله ألفاظا ومصطلحات تتناغم مع تلك التي يستخدمها الشباب في يومهم العادي، في الوصول إلى شرائح مختلفة من الشباب والسيطرة على آرائهم.

عرف عن عائلة أديب كرهها للثورة وتأييدها لنظام مبارك، لكن ومع اقتراب رحيل نظام المخلوع مبارك حاول أديب الالتحاق بركب الثورة، فكان طرده من ميدان التحرير، وعقب الثورة حاول أديب تبرير انحيازه لمبارك محاولا الظهور بمظهر المعارض الضحية، ليناقض نفسه بعد أن اعترف من قبل بأن مبارك نفسه هو من أمر بفتح قناته، وأن إغلاقها كان لأسباب مادية.

وسبّب وصول الرئيس مرسي للحكم وإزاحته لحكم العسكر من السلطة حالة من الفزع لدى أديب وعائلته؛ خوفا من فتح ملفات الفساد للعائلة وعلاقتها بالأجهزة الأمنية، لذا دعا أديب منذ اللحظات الأولى الجيش للانقلاب على الرئيس، واجتهد أديب في الهجوم على الرئيس وجماعة الإخوان في كل وقت وحين.

وبدموع التماسيح أطل أديب الذي لم يستطع أن يتماسك أو يخفي مشاعره مع سقوط الرئيس مرسي، وعمل أديب على تضليل المشاهدين زاعما أن القوات المسلحة لا تطمع في السلطة، كما مهد لتنفيذ مذبحة فض اعتصام رابعة العدوية، ملقيا اللوم مسبقا على الضحية، واستخدم كل ما يملك من عبارات وحركات لإقناع المصريين بتفويض السيسي لفض الاعتصام، وبذات الأسلوب حاول الرجل إقناع المصريين في الداخل والخارج بالتصويت على الدستور لإيجاد مبرر وغطاء شرعي للانقلاب.

وقدم أديب فروض الولاء والطاعة للسيسي وقام بالتمهيد لترشح السيسي للسلطة مرات عديدة، والنفي مرات أخرى لكي يمهد للمواطن ويجعله متقبلا لفكرة ترشح السيسي وقفزه على وعوده التي كان قد وعد بها الشعب المصري، ووظف أديب أكاذيبه لمهاجمة الإخوان والقضاء عليهم خوفا من عودة الشرعية مرة أخرى، ليصل الأمر به لتخيل بعض الأحداث لإيهام المشاهدين وإشعارهم بالخطر والترويج في الوقت نفسه لقائد الانقلاب .

رأس الحية

لميس الحديدي، من أسرة إعلامية تمرست على الكذب والتضليل وبيع الوهم للمصريين والتطبيل للعسكر ونظامهم، فأبوها “علي الحديدي” الذي عاش المصريون أوهام انتصارات 1967 على صوته وصوت رفاقه، ليفيقوا بعد ذلك على هزيمة منكرة، وزوجها عمرو أديب الإعلامي الذي ملأ عقول المصريين بالشائعات الكاذبة والألفاظ النابية.

لميس الحديدي خريجة كلية العلوم السياسية بجامعة القاهرة، بدأت حياتها الإعلامية كصحفية بجريدة العالم، لتنتقل للعمل كمذيعة مقدمة للبرامج في التلفزيون المصري، من ماسبيرو تتخذ الحديدي منبرا إعلاميا لتلميع الحزب الوطني، واصفة رأس فساده مبارك بأنه الرئيس المحنط الذي يقود الوطن، لتنال الحديدي رضا مبارك فتصبح الناطقة الأجنبية لحملته الرئاسية عام 2005.

تكمل لميس مشوارها من مبارك الأب إلى مبارك الابن، داعمة إياه في حملة التوريث، وعندما ثار الشعب وخرج عن صمته، تلعب الحديدي دورا قذرا في تشويه الثورة والثوار، ويصمد المصريون في الميدان، فتدرك لميس أن النظام في لحظاته الأخيرة، فتقرر أن تقفز من سفينة النظام إلى سفينة الثوار، لكن رد الثوار كان حاسما.

يسقط رأس النظام ويبقى رجاله العاملون من أجل إعادته للحياة مرة أخرى، ولكن هذه المرة في حلة جديدة وبمرشح رئاسي من قلب نظام مبارك تتولى لميس حملة تلميعه، لكن تتهاوى أحلام دولة مبارك بنجاح مرشح الثورة الدكتور محمد مرسي كأول رئيس مدني منتخب ليتم العمل على إسقاطه من اليوم الأول.

وتستمر لميس في تزييف الحقائق لتطلق ماكينة شائعاتها لتشويه النظام الوليد، فملأت صور لميس الحديدي صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي بالسخرية تارة، وبالهجوم عليها تارة أخرى، إلى الحد الذي شبهها فيه أبناء التيار الإسلامي بزوجة أبي لهب أم جميل.

لم تسلم أم جميل حتى من سخرية رفقائها من الإعلاميين، وتواصل أم جميل المصرية سكب الزيت على نيران الشعب المحترق بالدعوة إلى تظاهرات الثلاثين من يونيو، وما إن ينقلب الجيش على رئيسه ويختطفه حتى تخرج لميس معتبرة الانقلاب نصر عظيم.

وبلغ النفاق بأم جميل مبلغه بمطالبتها لقائد الانقلاب بتحديد موقفه من الترشح للرئاسة، مدعية أنه في غنى حتى عن الحملات الدعائية .

صوت الكنيسة

نجيب ساويرس، مهندس مسيحي قادم من صعيد مصر، حل الرابع في أغنى أغنياء أم الدنيا، واقترن اسمه عادة بالفتنة الطائفية، وبعد أن اندلعت ثورة يناير وانهمرت دموع المصريين على من ماتوا انهمرت دموع ساويرس على مبارك .

وكان وراء هذه الدموع صفقات ومصالح اقتصادية مهددة، وثروة تقدر بأكثر من 11 مليار دولار في بلد يعيش أكثر من نصف أهله تحت خط الفقر، ولأن عهدا جديدًا أظل مصر وشعبها فقد طالب الرئيس محمد مرسي ساويرس وأسرته بدفع مستحقات الضرائب التي أصبحت بالمليارات، وبدلا من أن يبادر الرجل بدفع حق بلاده هرب ساويرس وعائلته إلى الخارج، وما لبث أن عاد بصفقة ظن المجتمع معها أنه سيعود للمسار الصحيح، إلا أن الرجل كرس نفسه وقناته وبرامجها للهجوم على الرئيس وحكومته، وصولا لمشهد الثالث من يوليو الذي تولد عنه الانقلاب العسكري.

وفي مسعاه لإسقاط الرئيس المنتخب محمد مرسي، تعاون ساويرس مع كل القوى في الداخل والخارج، وحينما سئل عن سر استخدامه للإنجليزية في رسائله عبر توتير، اعترف بأنه يكتب بالإنجليزية كي يفهم الغرب رسائله، وحتى إسرائيل ظهر الرجل في ثوب الناصح الأمين المحذر لها مما وصفه حكم الإخوان .

وبلغ التطابق ذروته في تطابق رأي ساويرس مع الكنيسة في ترشح قائد الانقلاب إلى منصب الرئاسة في مصر، وفي معبد ساويرس لا يسمع إلا صوت ترانيم المصلحة والمال، فالرجل لا مانع لديه من أن يضع يده في يد من قتلوا بني جلدته وسرقوا أرضهم، مطالبا الساسة بترك الخلاف السياسي مع إسرائيل وفتح المجال له ولغيره لإقامة مشروعات اقتصادية.

شعر ساويرس مثله مثل كثير من الانقلابيين بأن نهاية الانقلاب وشيكة، وأن الشرطة وغيرها من الأجهزة القمعية لن تستطع كبح جماح الثورة التي تطالب بعودة الرئيس الشرعي ليخرج متبجحا ومهددا المجتمع بإشعال حرب أهلية تنزل فيها مليشياته إلى جانب الشرطة للقضاء على المعارضة .