في مقاله الممنوع..”فضل” لـ”هيكل”: هل مازلت غير مقتنع بتدخل العسكريين في السياسة؟!

- ‎فيأخبار

Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:”Table Normal”; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:””; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:”Calibri”,”sans-serif”; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;}

الحرية والعدالة

تناول السينارست والكاتب الصحفي بلال فضل، في مقاله الممنوع من النشر في جريدة الشروق أمس واليوم، المواقف المتناقضة للكاتب الناصري محمد حسنين هيكل، وعلاقته بقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي.

 وقال فضل في مقاله الذي حمل عنوان "الماريشال السياسي": "سواء كان هيكل يقوم حقا بإعداد البرنامج الرئاسي للمشير عبد الفتاح السيسي، كما نشرت صحيفة (اليوم السابع)، أو كان فقط يحتفظ بدور الخبير الذي لا يبخل بواجب النصيحة كما سبق أن روى، سيبقى لدي في الحالتين سؤال مهم يشغلني بشدة".

وتساءل فضل: "يا ترى.. هل روى الأستاذ هيكل للمشير عبد الفتاح السيسي وقائع الحوار الذي دار بينه وبين القائد العسكري الإنجليزي الأشهر برنارد مونتجمري حين زار مصر بمناسبة مرور ربع قرن على معركة العلمين الشهيرة، والتقى هيكل به يومها ودار بينهما حوار طويل أبدى فيه مونتجمري الذي كان يحمل رتبة المشير أو الفيلد ماريشال استغرابه من حصول القائد العام للقوات المسلحة المشير عبد الحكيم عامر على تلك الرتبة بشكل سياسي، دون أن يحقق إنجازًا عسكريا يجعله يستحق تلك الرتبة طبقا لنص كلمات مونتجمري التي يرويها هيكل؟!.

ثم يستعرض الكاتب الصحفي الواقعة التى يحكيها هيكل في كتابه (زيارة جديدة للتاريخ) حيث يقول ـ في صفحة 180 طبعة دار الشروق ـ إن مونتجمري وصف المشير عبد الحكيم عامر بأنه أصبح ماريشالا سياسيا، ثم قال لهيكل بالنص "ليست هناك حاجة على الإطلاق لـ "ماريشال سياسي"، الماريشالية لا تكون إلا بقيادة الجيوش في الميدان، وليس من أي سبب آخر".

ويضيف فضل في مقاله: "الأهم والأخطر أن مونتجمري في حواره مع هيكل لم يكتف بإثارة مسألة حصول المشير عامر على لقب عسكري دون أن يحقق إنجازا عسكريا، بل قرر أن يخوض في قلب ما رآه مشكلة تعاني منها مصر، هي مشكلة العلاقة بين العسكريين والمدنيين".

وفي مقاله ذكر فضل أن مونتجمري فاجأ هيكل وسأله: "لماذا يتحول الجنرالات عندكم إلى ساسة؟"، ثم يكشف فضل مراوغة هيكل لمونتجمري، الأمر الذى دفع مونتجمرى إلى السخرية من ردود هيكل قائلا:" لن تستطيع إقناعي".

ويذكر فضل أن هيكل كان رده مفاجئا على نحو غريب: "إنني لا أحاول إقناعك، وكيف أستطيع أن أقنعك بشيء، أنا نفسي غير مقتنع به، إنني كنت أشرح لك ملابسات حالة، ولم أكن أقنن قاعدة!".

ويكمل هيكل في مفارقة عجيبة: "على وجه اليقين أنا لست من أنصار تدخل العسكريين في السياسة.. لا أريد للجنرالات أن يصبحوا ساسة بنفس المقدار الذي لم ترد فيه أنت للساسة أن يصبحوا جنرالات".

ويسخر فضل من تناقضات هيكل قائلا: "هل لا زال غير مقتنع بتدخل العسكريين في السياسة وبخطأ منح رتبة عسكرية لأسباب سياسية كما قال لمونتجمري؟ وإذا كان يرى أن تدخل ناصر ورفاقه في يوليو 1952 كان مبررا لمنع استخدام الملك للتصادم مع الشعب، فما هو المبرر الآن في ظل تقدير الشعب للجيش لكي ينتقل قائد الجيش من موقع الحامي إلى موقع الحاكم بكل ما يحمله ذلك من خطورة على تعميق الصراعات السياسية في المجتمع، وتجميد التطور الديمقراطي، وإعادة مصر إلى عصور الاستبداد المدعوم بإعلام الدولة ومثقفيها وإمكانياتها؟.

ويختم فضل مقاله بأن الآثار السلبية لتدخل الجنرالات في السياسية جاء بعد شهر واحد من هذا اللقاء الذى تم بين هيكل ومونتجمري، والذى جرى في شهر مايو 1967.