غضب مسيحي.. تواضروس يُرقّي “قمص” تحرّش جنسيًا بأطفال الكنيسة!

- ‎فيسوشيال

"في نوع من التحرش بيحصل في الوسط الكنسي بس ده بيبقىَ تحت مظلة البركة والأبوة.. أنا عارف إن الموضوع صادم بس دي حقيقة"، كارثة أخلاقية وسقوط مدوٍ لعدد من الرهبان والقساوسة المحسوبين في دائرة البابا تواضروس، فجرها نشطاء ومدونون أقباط تحت هاشتاج #خادم_متحرش.

ويبدو أن فضائح عصابة العسكر الجنسية والتي جعلت السفاح عبد الفتاح السيسي يباهي بها حينما قال "أصل العقيد أحمد جاذب للنساء"، يقابلها نفس سياسة الطرمخة والتعتيم لدى حلفاء الانقلاب، عندما يصم تواضروس أذنيه ويطمس عينيه عن سماع شكاوى الاعتداءات الجنسية والتحرش من ذئاب فقدوا ضمائرهم وخانوا مبادئهم، بل ويقوم بترقيتهم ويمنحهم البركة البابوية.

البداية كانت مع شهادة الناشطة القبطية "سالي زخاري"، التي هاجرت مع أسرتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وتعرضت لاعتداء جنسي من كاهن قبطي اسمه رويس وهي طفلة.
روت "زخاري" مأساتها حينما كانت بعمر أحد عشر عامًا، من طرف قمص يدعي "رويس عزيز"، وقال مراقبون وحقوقيون إن مأساة سالي ليست الأولى ولن تكون الأخيره، طالما الأهل يعاملون رجال الدين معاملة الأنبياء والملائكه، و"رويس" ليس الأول ولن يكون الأخير طالما الكنيسة لم تتخذ موقفا معلنا.

عبدنا الجلاليب السودا!
وعن واقعة التحرش الجنسي من القمص رويس عزيز، يقول "روبير راتب" المحامي بالنقض ومستشار التحكيم الدولي: "ده راجل مجرم غير أنه لازم يتم تجريده من الكهنوت لابد من محاكمته بتهمة التحرش بالأطفال والاعتداء عليهم وهتك عرضهم أنا من جهتي سوف أقوم بالتواصل مع البابا تواضروس شخصيا".

الناشطة القبطية إيفون بولس، قالت في منشور رصدته "الحرية والعدالة": "محدش يقول اللي جوه الكنيسه يتحل في الكنيسه البنات دول بقالهم سنين بيشتكوا للكنيسه وكانوا بيموتوا كل مرة يتناولوا من إيد نفس الكاهن اللي اتحرش بيهم وفي الآخر اكتفوا بوقف الكاهن وقالوا المهم يبعد وسكتوا..". وتضيف:"بس بعد كام سنة لقوه راجع يصلي عادي والناس عمّالة تمجد فيه ويدخلوه بيوتهم على أولادهم اضطروا يتكلموا..".

وختمت إيفون شهادتها بالقول: "وبنشكر شجاعتهم جدا لأن ده اللي خلى الكنيسة تاخد موقف ولأنهم خلوا الزمن يرجع بينا ونفتكر إن تقريبا معظمنا اتعرض لمحاولة تحرش من كاهن أو راهب وسكت علشان يا إما كان صغير ومش فاهم إن ده تحرش أساسا يا إما علشان متربي على إن العمة مبتغلطش ومهما عمل لازم نبوس إيده ده غير المجتمع اللي فيه البنت اللي بتشتكي من التحرش هي اللي مش كويسة".

إلا أن شهادة غيفون لم ترق للبعض بحجة الحفاظ على تماسك الكنيسة، ومن بين هؤلاء الناشطة القبطية مريم جمال موسى، التي عقّبت على شهادة ايفون بالقول:" مع احترامى الشخصى للى انتى كتباه بس صدقينى احنا اللى بنكبر السلبيات لما نعد ننشر و نحكى و نتكلم فى موضوع كل الاستفاده منه هو العثره مش النعمه فى وقت معظم الناس مهزوزه و مضربه من اللى بيحصل حولينا". وتابعت: "لو ده حصل معاكى خدى حقك بكل قوه و اشتكى و اتظلمى و وصلى الموضوع للمجمع المقدس لو عاوزه لكن بلاش نشر على الفيس البوك اللى الملايين بيشوفوه وده بيسمح للشيطان انه يزعزعنا اكتر غير ان فيه شباب صغيرين بيقروا اللى بتكتبيه و ممكن كلامك يكون سبب لبعدهم عن بيت ربنا". مضيفة: "صدقينى ذى ما فى سلبيات فى ايجابيات اكتر ممكن ننشر وعظه حلوه فيها كلامات مشجعه للوقت ده وصدقينى الهدف تملي هو شخص المسيح و الابديه مش سلوك الكاهن و متخليش او حاجه تفقدك سلامك او تضيعون طريقك عن الهدف..و بجد سامحينى لو كلامى زعلك".

وبسخط شديد ومرارة ظاهرة، علقت الناشطة القبطية سمر صادق :" عبدنا الجلاليب السودا! حاجه تقرف و ملهاش اي علاقه بربنا ولا بطريق القداسة، دول فريسين و كتبه، قبور مبيضة"، على حد قولها.

مأساة سالي

تحذر الضحية (سالي زخاري) في منشور نشرته على صفحتها ورصدته الحرية والعدالة تحت عنوان "قصتي"، وتقول:" الكلام اللي هقوله ممكن يبى مؤذي لناس بس محتاجة إنكم تفهموا الصدمة اللي أنا اتعرضت ليها بسبب الكاهن المتحرش بالأطفال ده واللي عمله فيا وفي ضحايا تانية كتير". وتابعت تسرد وقائع تحرش القمص "رويس عزيز"، بالقول:"دي أصعب حاجة عملتها في حياتي وبطني بتوجعني كل مرة بفكتر الموقف تاني لحد انهاردة".

وأضافت :"أنا اسمي سالي زخاري وأنا اتربيت في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. لما كان عندي 11 سنة (1997)، كاهن قبطي من مصر اسمه رويس عزيز خليل جه أورلاندو في فلوريدا عشان يخدم مؤقتًا في كنيسة العذراء مريم ورئيس الملائكة ميخائيل. كان بيبات كتير عندنا في البيت لما كان بيبقى في المدينة. في يوم، رويس أقنع والدتي اني المفروض أبدأ الإعتراف في سني الصغير ده عشان أتعود عليه. هي وثقت فيه ووافقت. كنت خايفة شوية بس أنا اتعلمت أطيع".

وتتحفظ "الحرية والعدالة" على جزء كبير من شهادة الضحية "سالي زخاري"، لما يحتويه من فظائع جنسية تعرضت لها الفتاة في بيت الأسرة، بينما تقول سالي: "ماقدرتش أقول لأي حد. كان بيتعامل طبيعي جدًا بعد الموقف ده وكنت ساعات كمان بيتم توبيخي لو مش عايزة أتكلم معاه، آكل معاه على السفرة أو آخد لقمة بركة منه. أهلي ماكانوش فاهمين أنا ليه كنت بتعامل بشكل غير ودي معاه. حاول كذا مرة بعدها يقعد معايا بشكل فردي بس كنت دايمًا بتجنبه وساعات كنت بهرب أروح بيت جدتي عشان أبعد".

وتابعت: "أنا كنت عايشة مع راجل "تقي" كان بيعدي عليا وكنت بتخنق في صمت. كنت مجبرة كل يوم حد إني أتناول من نفس الايدين اللي انتهكت جسمي وأنا عندي 11 سنة. لما مشي آخيرًا، ارتحت جدًا بس بعدها اضطريت أستحمل سنين بسمع فيها أصحابي وعيلتي بيتكلموا عن قد إيه هو شخص كويس و جذاب ودمه خفيف في حين إني بموت من جوا. آخيرًا، فاض بيا الكيل".

مكافأة متحرش..!

وتمضي سالي في شهادتها بالقول :"وأنا عندي 16 سنة اتكلمت آخيرًا. لما قلت للقمص يوسف، قاللي "كان فيه ضحايا تانيين كتير قبلك بس ماتقلقيش أنا بعته مصر والبابا هيتعامل مع الموضوع". كمان نصحني إني أسامح وأنسى. اكتشفت في الآخر إن لما رويس رجع مصر تم رسامته كقمص. المتحرش الجنسي بالأطفال ده، بدل ما يتعاقب. لما لقيت إن الكنيسة شلكها مش هتاخد موقف، قررت أروح للبوليس وحاولت إن أقاضيه بسفترة التقادم كانت خصلت. رجعت تاني للكنيسة عشان أكمل في كفاحي".

مضيفة بمرارة شديدة وخيبة أمل من موقف البابا تواضروس: "أنا بقالي 17 سنة بحارب عشان أحصل على عدالة. أنا اتكلمت مع عدد كبير من الكهنة، الأساقفة، الرهبان، الخدام وبعت رسائل للبابا شنودة والبابا تواضرس (وتم التأكيد ليا إنهم على دراية بقضيتي). الكنيسة آخدتموقف فقط بإنها تقولله إنه ممنوع من الخدمة بس رويس عارف يتسلل في ناس كتير شافته بيخدم في أماكن كتير على مر السنين والكنيسة لسة رافضة إنها تزيله من الكهنوت".

مشددة: "ليه بتكلم دلوقتي؟ من سنة ونص، في كاهن في شيكاجو اكتشف إن رويس بيحاول يخدم تاني. الكاهن ده ضغط على البابا إنه يعمل تحقيق والبابا وافق. التحقيقي تم من أكتوبر 2019 وخلص في فبراير 2020. التقرير كان فيه إن رويس المفروض يمثل أمام مجلس إكليركي ويتم الحكم عليه بإنه مذنب ويتم عزله من الكهنوت. التقرير ده تم تقديمه للبابا يوم 12 فبراير 2020. البابا لحد دلوقتي ماردش برغم محاولات كتيرة للتواصل معاه".

وفي ختام شهادتها، أوضحت سالي ما يعانيه بعض القساوسة من أمراض سلوكية ونفسية وتجاهل الكنيسة لذلك، بالقول: "في حاجة محتاجين كلنا نتفق عليها: الميل الجنسي للأطفال مش خطية ممكن الواحد يتوب عنها، ده مرض محتاجين نتعامل معاه وننهيه. الشخص اللي عنده ميل جنسي للأطفال مكانه مش في الكهنوت. نقطة. أنا مش هبطل أتكلم لحد ما كل الكهنة الأقباط اللي اعتدول على أطفال يتم عزلهم من الكهنوت.لازم نعمل مجهود أكتير.ده شييئ مش مقبول في عينين ربنا.العدالة جاية.الحقيقة في صفنا.يسوع في صفنا.احنا مع بعض.أخواتي الناجيات،أنا معاكم.وربنا معانا".